أكرم القصاص - علا الشافعي

طارق الخولى

مآسٍ متتالية

الإثنين، 23 مايو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مصر كانت ومازالت فى قلب مرمى نيران المخططات وهو ما تؤكده الحوادث الأخيرة


عندما نمتعض من إسناد الكثير مما يحدث لنظيره من المؤامرة، فنجدها أقرب إلينا من حبل الوريد، لا ينكرها إلا جاحد، لكن حذارى أن يجد الإرهاب ثغرات إهمال أو فساد، ينفذ من خلالها، فنحن فى حرب وجود، والإهمال وقت الحرب تواطؤ، أما الفساد فخيانة عظمى، لذا فإننا نحتاج لمراجعة الإجراءات الأمنية، وإجراءات السلامة والوصول، بسبب خطورة هذه الأحداث على سمعة مصر، حيث إن تلك الحوادث دعاية سيئة للسياحة المصرية.

ففقد ضحايا الطائرة المنكوبة، يشكل مأساة بكل معنى، وأن يكون هذا العدد من الحوادث المتتالية، فسبق تلك الحادثة، واقعة الطائرة الروسية المنكوبة، والطائرة المصرية المختطفة، والآن الطائرة المفقودة، وجميعها حوادث مأساوية، تتطلب من الحكومة الاضطلاع بدورها، بالوقوف على أسبابها وتجنب تكرارها، وتقوم بمعالجة الآثار السلبية لهذه الحوادث، وما قد تسببه من أضرار تنعكس على الاقتصاد المصرى، خاصة فى قطاعى السياحة والنقل الجوى.

فحادث سقوط الطائرة الأخيرة، حال ثبوت أنه عمل إرهابى أو استخباراتى، سيكون بهدف التأثير على العلاقات المصرية الفرنسية، التى شهدت تقدما خاصة على المستوى العسكرى، وصفقات السلاح التى تمت، فأى دولة تقترب من مصر اقتصاديًا أو سياسيًا أو عسكرياً تقع حوادث تآمرية أو إرهابية، وهذا بحاجة لبحث ودراسة، وهو ما حدث مع روسيا وإيطاليا من قبل، والآن فرنسا.

ففى ظل ما يحاك بالإقليم، وما يراق فيه من بحور دماء، يبزغ صراع عقيم بين دوائر النخب والإعلام والمهتمين بالشأن العام فى مصر، حول وجود مؤامرة من عدمه، فيذهب المعادون لثورة 30 يونيو، إلى نفى وجود أى مؤامرة، فمن وجهة نظرهم أنها مجرد ادعاءات، الغرض منها إعادة إنتاج نظام ما قبل 25 يناير، وإرساء دولة ديكتاتورية بوليسية، وتسبيب أى فشل فى الأداء العام بوجود مؤامرة، داعمين موقفهم بالشكل البذىء وغير الأخلاقى لبعض المتناولين لحقائق المؤامرة، وفى طريقة عرض بعضهم التى تبعث على السخرية، وبالتالى سهولة التتفيه من الأمر من ناكرى المؤامرة، فى حين أن المعادين لثورة 25 يناير، بشكل عام، دون تدارك عن عمد أو غفلة، أنها ثورة سلبها الآخرون لينفذوا مرادهم، فى تملك البلاد والعباد، وهو ما أسقطناه فى ثورة التصحيح فى 30 يونيو، حيث إن أبواقهم قد انصرفت، واهتمامهم قد انصب، على أن ينالوا بالتشويه من الحراك الشعبى فى 25 يناير، فيتناولون المؤامرة التى تدور الآن التى هى حقيقة وواقع، بتقديمها للرأى العام، فى إطار التركيز على النيل والانتقام من ثورة يناير.

فمصر كانت ومازالت، فى قلب مرمى نيران المخططات، وهو ما تؤكده تبعات سقوط الطائرة الروسية بسيناء، ومقتل ريجينى، وسقوط الطائرة الأخيرة، ومواقف بعض الدول الإقليمية والدولية التى تفضح المؤامرة، دون أدنى مواربة، فمازالت العين على سيناء كوطن بديل للفلسطينيين، لحل أزمات الدولة الصهيونية، فيتم الدفع نحو نشر قوات دولية لاحتلال سيناء بالذريعة المعتادة، وهى محاربة الإرهاب الممول والمدعوم من الغرب، بجانب إشغال الجيش المصرى، وصرفه بعيدًا عن صفقات التسليح التى باتت تزعج الصهاينة، إلى حد أنهم وصفوها بأنها تمثل خطرًا على وجود دولة إسرائيل، فخطر منظمات المجتمع المدنى المشبوهة، مازال داهمًا وقائمًا فى تخريب العقول، وفق خطة مخابراتية فى إضعاف الجبهة الداخلية، وتغذية الانقسام المجتمعى، فى الإيهام بأن أى حديث عن مؤامرة، فهى مؤامرة من أجل إرساء حكم ديكتاتورى، ليتحول البعض دون إدراك، إلى وقود يغذى المؤامرة ويقويها، بإنكار وجودها، والسخرية عند ذكرها

وفى النهاية، فإن الإقرار بوجود مؤامرة، لا يجوز بأيه حال أن يكون مبررا أو شماعة، يعلق عليها أى فشل فى الأداء الحكومى، فالقضاء على الإرهاب لن ينجح إلا باقتلاع جذور الإهمال والفساد الذى استشرى على مدار عقود، فى كل جنبات الدولة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود صالح

لتكن مصر اولا واخيرا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة