أكرم القصاص - علا الشافعي

قرأت لك.. أنفلونزا "فرانك سيناترا" تحمينا من الجفاف

الأحد، 02 أكتوبر 2016 07:00 ص
قرأت لك.. أنفلونزا "فرانك سيناترا" تحمينا من الجفاف فرانك سيناترا
كتب عبد الرحمن مقلد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 رغم إنه موجه بالأساس للجماعة الصحفية، إلا أن كتاب "فرانك سيناترا عنده برد"، الصادر عن "البرنامج المصرى لتطوير الإعلام"، يصلح أن يكون دستورًا وطريقة حياة تعتمد على الإبداع فى التعامل مع المواقف، والبعد عن الحلول التقليدية والحياة العادية.

تدفعنا القصة الصحفية التى كتبها جاى تاليز، ونشرتها مجلة "إسكواير" الأمريكية، عام 1966، وترجمها إيهاب عبد الحميد، للتفكير فى الطرق المتعددة للوصول للهدف، وللتيقن من أن ثمة أبوابًا جانبية عدة يمكن أن ندخل منها بطرق مشروعة، دون الوقوف أمام الباب الرئيسى والطرق فى انتظار من يفتح لنا.

فجاى تاليز كاتب القصة الرائدة فى الصحافة الأدبية،  كُلف من قبل مجلة "إسكواير" بالوصول للنجم والمطرب العالمى الشهير فرانك سناترا، وإجراء مقابلة معهن لتكون نواة قصة صحفية عن النجم الفاتن والفريد، إلا أنه لم يتمكن من إجراء المقابلة، فقرر الوصول لـ "سناترا" والكتابة عن كل ما يخصه، ليس من خلاله ولكن من خلال المقربين منه، وعائلته وفريق عمله، حتى مصففة شعره، والتى تحتفظ بـ "ستين خصلة سوادء مستعارة" فى خزانة صغيرة وتتبعه اينما ذهب، وتتقاضى نظير ذلك 400 دولار فى الأسبوع.

تأخذ قصة "تاليز" الفريدة والتى اختيرت كأفضل ما نشر فى تاريخ المجلة، بتلابيب قارئها من اللحظة الأولى، حيث تعتمد على حبكة روائية، وإن اعتمدت فى كل مراحلها على وقائع حقيقية، وهو نمط جديد من الإبداع البشرى يقف فى نقطة تلاقٍ بين الأدب والصحافة، ويعرف بالأدب غير الخيالى "non fiction"، الذى لاقى تقديرًا كبيرًا، تكلل بحصول إحدى رائداته سفيتلانا أليكسيفيتش على جائزة نوبل عام 2016، بعد كتابيها "صلاة تشرنوبل" عن مأساة أكبر كارثة نووية حدثت فى العالم، وكتاب "صلاة الزنك" والذى يرصد معاناة الروس فى حربهم ضد الأفغان.

يبدأ جاى تاليز، قصته، من نادى "بيفرلى هيلز" الذى يتواجد فيه "سناترا"، ويعانى من أوضاع غير عادية، وخطيرة يمكن، على حد نص الكتاب، "أن ترسل ذبذبات تربك صناعة الموسيقى والسينما والاستعراض وما وراءها من صناعات، كما يمكن لوعكة مفاجئة أصابت رئيس الولايات المتحدة أن تهز الاقتصاد القومى بأكلمه"، فقط "سيناترا" مصاب بنزلة برد.

فنوبة "الرشح" التى يصاب بها ملايين البشر، ويشفون منها، "تجعل "فرانك" يغرق فى بئر من الآلام وبحر من الكآبة العميقة"، فـ "سيناترا" بالبرد يشبه "بيكاسو" دون ألوان، وسيارة "فيرارى" دون وقود، ولا يقتصر تأثير ذلك عليه، ولكن بمعرفة أن الفنان الأشهر فى العالم يملك شركة أفلام وشركة تسجيلات وشركة طيران ومؤسسة لصناعة أجزاء الصواريخ وشركات عقارية فى كل أمريكا، نتأكد من خطورة إصابته بالبرد وهو "الرجل الوحيد فى أمريكا الذى يتمتع بكامل حريته وبإمكانه أن يفعل كل ما يتمناه"، حسب الكاتب.

يصل إذن الصحفى "تاليز" لأدق التفاصيل فى حياة "سيناترا"، دون أن يلتقيه، ولكن من خلال مخالطته للمقربين منه وعائلته، وبالخصوص أمه التى تفتخر بأن ابنها يشبهها  إذا ضايقته أحد فى شىء فلن ينسى أبدًا"، والتى تؤكد أن "فرانك" رغم قوته لا يستطيع أن يجبرها على فعل أى شىء لا تريده، و"أنه ما زال يرتدى ملابس داخلية من نفس الماركة التى كانت تشتريها له".

ويلتقى "تاليز"، نانسى بارباتو أولى زوجات "سيناترا"، والتى لا يجد الفنانُ أفضل من أريكتها للاستلقاء عليها، حين يريد أن يبتعد عن ضوضاء العالم المحيط به، حيث لا يزال يحافظ على علاقته الطيبة به، ولا تزال هى ترفض الزواج من غيره وتقول لصديقاتها "من تتزوج من فرانك سيناترا لا تتزوج من بعده".

يذهب صاحب القصة الصحفية مع فرانك سيناترا معه، خلال الفترة التى كلف فيها بكتابة قصته، أينما ذهب، يعرف كل التفاصيل، يرى المغنى الذى يتهافت عليه الجميع، عن قرب، وبدقة، يرى أصدقاءه المقربين، وغير المقربين، وغيرهم الحريصين على تقديم فروض الولاء له.

ولا ينسى جاى تاليز، طوال قصته، الأغانى الشهيرة لسيناترا، وأشهرها "فى الساعات الأولى من الصباح"، "وهى الأغنية التى ألهمت الجميع، وباتت أشبه بنوع شفيف من مثيرات الرغبة، ولا شك أن الكثير من الحب مورس على أنغامها ليلًا فى طول أمريكا وعرضها".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة