أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

من المستفيد من قتل «ريجينى» وما تلاه من حوادث؟

الأحد، 01 مايو 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قُتل الباحث الإيطالى جوليو رجينى، فى وقت كانت تستعد فيه إيطاليا، لأكبر استثمارات فى تاريخها فى مصر، وكان من المنتظر أن يتوالى وصول رجال الأعمال وكبار المسؤولين الإيطاليين إلى القاهرة، لبحث فرص الاستثمار والمشاركة، ثم توقف كل شىء وتوترت العلاقات، وتحولت الصداقة الدافئة إلى عداء وقطيعة.. وإذا بحثت من الخاسر ومن المستفيد، فلن تتعب كثيرا فى العثور على إجابة. واختطفت طائرة مصر للطيران من مطار برج العرب، فى وقت أوشكت فيه لجان المراقبة الدولية على الانتهاء من اختبار إجراءات الأمان فى المطارات المصرية.. واذا سألت من الخاسر ومن المستفيد، فلن تجد صعوبة فى العثور على الإجابة. واختطف رجل الأعمال السعودى حسن بن على سند، بعد زيارة خادم الحرمين لمصر بأيام قليلة، والإعلان عن حزمة استثمارات سعودية ضخمة فى مصر، وبدأت بعض مواقع السوشيال ميديا، تثير المخاوف وتزعم أن الأجواء فى مصر مازالت غير آمنة، وإذا سألت من الخاسر ومن المستفيد، فلن تجد أيضا صعوبة فى العثور على إجابة.

خيط سميك جدا يربط بين هذه الحوادث الإجرامية، وحتى لو استبعدنا تفسيرها فى ضوء نظرية المؤامرة، فهناك بعض المؤشرات التى لا يمكن إغفالها:
أولا: الخاسر فى هذه الحوادث هو الاقتصاد المصرى، وكلما هدأت الأوضاع واستقرت وبدأت العجلة تدور، وقع حادث درامى مفاجئ فى تخطيطه وتنفيذه، ما بين قتل غامض لـ«ريجينى»، إلى اختطاف ساذج للطائرة المصرية، ثم رجل الأعمال السعودى، وكأنها جرائم تكمل بعضها بعضا، وتضرب محاولات النهوض الاقتصادى أولا بأول.

ثانيا: الجرائم الثلاثة شديدة التعقيد والصعوبة، حتى خاطف الطائرة سيف الدين مصطفى، الذى قالوا عنه «أهبل»، وثبت بالدليل القطعى أنه إخوانى مستتر، تم توظيفه فى وقت مناسب ليقوم بعمل غادر، أشد تأثيرا من القنابل والمتفجرات، ولا يمكن أن تكون مثل هذه الجرائم عشوائية أو بمحض الصدفة، لأنها تحدث بطريقة «المتوالية الهندسية»، التى تؤدى لنتائج متصاعدة فى نفس الاتجاه، وهى الإساءة والتشويه وتضخيم الآثار السلبية.

ثالثا: الإعلام.. كان مهيجا ومحرضا ومسيئا فى حادث «ريجينى»، وأعطى للإيطاليين أسلحة فاسدة للهجوم علينا، وكلما هدأت نارا أشعلوها حتى تعقدت الأزمة.. وكان هادئا فى حادث اختطاف الطائرة ولم يسعفه الوقت بعد استسلام الخاطف، لممارسة نفس اللعبة بنفس الأسلوب.. وكان أكثر عقلانية فى حادث اختطاف رجل الأعمال السعودى، لأنها قضية لا تقبل العبث والتهييج، لوجود الرهينة فى أيدى المختطفين، وللموقف المشرف للجانب السعودى وإعلان ثقته فى أجهزة الأمن، وقدرتها على إنهاء المشكلة بسلام.

رابعا: من المستفيد؟.. الإخوان ومن معهم من التنظيمات الثورية، التى لن يهدأ لها بال إلا إذا استعادت أجواء الفوضى والقلق والاضطرابات، وكلما نجحت البلاد فى عبور أزمة صدرت لهم أزمات، وسحبت السجادة من تحت أقدامهم، ويحقق أهدافهم أن يفسدوا العلاقات مع الدول التى تساعد مصر وتتعاون معها، فلجأوا إلى نوعية من الجرائم التى تحدث ضجة خارجية، للإيحاء بأن الأوضاع فى البلاد ما زالت فى مرحلة حرجة.وإذا استبعدت نظرية المؤامرة «نظريا» فى الربط بين هذه الحوادث، فهى «عمليا» مرتبطة ارتباطا وثيقا، من حيث توقيتاتها وأهدافها ونتائجها، وكما تم اختيار «ريجينى» بدقة لإفساد العلاقات مع إيطاليا، دبر المختطف الشرير ومن وراءه حادث الطائرة، ولم يحدث من قبل اختطاف رجل أعمال أو حتى مواطن عربى فى مصر، ونتائج التحقيقات هى التى تثبت إذا كان مخططا أم صدفة. الدرس المستفاد هو أن يكون لدى أجهزة الأمن قدرة على التنبؤ بمثل هذه الأحداث لإجهاضها قبل وقوعها.. المهمة صعبة والجرائم منظمة.. وكان الله فى عونهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة