أكرم القصاص - علا الشافعي

العباس السكرى يكتب: قف للزعيم.. وفّه التبجيلا

الإثنين، 21 مارس 2016 09:16 ص
العباس السكرى يكتب: قف للزعيم.. وفّه التبجيلا الزعيم عادل إمام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"روح يا ابنى ربنا يحبب فيك خلقه".. هذا الدعاء الذى نطقت به السيدة الفاضلة لطفلها الصغير الذى صار فيما بعد زعيما، كان له بالغ الأثر فى حياته، بل وسر سعادته، ففى تاريخ السينما العربية لم يحظ أحد بحفاوة أو تقدير أو حب أو مكانة كالتى يحظى بها الزعيم عادل إمام، سواء من الجمهور أو الرؤساء والملوك.. هذا الفنان الكبير الذى ظل يصرخ - ولا يزال - فى وجه المجتمعات التى لا تؤمن إلا بنفسها ولا تثق إلا فى عقولها، بفنه (سينما، مسرح، تليفزيون).. حتى فى حواراته يؤكد أنه فى صدام دائم مع من يأخذون أكثر من حقوقهم، ومن يتحدثون بلا عمل.

من يعرف الزعيم يدرك أن البساطة والإنسانية هما مقومات شخصيته.. يعشق البسطاء والمهمشين وينظر لهم بعيون الرأفة والحب.. يعرف أحلامهم وآمالهم وهمومهم ويترجمها على الشاشة بصدق وإنسانية.. يحب غاندى وتشارلى تشابلن، ويحتفظ فى منزله بتمثاليهما ويقول: "كلاهما ضئيل الحجم، ولكنهما أثرا فى التاريخ الإنسانى بطريقة مدهشة".. فنان عاشق لبلده ولتاريخ مصر وحضارتها.. يعرف حجم ومكانة أدبائها وفلاسفتها وكتابها وفنانيها.. ويتحدث عنهم بفخر وشموخ واعتزاز.

كوّن الزعيم صداقات مع أغلب الرؤساء والملوك والنجوم، لكن تظل علاقته بوالدته هى العلاقة الأمثل فى حياته، ولطالما يفيض به الحنين عندما يتذكرها، وربما كانت سببا فى بساطته.. فهى إنسانة عادية بسيطة آمنت بكل ما آمن به نساء عصرها، لا تجيد القراءة والكتابة ولكنها تتمتع بحس ثقافى عال، وشخصية قوية، وظل عادل إمام فى عينيها - حتى بعدما صار شابا ونجما - طفلها الضعيف، يقول الزعيم: "محدش حبنى قد أمى.. علاقتى بها مختلفة عن بقية أشقائى.. كانت بتعبد حاجة اسمها عادل".

عادل إمام هذا النجم العربى الكبير ما زال يعيش فى حضن والدته التى لا تغيب عن عينيه أبدًا.. وكأن لسان حاله يردد أبيات نزار قبانى: "أيا أمى.. أنا الولدُ الذى أبحر.. وما زالت بخاطرهِ تعيشُ عروسةُ السكّر.. فكيفَ يا أمى غدوتُ أباً ولم أكبر؟.. أنا وحدى.. دخانُ سجائرى يضجر وأحزانى عصافير تفتّشُ – بعدُ - عن بيدر.. عرفتُ نساءَ أوروبا.. عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ.. عرفتُ حضارةَ التعبِ.. وطفتُ الهندَ وطفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر ولم أعثر على امرأةٍ _ مثلك _ تمشّطُ شعرى الأشقر.. وتحملُ فى حقيبتها إلى عرائسَ السكّر".


موضوعات متعلقة..


- فى ذكرى ميلاده.. عادل إمام زعيم الأجيال.. حارب الرأسمالية ونفوذ رجال الأعمال ووقف فى وجه التطرف والإرهاب.. أبرز نجم عربى فى تاريخ الكوميديا.. والعندليب وصفه بأنه أجمل اختراع للقضاء على الحزن









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة