أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

رئاسة لبنانية بمبدأ «اللامغلوب»

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يعنى أن تحسم لبنان ملف انتخابات الرئاسة نهاية الشهر الجارى؟ وماذا يعنى أن يكون الرئيس هو العماد ميشال عون حليف حزب الله؟.
 
ماذا يعنى أن يوافق سعد الحريرى، رئيس تيار المستقبل، على انتخاب «عون» بعد عامين من الإصرار على رفضه؟، ودفع «التيار»، بـ«سمير جعجع» مرشحا للرئاسة ثم التخلى عنه والدفع بمرشح جديد هو «سمير فرنجية»حليف حزب الله وسوريا، مما دفع «جعجع» إلى التخلى عن ترشحه وتأييد «عون» لتختلط الأوراق بانتقال فعاليات من حلفها الطبيعى إلى الحلف المضاد.
 
كل هذه الأسئلة ليست شأنا لبنانيا خالصا، وإنما هى تعبير عن تفاعلات إقليمية، وهذا هو قدر لبنان الدائم، فالتجاذبات بين كتله السياسية منذ النصف الثانى من القرن العشرين هى انعكاس للأوضاع الإقليمية، وعادة يكون ملف انتخاب الرئيس مرآة لهذه الأوضاع، ولهذا فإنه لا يمكن التسليم على طول الخط بوجهة نظر بعض اللبنانيين حول انتخاب عون، بأن انشغال السعودية وإيران بالأزمة السورية والأزمة اليمنية، أعطى للكتل اللبنانية فرصة «سرقة» ملف الرئاسة من الدولتين باعتبارهما اللاعبين المؤثرين فى لبنان، وأنه تم تسويته على نار لبنانية خالصة.
 
قبل أسابيع دق «سعد الحريرى» باب الرياض لاستطلاع الأمر، وبعدها حصل التحول المفاجئ نحو تأييد عون، فى مقابل أن يكون «الحريرى» رئيسا للوزراء، وكان ذلك دليلا على أن خطوة «الحريرى» حازت على موافقة «سعودية» أولا، فالرجل لا يمكنه الإقدام على خطوته دون الرجوع إلى حلفائه الإقليميين الطبيعيين وليس فى هذا الأمر سرا، شأنه فى ذلك شأن حزب الله وعلاقته مع إيران.
 
هكذا أصبحنا أمام معادلة للسلطة فى لبنان، مقسومة إقليميا بين «نصف للرياض» و«نصف لطهران» وموزعة دوليا بين «تشجيع روسى» و«عدم ممانعة أمريكية»، وحاصل كل ذلك أننا أمام حالة يمكن تلخيصها برغبة إقليمية ودولية فى تسوية هذا الملف على قاعدة «اللامغلوب»، فهزيمة «عون» كانت ستعنى هزيمة «حزب الله وإيران»، وهزيمة «الحريرى» كانت ستعنى هزيمة «تيار المستقبل «والسعودية»، ولأن حاصل أزمة سوريا باعتبارها «أم الأزمات الإقليمية حاليا، أنه لم يحقق أى طرف انتصاره الساحق، جاءت أزمة الرئاسة اللبنانية لتجد نفسها أمام التسوية التى نحن بصددها، فانتصار طرف ما فى الأزمة السورية كان سيتبعه ترجمة فورية فى لبنان واليمن».
 
السؤال الآن، هل سنجد تسوية ملفات أخرى بنفس الطريقة؟، هل سنجد تسوية ملف الأزمة السورية على قاعدة «اللامغلوب»؟، وهل سنجد تسوية على نفس النهج للأزمة اليمنية؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة