أكرم القصاص - علا الشافعي

"أفيخاى أدرعى" فخ إسرائيل لخداع شباب العرب على مواقع التواصل.. الكذب والادعاء والتضليل والاستفزاز طريقه لتغيير صورة دولة الاحتلال.. والدورات المستمرة بالموساد وهدايا "الجزيرة" أداوت لتنفيذ مهمته

الخميس، 06 أكتوبر 2016 02:23 م
"أفيخاى أدرعى" فخ إسرائيل لخداع شباب العرب على مواقع التواصل.. الكذب والادعاء والتضليل والاستفزاز طريقه لتغيير صورة دولة الاحتلال.. والدورات المستمرة بالموساد وهدايا "الجزيرة" أداوت لتنفيذ مهمته أفيخاى أدرعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى
أحمد أبو حجر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بخطى ثابتة يسير المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، نحو تنفيذ تكليفات القيادة الإسرائيلية، بالنفاذ إلى عقول شباب الوطن العربى عن طريق الأكاذيب ولوى عنق الحقيقة والاستفزاز والإدعاءات المضللة، من أجل اقتناص التطبيع، ومحاولة العمل على تعزيز وجود دولة الاحتلال، وتغيير صورتها الذهنية لدى المتلقين من أجيال الشباب العربية.
 
 
 
يعتمد أفيخاى فى نشر أكاذيبه ومزاعمه على خلفيته العسكرية، التى بدأها عام 2001 بشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وما تلقاه من دورات تدريبية مكثفة تجعل منه وجه إسرائيل العربى، وذراعها فى التطبيع الإلكترونى، وقائد حربها النفسية فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأنه يمتاز بالاستفزاز والقدرة على الكذب ولوى عنق الحق بثبات يحسد عليه، وفى الوقت نفسه لا يمكن استفزازه بسهولة، حيث يعرف نفسه فى صفحته بقوله " لا شك فى أن منصبى كناطق رسمى باسم جيش الدفاع الإسرائيلى يحمل فى طياته رسالة سامية، لبناء جسور السلام مع العرب"، متناسيًا أن الجيش الذى يمثله هو جيش احتلال يقتل الأطفال والنساء والشيوخ وحتى المرضى وذوى الإعاقة من أجل تعزيز تواجده.
 
 
سجل عام 2006 أول ظهور إعلامى لأفيخاى فى وسائل الإعلام العربية فى محاولة تجميل صورة إسرائيل بعد ارتكابها جريمة حرب فى لبنان، وساهمت قناة الجزيرة القطرية فى تزايد شهرته بعدما منحته دقائق طويلة للرد على الانتهاكات التى سببتها الحروب الإسرائيلية فى غزة.
 
 
 
اتخذ عمل أفيخاى منحى جديدًا بعد تدشينه حسابًا رسميًا على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك، وتويتر"، يحمل اسم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى لوسائل الإعلام العربية، وتمكن من خلال قدرته الواضحة على الكذب والإدعاء والتضليل بثبات على خداع أكثر من مليون شاب عربى، وهو ما يظهر مدى النجاح الذى حققه أفيخاى.
 
 
 

حلم التطبيع يراود أفيخاى أدرعى

 
 
 
على مدار سنوات طويلة فشلت إسرائيل فى اقتناص تطبيعًا شعبيًا مع الشعوب الوطن العربى، إلا أن الحلم المستحيل لم يخبو وتحاول الدولة اليهودية تحقيقه من خلال منشورات وتدوينات أفيخاى المخادعة، يخاطب فيها العرب بلغتهم، ويدلل على أخطائهم ضد إسرائيل من خلال استشهاده بآيات القرآن، وهو ما يظهر مدى  إطلاعه على ثقافة الوطن العربى، وإلمامه بالكثير من الشئون الداخلية، بالإضافة إلى معرفته بالكثير من أمور الدين الإسلامى.
 
 
 
ففى عيد الأضحى أو وقفة عرفات، وصولًا إلى بداية شهر رمضان، وصولًا إلى ليلة القدر، وإنتهاءا بعيد الفطر، يبادر أفيخاى بتهنئة المسلمين، مستشهدًا بالعديد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأدعية الإسلامية، وهو الأمر الذى لا يحدث اعتباطًا أو من دون قصد، لكنه لعبًا على وتر الدين بالنسبة للشعوب العربية التى تقدر الدين والمتحدثين به، متناسيًا أن الدولة التى يمثلها تقتل المسلمين والمسيحين وحتى اليهود غير المتعاطفين مع إسرائيل مثل "راشيل كورى" ولا تحترم أى معتقدات دينية تخالف أهدافها ومصالحها، وتنتهك المقدسات غير عابئة بمشاعر المسلمين.
 
 
 
ومن خلال ما ينشره أفيخاى على حسابه يتلقى المئات من التعليقات الساخرة، والمهينة له إلا أنه يتلقى العديد من الدورات النفسية يشرف عليها الموساد الإسرائيلى تنظم ثباته الإنفعالى خلال تعامله مع أفراد يعبرون عن بيئات وثقافات مختلفة، ليستطيع الوصول إلى هدفه وتحليل بيانات من خلال تعليقات المتابعين.
 
 
 

تعزيز تواجد إسرائيل الإلكترونى بين العرب هدف أفيخاى أدرعى

 
 
 
لا يهتم أفيخاى بالكم الهائل من التعليقات الساخرة التى يطلقها المتفاعلون العرب على منشوراته، بشكل صنع منه شخص متبلد، لكن ما يهمه هو تعزيز التواجد بين الشباب العرب، حتى ولو بدأت بالسخرية، فما يبدأ بالسخرية اليوم، سيصبح غدًا من مصادر الأخبار، وسيصير الدخول إلى الصفحة ومتابعتها أمرًا واقعيًا لدى شباب العرب.
 
 
 
ما يفعله أفيخاى أثارته العديد من الصحف والمواقع العبرية التى قالت "إن قرار الجيش الإسرائيلي في وضع "أدرعى" كرأس حربة التعبير عن مواقف الجيش الإسرائيلى، أمام الإعلام العربى منذ 2005 ، لم يكن صدفة"، وخاصة فى تعزيز وجود إسرائيل الإلكترونى بين شباب العالم العربى، وهو الهدف الأهم لدى القيادة الإسرائيلية.
 
 
 
من بين أحد التعليقات على الصفحة قال أحد المتابعين "مبقتش عارف مين محتل التانى"، وهو ما يمثل نجاحًا لقدرة أدرعى على الخداع وحسن تدريبه على ما تهدف إليه الصحفة، حيث يرمى أفيخاى إلى النفاذ من خلال مواقع التواصل الاجتماعى إلى جميع الأعمار والمراحل العمرية، وخاصة هذه الأجيال الناشئة من أصحاب المعلومات السطحية عن القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى، من أجل ترسيخ صورة ذهنية جديدة تعزز من وجود اسرائيل، وتحولها من دولة احتلال إلى دولة جارة تمد يدها بالسلام إلى جيرانها العرب، لكنهم يرفضون وجودها.
 
 
 
بحسب موقع القناة الثانية الإٍسرائيلية، فأن منشورات "أفيخاى" تصل يوميًا لـ60 مليون مستخدم عربى، عن طريق صفحتى "فيس بوك وتويتر"، حتى لو كانوا يهاجمونه، فيكفى أن كل هذا العدد يحرص على متابعته، وهو يمتاز بالمهنية والذكاء، واستطاع جيدا الخلط بين مهنته ومدنيته، فيتحدث تارة كضابط في الجيش، وتارة أخرى كرجل عربي أصيل، وهو ما جعلنا نفهم العرب أكثر، ونلمس عن قرب رياح التغيير فى الشرق الأوسط".
 
 
 
لا تنسى إسرائيل دائمًا أن تخلق من جيشها الذى قتل الطفل الفلسطينى محمد الدرة أمام عدسات الصحف والقنوات وأطلق صواريخه على الشيخ القعيد أحمد ياسين أسطورة، فأحد أهم عوامل الردع هو التأكيد على مبدأ أن تقزم جيوشهم وتعلى من شأن قوتك، وهو ما ينفذه الجندى الإسرائيلى أفيخاى  كل يوم عبر حساباته ، فلا يتوانى فى بث فيديوهات تثبت مدى دقة قوات الاحتلال فى إصابة أهدافها، والمبالغة فى إظهار القوة الكبيرة التى يتمتع بها الجيش فى حماية مواطنيه والزود عن منشآته ضد أى اعتداء مثل الإشادة بمنظومة القبة الحديدية واعتبارها صائدة الصواريخ القادمة تجاه تل أبيب.
 
 
 
منشورات  الصفحة أيضًا تمعن فى إظهار التكنولوجيا العسكرية الحديثة التى يمتلكها جيش الاحتلال لتصوريه الأقوى فى محيطه الإقليمى، من خلال بث صور الطائرات مثل ما تعاقدت عليه دولة الاحتلال قبل بضعة أشهر من الولايات المتحدة الامريكية من طائرات من طراز F35، وما قبلها من طرازى  F16 ،  F15، وطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى الدبابات المطورة من طراز ميركافا، ومدافع الهاوتزر، وأيضًا القوة البحرية الإسرائيلية بما تضم من غواصات، وبوارج وزوارق صواريخ، إضافة إلى عدد من مراكب الدورية، بالإضافة إلى بث المزيد من صور وفيديوهات تتحدث عن ألوية الجيش الخمسة التابعة للقوات البرية، والمبالغة فى الإمكانيات التى تمتلكها قوات العمليات الخاصة  ولواء النخبة، بالإضافة إلى عناصر حرس الحدود الإسرائيلى.
 
 
 
على الرغم من أن حركات المقاومة الفلسطينية كانت تستمد الكثير من دعمها من المتعاطفين العرب، بما كان يخلق رأيًا عام معاديًا لإسرائيل فى معظم الدول العربية، إلا أن أفيخاى حاول تغيير هذه النظرية خلال السنوات الأخيرة، عن طريق صناعة رأى عام متعاطف مع إسرائيل، يقوم بتغذيته عن طريق الأكاذيب والإدعاءات المضللة للمتفاعلين العرب بأن الصواريخ الفلسطينية تقتل المدنيين الإسرائيليين ما دفعهم للرد والتسبب فى قتل المدنيين الفلسطينين.
 
 
 
الرسالة التى يصدرها أفيخاى عن حماس تركز أيضًا على أن إسرائيل لا تبدأ بالعدوان على الفلسطينيين، ولكن ما تقوم به هو رد فعل، فضلًا عن قيامها بتحذير المدنيين فى قطاع غزة قبل بدء أى ضربة عسكرية، كما أنها تهتم بأمن مواطنيها من خلال توفير الملاجئ، على عكس حماس التى تستغل أموال المساعدات الدولية الموجهة لسكان القطاع فى بناء عشرات الأنفاق الأرضية، لتخزين السلاح، وحماية قادة الحركة وأفرادها البارزين، تاركة خلفها مواطنى القطاع يعانون من الجوع والفقر والبطالة، ثم يبرز تكلفة بناء النفق التى تمثل تكلفة بناء مستشفى أو مدرسة أو مسجد، كان يمكن توجيه الإنفاق عليها بدلًا من بناء الأنفاق الأرضية.
 
 
 
إلى جانب هذه الرسالة، يسعى أفيخاى إلى إظهار إنسانية جيش الاحتلال من خلال الترويج لخدمات اجتماعية يقدمها الجيش للفلسطينين فبحسب ما يزعم فى حوار له مع أحد المواقع العبرية "نستهدف تقديم رسائل ناعمة للعرب لإحداث التغيير الإيجابى على سبيل المثال. نتحدث عن الرعاية الطبية التى نقدمها لعشرات آلاف الفلسطينيين فى إسرائيل"، وكان ما يكفى إسرائيل فقط هو أن ترك الفلسطينين يعيشون فقط دون رعاية، كما أنه يركز على المجندين والمجندات فى جيش الاحتلال الذين يحملون الديانة المسيحية والإسلامية من عرب 48، والذين تجند إسرائيل معظمهم رغمًا عنهم.
 
 
 
ولأن إسرائيل دائمًا تزعم أنها ليست دولة دينية متعصبة - بالرغم من إقامتها على أساس دينى طائفى - وتفضل أن تقدم نفسها كدولة علمانية، فإن أحد أهم الأهداف الذى تلعب عليه صفحة افيخاى، هو إظهار الإسرائيليون كذبًا بأنهم أشخاص غير متعصبين لدينهم ويقدرون ويحترمون الأديان الأخرى، وتزعم أنهم لا يحملون كراهية تجاه المسلمين تحديدًا، وفكرة استخدام أفيخاى نصوص الدين تأتى فى محاولة لإضفاء مصداقية على الحديث يؤثر على العرب المتلقين نفسيًا، ويجعلهم يفكرون فى كلماته، بدلًا من رفضها مباشرة إلى أن تحدث فكرة الاقتناع بما يقول، وهو ما يعلق عليه "أدرعى" فى مقابلة صحفية كشف أدرعى عن وجهه القبيح قائلًا "هدفى إظهار الوجه الآخر لإسرائيل فى وسائل الإعلام العربية، وكى نصل إلى هذا سنمر برسائل أكثر هجومية من العرب، وسيكون لنا وقت أكبر وفرص أكثر، حتى تعمل وزارة الخارجية بجد، وتكتشف جوانب أخرى من هذه البلاد من خلال تعليقات المتابعين"، ويكمل : "لو كنت أحذف التعليقات التى تهاجمنى، لقضيت يومى كله أحذف التعليقات".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة