أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد شومان

الإعلام بين التهويل والتقصير فى تغطية الانتخابات الأمريكية

الأحد، 13 نوفمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يجب انتظار الإعلان عن تشكيل الفريق الرئاسى لترامب فالرئيس فى أمريكا لا يعمل منفرداً

 
 
شكل فوز ترامب برئاسة أمريكا مفاجأة من العيار الثقيل، فضحت تحيز ولا مهنية أغلب وسائل الإعلام الأمريكية، حيث انحازت لكلينتون منذ بدء السباق الرئاسى، ليس فقط فى مواد الرأى وإنما فى التغطية الإخبارية، أى نقل الأخبار والمعلومات للناخبين.
 
أخطاء الإعلام الأمريكى دفعت العاملين فيها لمراجعة أنفسهم، ويتوقع الخبراء ثورة تصحيح شاملة وإجراءات للتدقيق والمراجعة، لكن إعلامنا أيضا وقع فى أخطاء كثيرة مماثلة، ولا يراجع نفسه أو يصحح أداءه، وإنما يراهن على ذاكرة الجمهور التى يعتقد أنها ضعيفة، ويراهن أيضا على تسامح وتساهل كبار المسؤولين، وهكذا يتراجع حال إعلامنا ويغرق نفسه فى مزيد من الفوضى، التى تجعله يخسر كل يوم ثقة الجمهور واهتمامه بمتابعه ما يقدمه.
 
إعلامنا تعامل باستخفاف كبير مع فرص نجاح ترامب، ولم يهتم كثيراً بالسباق الانتخابى، لأن إعلامنا بصراحة مغرق فى محليته، وتراجع اهتمامه بما يجرى فى العالم، خاصة بعد ثورة يناير 2011، وهى ظاهرة تحتاج لدراسة.. وأعتقد أن تقصير الإعلام المصرى فى المتابعة الدقيقة والمهنية للانتخابات الأمريكية يرجع إلى الاعتماد بشكل أساسى على ما ينشر فى الإعلام الأمريكى، نظرا لعدم وجود مراسلين لمعظم وسائل الإعلام المصرية فى أمريكا أو أوروبا، لذلك نقل إعلامنا عن الإعلام الأمريكى مواد متحيزة وغير مهنية فى تغطية الانتخابات الأمريكية.. كلها تشوه صورة ترامب وتستهين بقدراته، وتركز على غرائبية مواقفه وتصريحاته، وتؤكد أن المعركة محسومة لصالح كلينتون، وقد ظهرت مانشيتات لعدة صحف قاهرية صباح الثلاثاء الماضى تزف خبر تقدم كلينتون، بينما كانت كل المواقع الإخبارية وقنوات التليفزيون تعلن خبر فوز ترامب!!
لكن بمجرد إعلان فوز ترامب تحول إعلامنا بشكل غريب وغير مقنع إلى الإشادة بموهبة ترامب وقدراته العظيمة فى كسب المعركة، ومخاطبة الناخب الأمريكى بالطريقة الصحيحة التى يفهمها وهى الاقتصاد وزيادة الوظائف، وتناسى إعلامنا – حماه الله – التصريحات العنصرية البغيضة لترامب ضد المسلمين والسود وغيرهم من الأقليات.
 
طبعاً التحول السريع فى مواقف إعلامنا من ترامب يقلص من مصداقيته، لأنه تحول غير مبرر أو مقنع، والأخطر أن هناك إفراطا فى التفاؤل بمواقف ترامب من دعم مصر فى حربها على الإخوان والإرهاب، ورسالتى.. لا يجب أن يعتمد الإعلام المصرى أو أى إعلام فى الدنيا فى تغطيته للأحداث على التفكير بالتمنى، ولابد من الاعتماد على الحقائق على الأرض (التغطية الإعلامية بالتمنى تورط فيها إعلامنا للانقلاب الفاشل ضد أردوغان).
 
من هنا يجب انتظار الإعلان عن تشكيل الفريق الرئاسى لترامب، فالرئيس فى أمريكا لا يعمل منفرداً، وإنما هناك من حوله مؤسسات واستراتيجيات ثابتة للأمن القومى ولحماية المصالح الأمريكية فى العالم، وبالتالى فإن الكثير من التصريحات والوعود الانتخابية لترامب قد تتغير، كما أن علينا أن ننتظر هل سينقل سفارة أمريكا فى إسرائيل إلى القدس كما وعد، وكما وعدت أيضا كلينتون؟، وهل ستغير واشنطن من موقفها من الإخوان وتعتبرهم جماعة إرهابية؟. أتصور أن السؤال الأخير هو الذى سيحسم موقف إدارة ترامب من مصر والإخوان، لذلك أتمنى أن يتمهل إعلامنا ولا يبالغ فى تقدير التحسن المتوقع من وجود ترامب فى الرئاسة.
 
وأتذكر أن إعلامنا قد هلل كثيراً بفوز باراك أوباما قبل ثمانى سنوات، وراهن البعض على جذوره الإسلامية وتفهمه لمشكلات العالم الإسلامى والشرق الأوسط، لكن الرجل لم يفعل شيئا.. لاشك أن هذه المبالغات الإعلامية هى التى تبدد من ثقة الناس فى إعلامنا، وعلى كل الزملاء الإعلاميين أن ينتظروا مواقف ترامب العملية، ويتذكروا دائما أنه رجل أعمال شاطر، ومغامر ومتلون وله مواقف وتصريحات متناقضة فى كثير من الأمور.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة