فى ذكرى اليوم العالمى لختان الإناث.. "اليونسيف": مصر الثالثة عالمياً والأولى عربياً و91% من النساء بها تعرضن للختان رغم تجريمه.. طبيب: أتعرض للاعتداء أحياناً بسبب رفضى لإجراء هذه الجراحات فى عيادتى

كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساء، يوم 6 يونيو 2014، حيث حمل الباتع محمد إبراهيم، ابنته سهير، ذات الـ 13 عاماً، متوجهاً بها إلى مركز جراحى شهير بمدينة أجا بمحافظة الدقهلية، لإجراء جراحة الختان لها، أسوة ببقية فتيات العائلة، والقرى التى يسكنها بمركز أجا.

جراحة ختان

وأجرى الطبيب "رسلان.ف" 57 عاماً، استشارى الجراحة بمستشفى أجا المركزى، جراحة الختان للطفلة، والتى لم يمر عليها سوى ساعات قليلة، وتوفيت متأثرة بجراحها، بعد عملية الختان، وتقدم والدها بدعوى أمام محكمة المنصورة، والتى حكمت بعد عامين ونصف على الطبيب بالسجن لمدة عامين، وحبس الأب 3 أشهر.

الدقهلية تتصدر محافظات الجمهورية في إجراء عمليات الختان

"اليوم السابع" فى ذكرى اليوم العالمى لمناهضة الختان، تفتح ملف ختان الإناث بمصر، وذلك عقب إصدار مركز المرأة للإرشاد والتوعية بياناً قال فيه، إن "محافظة الدقهلية تتصدر محافظات الجمهورية في إجراء عمليات الختان، وذلك بعد استبيان أجراه المركز، شمل 100ألف سيدة وفتاة، خلال الأشهر القليلة الماضية، أثبت أن ما يزيد عن 90 ألف سيدة وفتاة، مما شملتهم عينة البحث أجرى لهم عملية الختان.




وتنوعت عينة الاستبيان العمرية والجغرافية، حيث أجرى على بعض المارات بالشارع بشكل عشوائى، وفى بعض القطاعات الحكومية مثل الجامعات والمحاكم ومصالح الشهر العقارى.

وقال رضا الدنبوقى، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية، إن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث المسمى بالختان، الذى يجرى فى مصر يعد عدوان على السلامة الجسدية والنفسية للمرأة، ويشكل جريمة جنائية بمقتضى أحكام قانون العقوبات المصرى، وتتوقف درجة العقوبة على جسامة ونوع الجريمة.

ختان الأنثى قد يكون سببًا لوفاتها

وحذر "الدنبوقى" من أن ختان الأنثى قد يكون سببًا لوفاة الفتاة، فتتحقق أركان جريمة الجرح المفضى إلى الموت المؤثمة بنص المادة 236 فقرة 1، والتى تكون العقوبة فيها بالأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث إلى سبع سنوات.

يسأل عن هذه الجريمة كل من شارك فيها

وأضاف "الدنبوقى" أما إذا لم يؤد الختان إلى وفاة الضحية، فإنه قد يحدث لها عاهة مستديمة تجرم بنص المادتين 240 و 242 مكرر من قانون العقوبات، والعقوبة تتراوح هنا بين ثلاث وخمس سنوات، ويسأل عن هذه الجريمة كل من شارك فيها من الأسرة والأطباء أو الممرضات أو الدايات وغيرهم، لأن الجهاز التناسلى الذى تم بتره أو نهكه كان فى شكله الطبيعى الذى خلقه الله لأداء وظيفته الطبيعية، ولم يكن به مرض ولا هو سببًا لمرض، ولا يسبب ألمًا من أى نوع يستدعى تدخلاً جراحيًّا.

وأوضح الدنبوقى أن المساس الجراحى بهذا الجهاز على أى صورة كان الختان عليها لا يعد فى صحيح القانون علاجًا لمرض أو كشفًا عن داء أو تخفيفًا لألم قائم أو منعًا لألم متوقع مما تباح الجراحة بسببه.

ويقول الدكتور أحمد عبد الحى، أخصائى أمراض النساء، بجامعة المنصورة، "قابلت فى حياتى العديد من السيدات والأسر التى تريد إجراء جراحات ختان لفتياتها، والكل يأتى إما من وازع العادات والتقاليد، أو وازع دينى، أو وازع صحى، وأكثرها عادات وتقاليد أو لمعتقد دينى خاطئ، وقد تعرضت لإعتداء أحياناً بسبب رفضى لإجراء هذه الجراحات فى عيادتى الطبية.




ويرد "عبد الحى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، على الادعاءات التى تثار حول الختان قائلاً "أحيانا ما تعلل الأمهات مسألة الختان بالنظافة، وهذا خطأ لأن رأس البظر لا يحدث نتناً ولا اتساخاً أبداً، والرائحة الكريهة التى قد تصدر من بعض النساء لا تأتى من رأس البظر، وقد تأتى من المهبل عندما تحصل به التهابات، و رأس البظر غير مسئول عن أى نتن أو رائحة خاصة، وإن أفضل منظف هو الماء، والإنسان فى حال اتسخ وجهه لا يبتر رأسه، أو لو اتسخ شعره لا يحلق شعره إنما ينظفه".

المرأة المختونة تصاب بالإكتئاب والإحباط

ويضيف "عبد الحى" المرأة المختونة ترغب بالجنس وتمارسه بشكل طبيعى ولكنها لا تشبع رغبتها الجنسية، وتصاب بالإكتئاب والإحباط، وتتملكها مشاعر اليأس، إذ لا تشعر بإكتفاء المتعة الجنسية، حيث أن المتعة تتقلص مساحتها عند الفتاة المختونة نظراً لنقصان مساحة المنطقة التى تتعرض للتحريض والشعور الجنسى، وهنا يأتى دور الزوج للتعاون لإيجاد مناطق أخرى بالجسم وبالجهاز التناسلى لتعويض شريكته، سواء أكان الأمر داخل المهبل، أو بما تبقى من الاشفار، أوبالثدى، ومداعبة الثدى يمكنها التعويض وتحويل مراكز المتعة إلى أماكن أخرى.

الختان يزيد من معدل الجرائم

ويضيف أخصائي أمراض النسا بجامعة المنصورة، إن هذا الأمر يدمر حياة المرأة ولا يهذبها، والختان ليس له علاقة بالجرائم الجنسية المنتشرة فى الآونة الأخيرة، بل من الممكن أن يزيد من ارتفاع معدل تلك الجرائم، لأن المرأة تبحث عن المتعة التى لاتجدها مع وزوجها، وقد تتخيل أنها قد تحقق المتعة مع أكثر من رجل، وهذا لا يتحقق أيضاً.

وأوضح " عبد الحى" إن "الختان يسبب إلتصاق الأشفار مع بعضها بشكل قد يمنع العلاقة الجنسية، وقد يتطلب الأمر مساعدة الطبيب، وندبة الختان قد تتمزق أثناء الولادة أو لدى أول جماع، ما قد يتطلب مداخلة طبية لإيقاف النزيف.

اليونسيف: مصر تأتي في المرتبة الثالثة عالميا والأولى عربيا

وقال تقرير نشرته منظمة "اليونسيف" فى عام 2015، إن مصر تتمسك بهذه الظاهرة والتى تعد ظاهرة فرعونية، حيث تأتى فى المرتبة الثالثة عالمياً، والأولى عربياً، بنسبة 91 % من النساء تعرضن للختان، فالبرغم من صدور قانون يجرّم ختان الفتيات منذ عام 2008، وإدانة طبيب بمحافظة الدقهلية بالسجن مع أشغال شاقة مدة عامين بتهمة إجراء عمليات ختان، تبقى مصر واحدة من أكثر الدول التى تنتشر فيها هذه الظاهرة.

فيما حذر الدكتور عبد المطلب إبراهيم، أستاذ علم الإجتماع بجامعة المنصورة، من ظاهرة ختان الإناث قائلا "الأثار النفسية للختان ذات درجات مختلفة من فتاة لأخرى، الكثير من النساء يتأقلمن مع الختان، وأحياناً تبقى المعاناة لمدة طويلة عندما تعيشها كحركة عدوانية، وأنصح كل فتاة تعانى من مشاكل نفسية من الختان، أن تراجع طبيبها النفسى، وأن تحاول أن تعيش حياته، لأن ما ذهب يصعب تعويضه.