أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

هيكل.. صورة ورتوش

الجمعة، 19 فبراير 2016 07:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلطة الكتابة والسياسة
محمد حسنين هيكل هو مجموعة دروس لا يمكن أى شخص أيا كان موقفه من الأستاذ إلا أن يتأملها، فقد ظل الرجل حتى آخر لحظاته حريصا على استكمال صورته من دون أن يترك الرتوش البسيطة.

مثل هيكل دائما سلطة من نوع خاص، بل إنه برهن على أن قوة الكاتب وتأثيره يمكن أن تمثل سلطة توازن إن لم تكن تتفوق أحيانا على قوة السياسة. وقد استطاع هيكل بناء سلطته على مدى عقود كأنه كان يرسم لوحة يعرف أنها لن تنتهى برحيله إنما تواصل الاتساع وتضيف المزيد من التفاصيل. وكان البعض يتهمه أنه حصل على لمعانه من وهج شخص الرئيس جمال عبد الناصر، لكن الرد كان دائما أن الرئيس غادر العالم قبل 46 عاما، وأن هيكل بقى حتى بالرغم من أنه انتهى من كتبه عن فترات عبد الناصر منذ عشرين عاما. ومع المفارقة أن عبد الناصر نفسه مازال حاضرا.

الأمر الآخر فى صورة هيكل وسلطته أنه بالرغم من أنه غادر المناصب الرسمية والصحفية منذ 42 عاما، فقد بقى حاضرا كصحفى وليس فقط كصاحب رأى بقى حريصا على استكمال الأوراق والأخبار والمعلومات بل وحرص على أن يبقى على اتصال بمصادر الأخبار الكبرى وحتى التى قد تبدو غير مهمة أو هامشية. كان فى زيارة للجارديان إحدى كبريات الصحف البريطانية، كان يسأل عن آخر مستجدات التكنولوجيا والأفكار فى العمل الصحفى.

الأهم مهنيا أن هيكل فى وقت توهجه المهنى فى الأهرام وبقدر التركيز على الخبر، كان حريصا على توظيف كل الثروة الفكرية والثقافية عمليا وأدبيا وفنيا على كل الجهات. وكان داعما لوجود نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وزكى نجيب محمود وباقى صناع الفكر والثقافة. وكان يرى أنه وهو يبنى مؤسسة الأهرام ومع فخامة المبنى والصورة، دعم أعمدة الفكر والثقافة.

هيكل الذى شغل الدنيا بآرائه وآثار معارك كان يبدأها وتستمر بدفع من آرائه أصر على أن يتم تشييعه من مسجد الحسن فى جنازة شعبية مفتوحة تخلو من المسئولين الرسميات. ولم يطلب عمل عزاء ربما لأنه يدرك أن العزاءات ليست للراحلين وإنما لاستعراضات الأحياء. وهو يعرف أن الصحف والفضائيات ووسائل الإعلام سوف تبقى فى حالة انعقاد دائم للكتابة والحديث حول هيكل وحياته وتجاربه. يتفق فى ذلك أصدقاء الرجل وتلاميذه وخصومه وحتى أعدائه. وهذه هى الصورة التى حرص على أن تبقى جزءا من دروس الرجل فى حياته ورحيله.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة