أكرم القصاص - علا الشافعي

فاطمة ناعوت

ميرى كريسماس ولو كرهوا!

الأحد، 25 ديسمبر 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مشارف عام 2012 كتبتُ مقالًا عنوانه «ميرى كريسماس رغم أنفهم!»، وفى نهاية ذلك العام، كتبت مقالًا عنوانه «ميرى كريسماس كمان وكمان»، وفى نهاية عام 2013 كتبت مقالًا عنوانه «ميرى كريسماس يا مصر»، ومع نهاية عام 2015 كتبتُ مقالًا عنوانه: «ميرى كريسماس رغم غلاستهم»، تدور جميعُها على تنويعة أننا، نحن المسلمين، سنظل نقول لأشقائنا المسيحيين: «ميرى كريسماس» فى أعيادهم، مهما أفتانا مشايخ الظلام بألا نقولها، ومهما صدّعونا بحُرمة محبتهم ومشاركتهم لحظات الفرح، كما يشاركوننا فرحنا، والوقوف جوارهم جدارًا صلبًا فى لحظات الألم، التى غالبًا ما نكون نحن المتسببين فيها. سنتجاوز عن «غلاستهم» وعشقهم للنكد، وشيوع البغض بين الناس، ونتغاضى عن «فظاظتهم» التى تحاول أن تُغلِظ قلوبنا مثلما قلوبهم غليظة، وتجهد أن تجعلنا أفظاظًا مثلما هم أفظاظ. واليوم، ونحن على مشارف عام 2017، يُصدّع قلبى بوخز الشوك الحادّ أننا مازلنا ندور فى تلك الحلقة الجهنمية، وقد جرت فى النهر مياهٌ كثيرة! وكأن سنواتٍ كثيراتٍ لم تمُرّ؛ إلا لكى تحفظ المُرَّ فى حلوقنا! وكأن الزمانَ لا يركضُ، إلا ليمنحنا من جعبته الأسوأَ! وكأن الانتفاضات والبيانات والثورات والمقالات لا تتراكم إلا لنُعيد ما كتبنا، وتُفجعنا بما تمرّدنا ضده، وتُتحفنا بوجوه شوهاء من عصور ما قبل الإنسان. كأننا لم نقم فى 30 يونيو 2013 بثورة أطاحت بجنون الكارهين أنفسَهم، وتُسقط رؤوسهم الدنسة من فوق كتفى مصر الشريفتين! مرّت أيامٌ وشهورٌ وسنواتٌ ومازالت أفاعى الظلام تبخُّ فى آذاننا سمومَها لتوغر صدورنا، ضد أشقائنا المسالمين!
 
صعقنى أحد «مشايخ» الخيبة ناطقًا بالإنجليزية: (إياكَ أن تقول «ميرى كريسماس»، وإلا فاقَ إثمُك القتلَ). يا إلهى! هل رسمُ بسمةٍ على وجه، يساوى عندك إزهاق روح؟ هل توزيعُ الآثام سهلٌ إلى هذا الحد، يطلقها المرءُ كما يحلو لعقله التعس؟! أتعجّبُ من أدرانٍ تترسّب على قلوب البعض، وبدلًا من السعى الدؤوب على التطهّر منها، يباركها المرءُ فى نفسه، بل ويعلنها فرحًا طروبًا مثلما صرّح أحد مشايخنا «مصرىّ للأسف»، قائلًا إن لا حيلة له فى «البُغض» الذى يحمله للنصارى «يقصد المسيحيين»!. لماذا يا مولانا تكرههم؟ فيمَ آذوك؟ هل ناصبوكَ العداءَ أو طردوكَ من بيتك أو حرقوا لك مسجدًا أو قتلوا لك ابنًا أو أخًا؟ أليسوا أقباط مصر، يتحملون سخافاتنا وهدمنا كنائسهم وقتلنا مُصلّيهم؟، ثم يُصلّون حتى يغفر لنا اللهُ خطايا السفهاء منا، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. هلا حضرت بعض صلواتهم لتسمع بأُذنيك كيف يتعلمون فى عِظاتهم أن يحبوا كلَّ خلق الله، دون قيد أو شرط! حتى العدو، ولسنا، نحن المسلمين، بأعداء لهم، مهما حاولتم أن تصنعوا حاجزًا بيننا وبينهم. سيظل الحاجزُ فى قلوبكم أنتم وحدكم، يعذبكم ويُفقدكم متعة المحبة والسلام التى لو جربتموها لعرفتم كم تخسرون، فى كل لحظة، لم تَصْفُ فيها قلوبُكم إلى البراءة والجمال. عن نفسى أحبهم. مثلما يحبهم كل مسلم سوىّ الروح نقىُّ القلب. وأُعلنُ حبى لهم بكل فرح، لأن محبتى إياهم تطمئننى أن قلبى سوىٌّ خال من أدران الإقصاء والعنصرية والبغضاء التى تُحزن الله فى عليائه. تُطمئنُنى أننى لم أفقد طفولتى بعد. كلنُّا أطفالٌ نتطلّعُ إلى السماءِ لكى تحبَّنا السماءُ.
 
أولئك هم الإرهابيون الحقيقيون يا حكومة مصر، ويا حاكمَ مصر، من يجب أن توقفوهم عند حدّهم، مؤججو الفتن، جالبو الخراب لمصر.
 
اليوم الأحد 24 ديسمبر، عيد الميلاد المجيد عند أشقائنا كاثوليك مصر والعالم، فكل عام وهم بألف خير و«ميرى كريسماس» على عيونهم الطيبة، وبعد أسبوعين سيحلُّ عيدُ الميلاد المجيد على أشقائنا أرثوذوكس مصر الأقباط، وسأقول لهم: «ميرى كريسماس» على عيونكم الطيبة.
 
سنظلُّ نقولها، وسنظل نحتفل معهم بشجرة الكريسماس دائمة الاخضرار، لأن قلوبنا خضراءُ بالحبّ والسلام. وسيظلّون على محبتهم لنا يزيّنون معنا شوارعنا قبيل رمضان، ويمنحوننا كعك العيد فى عيدنا، ونمنحهم حبّنا فى كل لحظاتهم الطيبة، وكل لحظاتهم العسرة. وسنظلُّ نكافح حتى ينالوا حقوقهم فى المواطنة العادلة المحترمة التى تليق بمصر الطيبة، تلك المُهدرة منذ عقود طوال. سنظلُّ نقول لهم «سامحونا» على ما فعل السفهاءُ منّا بحقهم، وما هم منّا. وسنظلُّ نكافح ذلك السفه المقيت، وتلك البلطجة الإرهابية التى تُمارس فى حقّهم، حتى تختفى بالعلم والقانون ومحاربة الإرهاب الفكرى. سيظلُّ الحبُّ بين ربوع مصر مشرقًا مزهرًا، ولو كره الكارهون.. و«ميرى كريسماس» يا أشقائى.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

magdi

مارى كريسماس

MERRY CHRISTMAS AND HAPPY NEW YEAR 2017

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

على ايه دا كله .. كل سنة و انتوا طيبين تقضي الغرض و مش محتاجة وطنية زائفة

الناس في الريف و الحضر في مصر لا يعرفون " ميري كرسماس " لانهم مصريين مش خواجات يا مدام .. انما اللي نعرفه كل سنة وانتوا طيبين و مين غير فزلكة

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام

تهنئة حارة

اولا : ميرى كريسماس لكل اصدقائنا و احبائنا و جيراننا المسيحين و ثانيا : ليقل لنا شيوخ السلفسية المتجمدة اليس سيدنا عيسى من انبياء اللة ، الا يجوز لنا الاحتفال بيوم مولدة ، كل عام و المصريين جميعهم بخير و صحة وعافية و رخاء و تعقل

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن حلمى

كل الشكر والتقدير للكاتبة المحترمة

سيدتى الكاتبة المحترمة /فاطمة ناعوت أنت فعلا أفصحت عن ما فى قلب المسلم السوى تجاه المسيحيون المسالمون المعتدى عليهم من فلة ضالة لا تمت للإسلام بأى صلة المسلم السوى هو من سلم الناس (كل الناس) من لسانه ويده ... فمن هؤلاء المنتحرون الذين فجروا الكنيسة أخيرا ؟؟؟ أقول أن باكستان ولأول مرة تحتفل علنا بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام "بقطار الكريسماس" يجوب البلاد يوزع المحبة لكل البشر .. تأثرت بهذا الحدث فهذه بلاد طالبان والقاعدة ... المحبة يا بشر .

عدد الردود 0

بواسطة:

جورج سامى

الكاتبة الرائعة المتألقة دائما ... الأخ الكريم أ/ حسن حلمى تعليق 4

كل سنة والكاتبة المحترمة بخير وصحة وسعادة مع أسرتها الكريمة .. نشكر لك تهئتنا بالعيد الذى نتمنى من القلب أن يعيده على مصرنا الحبيبة وكل البشر بالخير والبركة والمحبة والسعادة ... أشكر الأخ الكريم الأستاذ حسن حلمى التعليق رقم 4 على مشاعره الوطنية الرقيقة كثر الله من أمثاله .

عدد الردود 0

بواسطة:

صفوت الكاشف

//////// مليوووووون ميرى كريسماس /////////

وكمان مليون ميرى كريسماس . كفى مزايدات .. كفى لعب بالمشاعر ... ثم لنفرض أن أحدهم قد أدلى برأى ما مخالف ، فماهى المشكلة ، أهو مجرد كلام ، فليقولون مايشاءون .. لن تتوقف الأرض عن الدوران ، ولن تتوقف الأسعار عن السعار ..

عدد الردود 0

بواسطة:

hesham

بلاش وطتية زائفة وكلام مجعلص وكل سنة وانتم طيبين

بلاش

عدد الردود 0

بواسطة:

Magdy Henein

عيد سعيد مجيد للجميع

عيد ميلاد مجيد سعيد للجميع .. حتى لاصحاب القلوب المتحجرة باالبغض .. لانهم كما ذكرتى سيفقدون متعة المحبة و الجمال والسلام والانسانية ... فالمحبة للجميع بلاسبب او مقابل .. لانه هكذا احبنا الله .. وقال ايضا " اى فضل لكم اذا احببتم الذين يحبونكم ؟ فاالاشرار ايضا يفعلون ذلك" ..تحياتى لشخصك المتحضر و المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا

تحية للكاتبة فاطمة ناعوت. والشكر. لها. واجب

لماذا. يذهب. البعض من. مجال. النقد. المباح. الي قلة العقل. .. لماذا. لا تحبون. الكلام. الذي. يبني لا الذي. يحطم. .. ؟؟ لماذا. تكرهون. كلام. الحق. ويتصفون. لكلام. "" الخيابة. "" يا جماعة. ابنوا. بلدكم علشان. مستقبل. ولادكم ..بطلوا الصنف. الذي. تتعاطوه .. افيقوا. من. غفلتكم. قبل. فوات الأوان. . راجعوا أنفسكم. قبل. ان. ترموا. بحممكم علي العزيزة. فاطمة ناعوت .. هل. وصلكم. كلامي . ؟ ارجو ذلك ولكم مني. موفور. تحياتي. ..

عدد الردود 0

بواسطة:

حنا عز

المحبه والسلام

اشكرك من كل قلبى واتمنى لك السعادة مع اسرتك الصغيره ابنك الجميل وزوجك الذي يستمع الى الاهانات الموجهه اليكما ويحتمل فى صبر وطول اناه .عزيزتى اننى اشكو لك من طيور الظلام التى لا تريد خيرا لمصر والذىن حاولو قصف قلمك وقلم اسلام البحيرى وسيد القمنى ولكنهم لم يستطيعوا انهم اليوم يتوجهون الى ابراهيم عيسى ليقصفوا قلمه ويمنعوه من الحديث فى القاهره والناس .اننى ارجوك ان تضمى صوتك الى صوت الملايين الذين يحبون مصر بالا يقصفوا قلما جديدا لان هذا يدل على ضعف النظام فى مواجهة الباطل وهو ما لا نرجوه .محبتى واحترامى لك يتضاعف مع الايام .ارجوا ان تضمى صوتك الى الاصوات التى تطالب بحرية القلم والكلام لابراهيم عيسى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة