أكرم القصاص - علا الشافعي

شحات عثمان يكتب: الأفكار الافتراضية

الإثنين، 24 أكتوبر 2016 08:00 ص
شحات عثمان يكتب: الأفكار الافتراضية شخص يفكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العنوان ربما يثير القارئ الكريم للمضمون الذى افتقدناه فى شتى مناحى حياتنا اليومية ومشاريعنا المستقبلية، العنوان له مصدر أصيل فى شريعتنا الإسلامية وقد كان الإمام أبى حنيفة النعمان بن ثابت صاحب أحد المذاهب الرئيسية فى التشريع الإسلامى بعد الكتاب والسنة باعتباره أحد المذاهب الأربعة المعمول بها فى كثير من عبادتنا وتعاملاتنا .
 
بدأت الفكرة لديه بتكوين جامعة من أربعين طالبا فى شتى العلوم الإنسانية وكان الهدف الرئيسى منها وضع ملائمة بين الدين والحياة ومدى توافقهما حسب التغيرات التى صادفها فى المجتمع .
 
استطاعت هذه الفكرة التى دارت برأسه آنذاك فى استخراج عشرين ألف فكرة افتراضية لم تحدث فعليا فى وقتها بل كان من المتوقع حدوثها ووضع لها الأحكام الشرعية المناسبة التى وجدناها على طبق من ذهب ونستعين بها فى حياتنا وسلوكياتنا .
 
من فكرة الإمام أبى حنيفة النعمان ظهرت فى الدول الخطط الخمسية والعشرية والعشرينية والخمسينية أحيانا لكيفية ما ستكون عليه الدول بعد هذه الفترات الزمنية وذلك بوضع الموارد والنفقات والمصروفات والتغير الهيكلى السكانى فى قوائم والعمل عليها حتى يتم تحقيق الرفاهية للشعوب .
 
للأسف واقع الحال لدينا يكتفى فقط بالدراسات النظرية ومجرد أوراق ولجان دراسات دون فائدة تُذكر ودون محاولة للتطبيق على أرض الواقع فى هذه المجتمعات، ربما ليس العيب فى تلك الخطط التى يتم كتاباتها على أوراق بمداد سحرى يزول أثرة بسرعة الضوء لكن العيب الحقيقى هو مجرد وجود نية التطبيق الفعلى لتلك الخطط وذلك بحشد الهمم وتدبير المتطلبات اللازمة والعمل الفعلى على محاور تلك الخطط .
 
الأفكار الافتراضية موجودة لدى الكثير من أبناء الشعوب فقد حبانا الله بنعمة العقول قد نلفظها أحيانا لتُغرد خارج السرب المحلى لعدم احتوائها  لكن يبقى ولاؤها وانتمائها لتراب أرضها، وإذا لم تخرج من سربها المحلى واجهتها الصعوبات والتعقيدات الروتينية التى تجعل أصحابها يُصابون باليأس والإحباط لكن مع أول نداء صادق سيتهافتون على تلبية النداء .
 
أوطاننا جميلة وأفكارنا الافتراضية كثيرة ومواردنا قابلة للتطويع والوصول إلى مصاف الدول الراقية. 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة