أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

أوبرا فى كل محافظة..التفكير على طريقة مارى أنطوانيت

الثلاثاء، 08 مارس 2016 09:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى لقائه على هامش حفل ختام سمبوزيوم أسوان فى دورته الـ21 تحدث حلمى النمنم، وزير الثقافة، فى لقائه بالصحفيين، عن قضايا عدة تتعلق بالمؤسسات الثقافية ومشكلاتها، لكن أكثر الذى أثار الانتباه فى التصريحات كان حديثه عن الخطة الموضوعة لإيجاد أوبرا فى كل محافظة من محافظات مصر، وأن البداية ستكون من محافظة بورسعيد، وهذه بالتأكيد فكرة جيدة، لأنها سوف تصنع نوعا مختلفا من الثقافة وتساعد على رقى المجتمع والارتقاء به على المستوى النفسى، كما أنها تحقق العدالة التى تحدث عنها الوزير بالبعد عن مركزية القاهرة والمساواة بين أقاليم المحروسة وعاصمتها فى الأنشطة الثقافية.

وفى سبيل المساواة المنشودة بين أفراد الشعب المصرى وبجانب الأوبرا المنتشرة فى كل ربوع مصر، تحدث الوزير أيضا عن إقامة معرض للكتاب فى كل محافظة، وهو أمر كنا قد تحدثنا عنه من قبل، وفى الحقيقة كل الأفكار التى تحدث عنها حلمى النمنم طيبة وإيجابية ومفيدة، لكن نطالبه بالترتيب ومعرفة الأولويات فى هذه الأمور الكثيرة التى تحدث عنها، فبجانب الأوبرا ومعرض الكتاب تحدث عن أزمة قصور الثقافة وتحدث عن المتاحف المغلقة، وحدد مشكلاتها.

والترتيب هنا أقصد به أن وزارة الثقافة تعانى من أزمات طاحنة على رأسها قصور الثقافة، والوزير نفسه حدد جزءا من مشكلاتها، وبالطبع نقص الموارد المالية أمر أساسى فى هذه المشكلة، فعدد العاملين فى هذه الهيئة كبير بشكل مبالغ فيه، وهذه الكثرة بحاجة لإعادة تأهيل، وقبل ذلك هى بحاجة لرواتب يقيمون بها حياتهم، كذلك هناك المبانى غير المكتملة وغير الفعالة، وأعتقد أن هذه المشكلة أولوية أكثر من وجود أوبرا فى كل محافظة، وذلك لكون الأوبرا تحتاج جمهورا والجمهور يجب أن يكون مثقفا والثقافة تصنعها قصور الثقافة بفعالياتها الثقافية ومكتباتها العامرة وموظفيها المتعاونين وسلاسلها المنشورة، وكتبها غير المكلفة التى تصل للجميع فى كل مكان.

ومعروف للجميع أن المطلوب بداية هو صناعة ثقافة شعبية على مستوى المواطن العادى، وفى حالة غياب هذا النوع من الثقافة سوف تصبح مبانى الأوبرا التى سيتم بناؤها فى كل محافظة خاوية على عروشها يسكنها الفراغ، وذلك لأن فن الأوبرا نخبوى نوعا ما، والمثقف النخبوى فى الأقاليم لن نجده إلا بعد إيجاد المثقف العادى الذى يتعامل مع أزمات المجتمع ويدركها تماما.

يُحمد لوزير الثقافة فكرة محاولة التخلص من المركزية، لكن يجب ألا نفكر على طريقة الملكة الفرنسية مارى أنطوانيت التى نصحت المواطنين الفرنسيين بأكل «الجاتوه» عندما اشتكوا من نقص الخبز.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة