أكرم القصاص - علا الشافعي

سهيلة فوزى

التاريخ يبتسم لبشار وآثار تدمر تمنح قبلة الحياة للأسد الجريح

السبت، 02 أبريل 2016 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تاريخ سوريا يبتسم لبشار، هكذا يمكن تصوير تحرير القوات الحكومية السورية مدينة تدمر الأثرية الهامة من قبضة داعش، جاء هذا الانتصار بعد أيام من إعلان بوتين سحب أغلب القوات الروسية من سوريا، وهو الإعلان الذى لاقى ترحيبا دوليا كبيرا، بعد أن فسره البعض أنه بداية تخلى روسيا عن دعم "الأسد" ، إلا أن نجاح الجيش السورى فى تحرير "تدمر" جاء بدعم من سلاح الجو الروسى، بعد أن أكدت وزارة الدفاع الروسية أنه تم تنفيذ أكثر من 2000 ضربة جوية فى عملية استعادة المدينة التاريخية، لتؤكد استمرار الدعم الروسى لبشار .

استعادة " تدمر "، دعم إعلاميا، وعمليا الرأى الروسى بأن تحالف موسكو – دمشق هو بالفعل من يحارب، ويحقق الانتصارات على الإرهاب الذى يضرب الشرق والغرب خاصة بعد هجمات بروكسل، ولاهور.

استعادة "تدمر" أعادت تقديم صورة إيجابية لقوات الأسد الحكومية على الساحة الدولية، ظهر ذلك خلال التصريحات المرحبة باستعادة المدينة التاريخية المصنفة كتراث عالمى من اليونسكو ، فالأمين العام للأمم المتحدة رحب باستعادة الحكومة السورية للمدينة الأثرية، قائلا "أسعدنا نجاح القوات السورية فى استعادة السيطرة على تدمر."

وصرح النائب الفرنسى تيرى ماريانى الذى زار سوريا مع وفد برلمانى فرنسى مؤخرا، بأن من كان ضد التنسيق بين سوريا وروسيا فى محاربة الإرهاب أدرك فيما بعد أن هذا التنسيق كان أمرا صائبا ، ولا سيما لجهة دعم الجيش السورى الذى يحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله .
وبالرغم من تأكيد الولايات المتحدة على موقفها المطالب برحيل الأسد إلا أن الخارجية الأمريكية عبرت عن تقديرها لتحرير "تدمر".

قد تُشكل انتصارات الجيش السورى على "داعش" –إذا ما استمرت- ورقة ضغط على الحكومات الغربية أمام شعوبها لقبول "الأسد" ، على اعتبار أنه من يحقق انتصارات على الإرهاب الذى يضرب عواصمهم ، خاصة مع اتخاذ الجيش السورى من "تدمر" مركز لقيادة العمليات العسكرية التالية ضد "داعش" لطردها من سوريا ، والانطلاق الى مدينة القريتين التى لجأ إليها مقاتلو داعش الفارين من "تدمر" بما يعنى استمرار الحرب ضد التنظيم.

ولكن هل تعيد المعارضة السورية التى تتولى المفاوضات فى جنيف النظر أيضا، أم تظل متمسكة بموقفها المطالب ببدء المرحلة الانتقالية برحيل بشار الأسد ، وتشكيل هيئة عليا للحكم الانتقالى بصلاحيات كاملة تدير شئون سوريا، وإعادة هيكلة الجيش ، أو بالأدق تفكيك الجيش وقوات الأمن وإعادة تشكيلهم، هذا الرأى الذى تتبناه المعارضة يتبادر معه إلى ذهنى تساؤل ، هل ستنتظر "داعش" المعارضة حتى تُعيد هيكلة الجيش السورى حتى تنقض على البقية الباقية من الأراضى السورية ؟
هل تعتقد المعارضة السورية أن أبو بكر البغدادى سيؤجل خطط تمدد الدولة الإسلامية المزعومة ، حتى تنتهى من تشكيل جيش سورى جديد، واستبعاد قياداته الموالية للأسد ؟
أى ساذج هذا الذى يعتقد أن عدوا يتربص بدولة ما، سينتظر حتى تُعيد هيكلة قواتها دون الانقضاض عليها.
المعارضة السورية –مع الأسف- تغض الطرف عن النموذج العراقى ، وتصر إصرارا غريبا بدعم خليجى على تكرار السيناريو فى سوريا، وكأن شيئا لم يحدث على بعد كيلو مترات قليلة فى بغداد .

المعارضة التى تحمل أجندة أقل ما توصف به أنها تنظر أسفل قدميها فقط ، تنشغل بمصير "الأسد" ، ولا تشغل نفسها بمصير "البغدادى" وتتبنى رؤية تعيد إلى الأذهان المصطلح الأمريكى الفوضى الخلاقة ، ورغم أن هذه الفوضى تضرب العراق منذ سنوات طويلة إلا أنها لم تخلق شيئا حتى الآن ، لم تخلق إلا الدمار ، والخراب ضاعت بسببها بغداد بعد إن كانت إحدى أهم العواصم العربية ، ومن الدول التى يحسب لها حساب فى المنطقة .

حتى الآن لم تفهم المعارضة السورية أنها تسير فى نفس الاتجاه ، وأن تنظيم "داعش" أخطر على سوريا من بشار الأسد ، وليس العكس كما تصور دول الغرب والخليج.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

صفوت الكاشف

////// وبمراعاة أن بقاء الأسد وتداعى بغداد هما السبب فى هذه الداعش //////

عدد الردود 0

بواسطة:

***** أحفاد الفراعنه *****

مقال رائع ورؤيه منصفه 100%..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة