أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد حبوشه

"الواشنطن بوست" تشيد بمشروعات السيسى!

الأربعاء، 05 أكتوبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شىء يدعو للعجب فعلا !.. ففى الوقت الذى قدمت فيه صحيفة الـ"واشنطن بوست" الأمريكية، واسعة الانتشار الاعتذار لمصر، وأثنت على مشروعات الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أطلقها منذ توليه المنصب الرئاسى قبل سنتين، وأشادت الصحيفة فى الوقت ذاته بمشروع "الفكة" الذى دعا إليه "السيسى" من أجل الاستفادة من كسور الحسابات النقدية فى البنوك، ومكاتب البريد لتوجيهها لصندوق دعم مصر لتعظيم الاستفادة من عائدها، نجد فى المقابل حالة من الهجوم الهيستيرى وغير المبرر من جانب فقهاء قانون وإعلاميين وحزبيين وغيرهم، تجاه نفس التصريحات التى تراها الصحيفة الأمريكية إيجابية بامتياز وتستهدف البسطاء فى مصر، بينما البعض منا يراها عبئا جديدا وفرض وصاية تضاف إلى أعباء المصريين!.
 
أنظر جيدا لوجهة نظر "الواشنطن بوست"، وتأمل مليا فهمها للفكرة التى اضطرتها للاعتراف بحالة الانسجام التام بين الرئيس وشعبه، حيث أشارت إلى أن "السيسى" سبق واستفاد من مثل هذه الأفكار فى إقامة مشروعات ضخمة، وذكرت الصحيفة بمشروعات عملاقة وقف خلالها الشعب بجوار الرئيس، واختصت مشروع قناة السويس الجديدة رغم انحسار الآمال فى تعاظم إيراداتها لأسباب لها علاقة بكساد خيم على التجارة العالمية، مشيرة إلى أن مثل تلك المعارضة سبق وصاحبت معظم مشروعات الرئيس المصرى الذى استطاع بالفعل إنجازها لتحقق عائدا للدولة التى تعانى أزمات اقتصادية كبيرة.
 
واللافت أيضا أنه فى الوقت الذى رشحت الصحيفة الأمريكية مشروع "الفكة" ليكون أداة لتمويل العديد من الطموحات التى يستهدفها "السيسى"، استقبل معارضو النظام المصرى وأنصاره على حد سواء تقرير الصحيفة الأمريكية باهتمام وجدل واسعين، إذ اعتبره الكثير من المراقبين والنشطاء أنه يمثل شهادة ايجابية للرجل الذى تعرض فى السابق لهجوم واسع من كبريات الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية.
 
إذن هى شهادة إيجابية من صحيفة أمريكية لها ثقلها الذى ينبغى أن تهتم بها وسائل إعلامنا - حتى ولو جاءت متأخرة بعض الوقت - بدلا من أن نهيل التراب يوميا على أبرز مزايانا ومزايا رئيسنا، فقد بدأ الغرب يفهمها مؤخرا وبشكل جيد، بعد فترة اختبارات صعبة للتجربة السياسية المصرية ما بعد 25 يناير و30 يونيو، فقد ظلت "الواشنطن بوست" لفترات طويلة تناصب العداء لنظام الحكم فى مصر، سواء فى ظل رئاسة السيسى أو فى فترة رئاسة مبارك، نذكر منها على سبيل المثال أنها قد فتحت النار فى افتتاحيتها يوم 18 مارس 2016 - أى قبل سبعة أشهر من الآن - على النظام المصرى، على خلفية حادث مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة، وفى إطار سياسة التسخين المتعمد من جانب إدارة تحرير نفس الصحيفة الأمريكية، عمدت إلى إبراز أن البرلمان الأوروبى دعا أعضاءه لوقف مبيعات الأسلحة والمساعدات الأمنية للقاهرة، معتبرا أن حادث مقتل ريجينى لم يكن حادثا فرديا، ولكنه ضمن سلسلة طويلة من حوادث الاختفاء القسرى، والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، ومن ثم فقد طالبت الصحيفة الرئيس أوباما بوقف الدعم الأمريكى لمصر، خاصة فيما يخص المساعدات العسكرية.
 
وفضلا عما سبق فإن الواشنطن بوست نفسها أيضا لم تترك مناسبة إلا وانتقدت نظام مبارك من خلال عشرات الافتتاحيات المهاجمة لسياساته، فقد خرجت العشرات من تلك الافتتاحيات لتشكل هجوما شرسا لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك عند كل مناسبة انتخابية أو سياسية مهمة، افتتاحيات عديدة خرجت تطالب بـ"الضغط باستخدام المساعدات العسكرية لتحسين السجل الحقوقى والديمقراطى" قبل كل زيارة قام بها الرئيس السابق مبارك للعاصمة الأمريكية. 
 
أتذكر الآن جيدا وقت أن زادت حدة هذه الافتتاحيات عندما تعرض نظام مبارك فى نهاية فترة حكمه لمعارضين سياسيين بارزين ومعروفين للدوائر الأمريكية مثل الدكتور سعد الدين إبراهيم، أو الدكتور أيمن نور، كما أتذكر أيضا الانتخابات البرلمانية والرئاسية كانت مناسبة مهمة تفتح شهية " الواشنطن بوست " للهجوم بشراسة على مبارك وسياساته، بل إنها كانت تفتح نفس النار على موقف الإدارة الأمريكية المتحالفة معه، ولم تختلف طبيعة نداءات الصحيفتين لإدارة أوباما كثيرا بعد سقوط مبارك، فى فترة حكم المجلس العسكرى، ناهيك عن مناسبات عديدة لا تفوتها الصحيفة للكيد لمصر، مثل قضية المنظمات الأمريكية، أو أحداث محمد محمود أو حادثة ماسبيرو أو مجلس الوزراء، وكلها كانت مناسبات دافعة لتنتقد الصحيفة سياسة أوباما تجاه مصر.
 
ظنى أن تلك الشهادة ينبغى أن تسترعى انتباه كثيرين من قادة الرأى والإعلاميين فى مصر، وعلى رأسهم الدكتور محمد نور فرحات أستاذ فلسفة القانون بجامعة الزقازيق والقيادى بالحزب الديمقراطى الاجتماعى جراء تعليقه على تصريح الرئيس السيسى حول "الفكة"، ونظرا لأننى أكن احترام له فألفت نظره لقراءة تصريحات"الواشنطن بوسـت" بعمق قبل أعتب على تعليقه الذى جاء على عجل دون دراسة أو تمحيص للفكرة، فكان من الأولى أن تكون نصيحته منطقية، بل وتتسم بقدر من حكمة الكبار الذين يقدرون المهام الجسام التى تقع على عاتق رئيس يعمل لكل المصريين دون تفرقة، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن يفرض وصاية على رجال أعمال أو مستثمرين "تزن فلوسهم بالطن بحسب وصفك يا دكتور" إلا فى إطار فهم جيد من جانبهم لمبادرات تكافلية، بحيث يصنع القدوة والمثل فى مناقشة أمر بسيط يأتى ضمن أمور معقدة تعبد معالم الطرق الصعب الذى يسير عليه الرئيس، ومعه شعبه الذى يملك الكلمة الفصل فى الرد على كل يفكر فيه، فعندما طلب السيسى من رؤساء البنوك، تحصيل باقى المعاملات اليومية "الفكة" فئة الـ 50 قرش والجنيه ووضعها فى حساب يتم تخصيصه للمشروعات التنموية التى تهدف للقضاء على العشوائيات، قال ذلك معللا: أن الناس فى مصر على حد قوله: "عاوزة تساهم بس مفيش آلية تساعدهم، الفكة فى معاملات البنوك ممكن تساهم، لو سمحتم أنا عاوز الفلوس دى".
 
إذن الهدف من الفكرة إنه فى بداية أى مشروع يجب الاتفاق على المشروع، ووضع آلية لإمكانية تنفيذه، وبالتالى يمكن الدخول فى مراحل تنفيذ المشروع، ومثل تلك المبادرات البسيطة لها ميزة نسبية تساهم فى التغلب على البيروقراطية والتعقيدات الإدارية، فهناك ما يقرب من 20 ألف مصرى بالبنوك، إذا تم جمع الفكة منهم سيتم تحصيل ما يقرب من 40 مليون جنيه يوميا، ومن ثم يمكن استغلالها ووضعها فى ميزانية دعم مشروعات قومية تحقق مصالح البسطاء من أبناء مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Kamilea

نظام معمول بة فى كثير من الدول الاجنبية والعربية

هذا النظام موجود فى كثير من الدول ومنها العربية ولكن يسأل المحصل اذا كنت تريد التبرع بالفكة ولك الحق ان توافق او ترفض اذا هذا ليس اختراع ولكن هناك من يرفض كيدا مع العلم ان هذة الفكة تذهب مكافأت لموظفين البنوك والمؤسسات وغيرها فما المانع ان تذهب لعمل مشروعات واكيد من يهاجم المشروع هم من يستفيدوا من هذة الفكة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة