أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

جرحونى وفتحوا المزلقانات!

الثلاثاء، 02 فبراير 2016 07:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فتش عن «السيمافور» والجزرة
فى كل حوادث القطارات خلال 20 عاما، أول اتهام يتم توجيهه غالبا لعامل المزلقان بأنه السبب، ولا يخرج الاتهام عادة عن المزلقان والتحويلة والسائق، ولا يتطرق الأمر إلى منظومة مراقبة القطارات نفسها ومنظومة الإدارة، التى يلخصها حال عامل المزلقان، حيث تكون هناك قطارات بمليارات، على أحدث طراز، ونعلم أن القطارات التى يجرى تحديثها أو شراؤها وتصنيعها تكون حديثة ومزودة بأحدث طرق الحماية والأمن والكمبيوتر، ومع كل هذا تظل أدوات المتابعة القديمة كالتحويلة والمزلقان والجزرة، تدار بطريقة يدوية وتعتمد على عنصر بشرى، وارد أن يقع أو يغيب.

طبعا هناك مئات الرحلات تتم بدون مشاكل، لكن كارثة واحدة تكفى، وهنا النجاة استثناء والقاعدة هى وقوع كارثة، لأن الثغرات مستمرة، وفى يوم واحد سقط ما يقرب من 40 قتيلا فى كارثة القطار وحوادث طرق، وقد تطورت نظم الأمان فى القطارات وبجانب العنصر البشرى تستخدم التكنولوجيا، والآلية والأوتوماتيكية التى تقلل من تأثير العنصر البشرى مع ملاحظة أن أغلب الكوارث الكبرى يكون السبب فيها خطأ بسيط وإهمال يقود لكارثة.

ثم لأن عمال المزلقانات والسائقين يحصلون على براءة، لأن المسؤولية تتوه، والأمر يتجاوز اتهام عامل أو موظف إلى اتهام المنظومة، ونحن فى القرن الواحد والعشرين، ومع كل هذا التطور نواصل العمل من خلال عامل وعنصر بشرى وارد جدا أن يمرض أو يغيب أو يهمل، وفى حادث العياط الأخير تشير التحقيقات إلى أن المزلقان كان معطلا، والسائق تخطى السيمافورات بإشاراتها الحمراء، السائق يرد بأنه لم يشاهد الإشارات والسيمافورات بسبب الشبورة. عامل المزلقان يتهم سائق السيارة بالعبور وقت الإنذار، الشهود قالوا إن المزلقان لم يكن مغلقا، التحقيقات تقول إن عامل المزلقان تركه مفتوحًا، وسائق القطار تجاوز السيمافورات قبل مزلقان البليدة وبعده وكانت مضاءة باللون الأحمر، وكان قد فصل «جزرة الهواء» بجهاز التحكم الآلى «إيه تى سى» الموجود بجرار القطار، والمسؤولة عن إيقاف القطار آليًا فى حالة تجاوزه السيمافور. يعنى حتى المناطق الحديثة فى القطار والتى تؤمنه معطلة بفعل فاعل.

القصة وما فيها أنه تم تحديث القطارات من دون تعميم التحديث على باقى المنظومة، والأهم هو تحديث معارف السائقين والعمال، وبالطبع التحديث يكون تدريبيا واجتماعيا وماليا أيضا ضمن منظومة كاملة، مع تدعيم التكنولوجيا مع العنصر البشرى. لاحظ أن وزارة النقل تعترف بأن خطة تحديث وتطوير المزلقانات المستمرة من سنوات لم تطور سوى 118 مزلقانا فى 9 سنوات.. من بين أكثر من 1300 مزلقان، وطبعا الحوادث لم تتوقف فى كل مرة يتكلمون عن خطة تحديث المزلقانات، والبشر، حتى لا يبقى الأمر كله فى تعليق الأخطاء على أخطاء سابقة، بينما المنظومة كلها بلا تحويلة ولا قضبان.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة