أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد أيوب

إرهاب السفارة الأمريكية

السبت، 08 أكتوبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل فعلا تخشى السفارة الأمريكية على رعاياها من التعرض للخطر، هل كان بيانها التحذيرى لهم بعدم التواجد فى أماكن تجمعات خالص النية وخوفا على الأمريكيين من أحداث عنف أو إرهاب يمكن أن تشهده مصر.

لن أعتمد كثيرا على رد الخارجية المصرية الذى كانت تلميحاته واضحة بأن البيان الأمريكى كان مغرضا ووراءه أهداف خبيثة وأن السفارة لم تتشاور مع أحد بما يعنى أنها سفارة جلياطة ومتآمرة.

لكن سأعتمد على التعامل الأمريكى نفسه، وأسأل.. كم مرة صدرت تحذيرات من السفارات الأمريكية فى الدول الأكثر اشتعالا من مصر، وهل فعلا كما ادعت السفارة فى ردها على الخارجية بأن هذا البيان التحذيرى عادى ومعتاد فى فترات الإجازات.

الحقيقة أن البيان لم يكن تقليديا ولا حسن النية، بل كان أقرب إلى عملية ارهابية مكتملة الأركان، أو قنبلة دبلوماسية بديلة شاركت فيها السفارة الأمريكية وتوابعها من السفارات الخاضعة لأوامرها مثل السفارة الكندية ثم البريطانية لتفجير الموقف وقتل الاستقرار المصرى، فبعد أن فشلت محاولة اغتيال النائب العام المساعد، وبعد أن بدأت بعض التحركات من الدولة تخلخل تحالفات كانت تتم سرا بين بعض الكيانات والتنظيمات والمجموعات الكارهة للدولة المصرية تمهيدا للتحرك طوال الفترة القادمة، وبعد أن أصبحت أدوات الامريكان فى اثارة الفوضى والتفجيرات ضعيفة، لم يعد هناك حل سوى افتعال القلق وخلق الرعب بين المواطنين بالتحذيرات الكاذبة، وتوجيه رسالة إلى كل الدول التى بدأت تراجع قيودها على السفر إلى مصر بأن البلد ليست آمنة وأنها معرضة لكارثة فى أى وقت، حتى تظل السياحة معطلة والاستثمار الأجنبى خائف والشارع مشتعل ويبقى حال الاقتصاد المصرى كما هو محلك سر.

بيان السفارة، الذى من المؤكد أنه صدر بتعليمات من واشنطن وليس باجتهاد شخصى من السفير بالقاهرة، لن يكون الأخير وإنما هو البداية لثلاث شهور قادمة من الأحداث الغريبة وافتعال الأزمات وشحن الأجواء وإشعال الفتن الداخلية وصولا إلى 25 يناير الذى يتمنونه لحظة الحسم والتخلص من عقبة مصر التى أفسدت عليهم مخططهم للمنطقة، سنجد خلال الفترة القادمة قنوات تزيد من وتيرة الهجوم على مصر وحشد المواطنين ضد الحكومة، وصحف تركز على كل ما هو سلبى يشعل الغضب بين المصريين، وسخرية وضرب لكل إنجاز يتحقق على الأرض، سنتعرض لعمليات تستهدف المواطنين أنفسهم لزيادة الشك فى قدرة الرئيس والحكومة على المواجهة وإدارة الملفات المهمة، وسنجد زيادة فى معدلات العمليات الإرهابية فى سيناء، وفتح ملفات معتادة مثل الحريات وحال المساجين وادعاءات بوجود معتقلين وتعذيب فى السجون.

القضية هنا بالتأكيد ليس فى البيان الذى أصدرته السفارة الأمريكية ولا فيما تبعه من بيانات مقلدة ومتعمدة من سفارات أخرى، ولا فيما سيحدث وما سيفعلونه ضد مصر الفترة القادمة، انما القضية هى كيف سنتعاطى نحن المصريين مع ما سنتعرض له خلال الفترة القادمة من محاولات متوقعة لهدم للدولة المصرية وباستخدام كل السبل غير المشروعة، من إعلام مضلل وشائعات فيس بوك وخطط تشويه وافتعال كوارث لحصار الإدارة الحالية.

هل سنصدق كل هذه الألاعيب والخطط ونجرى وراءها وننفذ ما يريدونه لمصر دون أن ندرى، أم سنكون عند مستوى المسئولية ونقف كعادتنا بجانب دولتنا ونحمى مؤسساتنا ونرد تلك المؤامرات وندحرها.

هذا هو الفيصل، لأن محاولات الأمريكان لضرب النظام الحالى وفى مقدمته الرئيس السيسى لم تتوقف طوال العامين الماضيين، لكن كان حائط الصد القوى فى مواجهتها الشعب نفسه بيقظته ويقينه فى قيادته، فهل ما زلنا على هذا اليقين والثقة، أم أن الاسعار وما تشهده الأسواق حاليا من ارتفاع غير مبرر وبعض الخطايا الحكومية يمكن أن يلعب دوره فى زيادة مساحة الغضب التى يراهن عليها الأمريكان.

اعتقد أن الشعب يعى تماما ما يراد لبلده من كوارث، ويستطيع أن يفرق بين غضبه من بعض السياسات وبين أن يكون هذا الغضب سببا فى أن ينجرف خلف أعداء معروفين للجميع وغير مؤتمنين، أو الاستجابة لمغريات هدفها النهائى التخلص من مصر شعبا قبل أن يكون رئاسة وحكومة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة