أكرم القصاص - علا الشافعي

مجدى الزغبى يكتب: لقاء سريع

الثلاثاء، 28 يونيو 2016 03:00 ص
مجدى الزغبى يكتب: لقاء سريع موظفون - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قابلنى شاب فى سن أولادى ملامحه قوية ملابسه مهندمة وواضح أنها ماركة عالمية ووقف لحظات ثم اقترب منى وقال بصوت مهذب لايخلو من الفخر أنا صديق عند حضرتك على الفيس بوك ومتابع دائم لمقالات حضرتك وأؤيدك فى الكثير وأختلف معك أيضاً فى الكثير وأسف لو حعطل حضرتك ثوانى وعندى إحصائية ياريت حضرتك تنشرها وبصراحه شدتنى جرأته وأيضاً لا يخلو من الفخر بنفسى الذى قد يصل للغرور فقد أصبحت بعد الـ60 عاماً صحفياً معروفاً حتى لو من على صفحات التواصل الاجتماعى أو فى بريد القراء أو فى بعض المداخلات التليفزيونيه التافهة التى أصبحت تستضيف الجاهل والمتعلم وأيضاً أصبح البعض يستعير كلماتى وطريقة أدائى فى الكتابة وبصوت تملآه العزه والفخر والغرور طيب مش تعرفنى بنفسك رد بسرعة أنا اسمى أدهم خريج كلية سياسة واقتصاد بتقدير عام جيد وبدأت أنا أتململ ولكنه سارع وقال والدى فى مركز مرموق ووالدتى سيدة فاضلة ومؤهل عالى وأشقائى بالكامل فى مراحل التعليم وكلهم متفوقين دراسياً بمنتهى الأمانة أنا زهقت من المقدمه الطويلة وكنت عارف وواثق إن الحديث والإحصائية ستدور حول ذهاب بطولة الدورى إلى النادى الأهلى وموهبة رمضان صبحى وعدد الأهداف ولن يخلو الحديث عن توقعاتى بنتيجة مباراة الأهلى والزمالك القادمة ولكن خاب ظنى وذهبت توقعاتى أدراج الرياح فبادرنى هذا الشاب بسؤال لم يخطر على بالى مطلقاً وقال لى هل تعرف كم تكلفت للتقديم للوظائف المختلفة سواء فى القطاع العام أو القطاع الخاص؟

وكان السؤال غريباً وغير متوقعاً لى ولم أتخيل مطلقاً ما سيأتى ولذلك بادرته بسؤال غبى جداً وقلت له مش فاهم ؟ فقال لى تقدمت لوظائف كثيرة بعد أن رفضت الواسطة من أبى أو من أخوالى اصحاب المراكز المرموقة فقد تقدمت لحوالى 80 وظيفة فى إعلانات فى الصحف وكل إعلان يطلب فيش وتشبيه فقد استخرجت 80 فيش وتشبيه كل واحد ثمنه 15 جنيها يبقى المجموع يعنى 1200 جنيه لأن كل وظيفة الفيش بيستخرج باسمها ده غير الوقت إللى ضاع وطوابير وإهانة وبهدلة وبعدين كل وظيفة طالبه صورة المؤهل والبطاقة والموقف من التجنيد وفى وظائف طالبه كشف عيله وده قصه تانيه خالص يعنى 4 ورقات الورقه بـ50 قرش يعنى 160 جنيها وعند التقديم لو بالبريد بـ20 جنيها حواله يعنى 1600 جنيه ده بخلاف إللى التقديم فيها ب 500 جنيه زى الخارجيه مثلاً أو كليات الضباط المتخصصين الدوسيه بحوالى 100 جنيه وضيف عليهم كل مشوار 4 جنيه مواصلات يعنى 320 جنيه وكله كوم والصور ال 4 فى 6 كوم تانى كل يومين اروح اطلع عليه ال 6 صور ب 30 جنيه وكل وظيفه عاوزه 8 صور يعنى حوالى 200 جنيه.

وبمنتهى الأمانة انا كنت تعبت من الوقفه فقلت له واضح إن الكلام كتير والإحصائية كبيره تعالى اقعد ولكنه بادرنى بسؤال تانى اصعب من السؤال الأول وقال لى هل تعلم ماهى نتائج كل هذا؟ ونظرت له منتظر الإجابة دون كلمه فقال بسرعه ولاحاجه بالبلدى كده ياعمو ( صفر ) وانا مش زعلان يمكن اكون غير لائق فعلاً بس هى فين المسابقه ولاسؤال ولا إمتحان لغه ولاكمبيوتر ويمكن حتى بيكسلوا يبصوا عليكم ومن كثرة خجلى من ادهم قلت اقفلها فى وشه شويه وقلت له بسرعه هو لازم قطاع عام نظر لى فى سخريه وقال ماهو ده فى القطاع العام والخاص لآنى لما ذهبت للقطاع الخاص قالولى إحنا عاوزين عمال مش افنديه يعنى عاوزين صنايعيه أو تشتغل فى الآمن تقف على البوابه وتقيد العربيات اللى داخله واللى خارجه من المصنع لحظتها ياعمو ندمت وحزنت وعرفت أننى بلا قيمه وماتعلمته لاقيمة له وقبل أن اتحدث بادرنى بضحكه مؤلمه وقاللى ماتتضايقش ياعمو انا باشتغل دلوقتى بس كنت كل ماأقرأ لحضرتك اتذكر الآف الشباب إللى لسه بيصوروا ويقدموا ويمتحنوا ولا نتائج ومن فضولى سألته طيب كويس يعنى سعيك جاب نتيجه ضحك تانى بمنتهى الآدب وقاللى لا أبداً انا رجعت ل بابا زى الكلب وقلتله (إحنا أسفين ياصلاح) وهى الجملة الشهيره فى أحد الأفلام المصرية وهكذا كانت إحصائية أدهم درساً لى تعلمته على كبر وعرفت كم ظلمنا أجيالا جعلنا منهم محجوب عبد الدايم ليموت إلى الأبد على طه ولكنى بعد عودتى لمنزلى وانا حزين ومكتئب ولكنى شاهدت إعلانات محاربة الفساد والواسطة وتمنيت أن يقضى عليها السيسى الذى كل يوم يزداد حمله فالموروثات ثقيله ولكنى اقولها لابنى أدهم ( إحنا أسفين ياأدهم ) وإحنا أسفين يا كُل أدهم فى مصر وأؤكد لك ياأدهم أننا نعلم أن أهم أسباب فشلنا هو تعيين الفشلة وعدم نجاحنا سببه أننا قتلنا فيكم الطموح وعدم تقدمنا سببه أننا عودناكم على التواكل.

وفى النهاية خسرناكم وخسرنا تقدم بلادنا ولكن صدقنى ومن واقع رؤيتى وحتى تجعلنى اشعر بقيمة ماأكتبه ومايوافق على نشره كتاب كبار وصحف رائده أن الرئيس يضع هذا الملف نُصب أعينه ولكنه يحتاج الوقت والجهد والصبر فالكثير من الأخطاء أصبحت حقا وأصبحت أعرافا وسيأتى اليوم التى تزول فيه لتحيا مصر بكم وأنهيت الحديث دون أن يرى وجهى خجلاً من أدهم.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة