أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

فاروق حسنى وميادين مصر

الجمعة، 11 مارس 2016 04:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الجيد أن تترك الأفكار التى نطرحها صدى طيبًا، خاصة لو كان هذا الصدى عند أهل التخصص والإبداع، ومنذ يومين كنت قد نشرت مقالة بعنوان «سمبوزيوم أسوان»، دعوت فيها للاستفادة من منحوتات السمبوزيوم الذى انتهت دورته الـ21 منذ أيام، وخاطبت فيها المسؤولين بعد حديثهم عن إبداع المشاركين فى عرس أسوان، ورغبتهم فى الاستفادة منه مجتمعيًا، بأن يتبنوا مبادرة توزيع القطع المناسبة من التماثيل التى قدمها الفنانون على الميادين المصرية، فى محاولة للتصدى للقبح والتشويه المتعمد الذى بدأ ينتشر فى شوارع مصر، لكن الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، فى اتصال هاتفى، أكد أن هذه الفكرة قابلة للتطوير، وقدم تصورًا متكاملًا للاستفادة الحقيقية من هذه الأعمال الفنية.

وفى تصوره، يرى الفنان فاروق حسنى أنه من خلال خبرته بمنحوتات سمبوزيوم أسوان من الأنسب ألا نوزع هذه المنحوتات على الميادين بشكل فردى، لأن كل تمثال منفرد ربما لا يؤدى الخدمة البصرية المنشودة منه، فبعض هذه التماثيل لا تخاطب الذوق العام بشكل مباشر، ولذا قدّم اقتراحين فى هذا الأمر.
وجاء الاقتراح الأول بأن تحتوى الميادين الكبيرة، مثل ميدان التحرير، على مجموعة من التماثيل، وليس تمثالًا واحدًا، بحيث تصنع حالة متكاملة تشبه المتحف المفتوح، والاقتراح الثانى أن نستعين بالأشجار والنباتات بالإضافة للتماثيل فى تزيين الميادين العامة.

وبالطبع أنا شاكر للفنان فاروق حسنى اهتمامه، ورغبته الواضحة فى التصدى لما يحاول الآخرون وغير المتخصصين أن يفعلوه بميادين البلاد، وأعتقد أنه بتطويره للفكرة- وهو أهل تخصص- أصبحت قابلة تمامًا لأن تتحول إلى مبادرة تقوم بها وزارة الثقافة، مستعينة بخبرة فنانيها الكبار، خاصة النحاتين المميزين الذين تحفل بهم مصر.

كذلك وبمناسبة الحديث مع الفنان فاروق حسنى يمكن للوحات الفنية أيضًا أن يكون لها نصيب كبير فى تزيين المدن وصنع جداريات كبرى، وقد شاهدت شيئًا من ذلك فى مدينة أسيوط مطلع القرن الواحد والعشرين، حيث انتشرت فى شوارع المدينة مجموعة كبيرة من الجداريات المميزة فى إبداعها، والمناسبة لطبيعة المدينة الصعيدية، والمعبرة عن خصوصيتها، لذا يمكن أن تتسع المبادرة لتشمل أكثر من اتجاه، بما يؤكد فكرة المتحف المفتوح التى تحدث عنها فاروق حسنى.

وعلينا أن نعلم أن كثيرًا من القبح فى حياتنا لن ينتهى مادمنا تركناه يمر حتى يتحول لحقيقة لا نستطيع أن نواجهها، ولن نقدر على الخلاص منها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة