أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

شهداء سيناء.. وسفهاء الموقع الأزرق

السبت، 15 أكتوبر 2016 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأن كل هذا الوجع لا يكفى لإدماء القلب، وكأن قلوبنا الموجعة ينقصها هؤلاء الذين تمر عليهم كارثة مثل سقوط 12 من جنودنا وأبطالنا شهداء فى سيناء، وكأنه لم يكن.
من أى شباك نصرف أوجاعنا الآن؟! وجعنا على دماء الشهداء، أم وجعنا ممن خانوا هؤلاء الشهداء بتجاهل بطولاتهم فى سيناء؟ كيف وصلنا إلى تلك النقطة المثيرة للغثيان، النقطة التى يحتلها نشطاء وإخوان ومواطنون لا تصيبهم أبناء الفجيعة بالألم بسبب خصومتهم السياسية.
**
 
لأبطال هناك فى أرض الربو، سيناء أرض الربو، والجنة أرض الرب، الشهداء ارتقوا إلى الجنة، ورفاقهم على عهدهم يقاتلون ويثأرون، والسفهاء على عهدهم شامتون وساخرون ومتبلدون.
 
أصوات شماتتهم تأتى واضحة من تركيا ومن صفحاتهم ومواقعهم، وسخريتهم من حرب يخوضها الوطن بأجساد أبطاله حاضرة، وقلوبهم متلبدة كما حجر بارد أصم.
ومن فوق جنته فى السماء وأرض فيروزه فى سيناء تبقى عين الإله حاضرة تخلد من ضحى بدمه وتلعن من أمات قلبه بمرض الخصومة والمصلحة. 
رحم الله أبطال مصر وجنودها شهداء عند ربهم يرزقون، ولعن الله أرواح المتلاعبين بكل شىء لغرض فى نفوسهم ولمصلحة يهرعون إليها على جثة وطن.
**
 
أعود إلى الوراء قليلا، وأتذكر شهيدا سبق من لحقوا به فى الأمس، وأجد فى وصيته وربما فى وصية شهداء الأمس تظهر كلمات لاحقة تفضح المزيفون فى الإعلام والسياسة.
أشعر الآن بالوجع الموجود فى بطن كل كلمة كتبها شهيد القوات المسلحة الضابط محمد هارون فى وصيته، أشعر بذلك لأنى أمتلك واحدة مثلها، تتشابه كلماتها، وتتطابق فى بساطة المكتوب.
 
لى فى أرض سيناء أحبة، رجال يقاتلون فى سبيل وجه الله والوطن، لا يبتغون من وراء قتالهم مغنما ولا شهرة ولا نفوذا كالذى يبحث عنه أهل السياسة والإعلام من خلف قتالهم المزيف والمصطنع على الشاشات.
 
أحدهم ترك البشرية وألقى فوق كاهلى أنا بحمل ثقيل، وصية من عدة سطور، أتمنى يوما ألا أنشرها وألا تخرج من غمدها، تذكرتها اليوم وأنا أقرأ وصية الشهيد محمد هارون بما فيها من كل بساطة تؤكد أن الرجال الحقيقيين الذين يدافعون عن هذا الوطن هناك فى رملة سيناء وليس الشاشات، فى سيناء أبطال من لحم ودم وفى عالم السياسة والإعلام أبطال من ورق.
 
على الشاشات يقاتلون لخدمة رجال الأعمال على حساب الوطن، وعلى فضائيات الإخوان فى تركيا يقاتلون فى سبيل وهم مرسى وأستاذية العالم، وعلى صفحات الفيس بوك يقاتلون للحصول على اللايك والشير والشهرة بالنكت والإفيهات، وفى سيناء لم يجد الشهيد هارون أغلى من دمه ليقدمه هدية لمصر، قائلا فى نص وصيته: «أوصيكم عند موتى أن تعجلوا بدفنى ولا تأخروا لقائى بربى.. وألا تقبرونى إلا بعد تسديد ديونى وهى كالآتى: قسط العربية لبنك القاهرة، والأسطى جمال الأسترجى ميدو يعرفه ليه 1000 جنيه. وأخرجوا مبلغا كبيرا عنى علشان لو فيه ديون ناسيها، كما أوصيكم إن كان أخى أحمد إبراهيم هارون موجودا بأن يصلى علىّ الجنازة، لأنه سيكون أكثر ألما وحزنا، ودعاؤه سيكون خالصا طويلا، وفى هذه اللحظة أنا فى أمس الحاجة إلى الدعاء».
 
أتذكر الآن وصية صديقى وأبكى، كأنهم ينسخونها نسخا ليضربوا لنا معنى بأنهم غير طامعين ولا عابئين سوى بشىء واحد فقط هو حماية هذا الوطن وأهله، أعرف ذلك جيدا فلقد كان صديقى يوم تخرجه من الكلية الحربية رجلا آخر غير الذى أعرف، استبدلوه، أخذوه منا عودا أخضر، وأعادوه إلينا شجرة جذرها راسخ فى أرض، يؤمن تماما بأن دمه وروحه سر ثباتها، ودرع حمايتها من أى زلزال قادم. صديقى الآن يخدم فى أرض سيناء، يهاتفنى من هناك لأطمئن مع كل دفقة حماس فى صوته أن هذه أرض لا يمكن لأحدهم أن يلوثها مادام هو ومن معه حراس لها، وأطمئن منه تماما حينما أسمع جملته المعتادة: هم بيخططوا لاغتيال الروح المعنوية، سلاحنا الأكبر والأقوى، بس مش هيقدروا، عارف ليه؟! عشان كل واحد فينا مستعد إنه يتشال على إيد زميله أو زميله يشيله، وكل واحد فينا عارف إن زميله مش هيسيب تاره ولو بعد حين».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر

بعض مقالاتك

تخفف عنا وتثلج صدورنا..أحسنت..رحم الله شهداء الوطن

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الرصيد الاسود

لم يتبقى من رصيدكم سوي الكراهيه والخلاص منكم ومن اجرامكم

عدد الردود 0

بواسطة:

Wael

مثواهم الجنة

عزاؤنا أن مثواهم الجنة - ربنا يصبر أهلهم - ربنا هو الحق العادل المنتقم من الشامتين و من ماتت ضمائرهم و باعوا نفسهم للشيطان

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

ابكيتنى ............تسلم ايدك

رحم الله شهدائنا واللعنة على الخونة والشامتين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود صالح

هل من مجيب

الاستاذ/ محمد مقالك ينزف دما لا دموعا على ازهار فى عمر الامل اطفأتها يد الارهاب الغادر ولعل مايصبرنا انهم ذهبوا فى اقدس مهمة فليس هناك اغلى واقدس من الوطن ولكن الحزن والالم لن يمنعنا من ان نتساءل متى يتوقف هذا النزيف العبرة دائما فى اى مسألة تعترض حياة الامم والافراد ان تؤدى ماعليك وان تبذل قصارى جهدك وبعد ذلك ليس عليك ملامة ان لاتتم المطالب والان فى مسألة الارهاب والازمة الاقتصادية التى تواجهنا وغير ذلك من المشاكل هناك اسئلة لابد من الاجابة عليها من الرئيس وليس الحكومة التى يأسنا منها وقطعنا الامل 1- لماذا الغارات الان على مواقع الارهابيين بعد حدوث استشهاد جنودنا هل توافرت المعلومات فجأة ام هى العادة التى تحكمنا ان لانتحرك الا بعد وقوع البلاء كما نفعل ذلك بعد الامطار والفيضانات وغيرها 2- اقترح الكثير من الناس اخلاء العريش مؤقتا حتى لا يتوافر ملاذ امن للارهابيين وسط الاهالى او اعطاء فرصة للخونه او الخائفين لايوائهم ومساعدتهم لماذا لايتم ذلك اوضح لنا ربما احنا مش فاهمين 3- لماذا لاتحال قضايا الارهاب الى المحاكم العسكرية لسرعة البت فيها وتحقيق الردع الذى هو الهدف الاول قبل القصاص 4 - لماذا الى الان الاستيراد مفتوح على مصراعية ولم يتم تقنينه واصدار قائمة بالضرورات القصوى المسموح باستيرادها وغير ذلك ممنوع لانريد ملابس ولاسيارات ولاتفاح ولااكل كلاب وقطط وغير ذلك الكثير نستطيع الاستغناء عنه بعد ان حلق الدولار فى السماء 5- نسمع كثيرا هذه الايام عن مداهمات الشرطة لمخازن المحتكرين معدومى الوطنية والضمير واستخراج السلع كالسكر والارز وغيرها ماذا سيتم بشأنهم اين الاحكام الرادعة العلنية وهل هناك جرم اكثر من تجويع الناس؟؟؟ لعل هذا جزء من التساؤلات الكثيرة التى اسمعها من الناس فى الشارع اناس لاهم لهم الا مصر ومصلحة مصر ليسوا مدعى ثورات ولانشطاء ولامأجورين فقط نتمنى ان نجد اجابة من سيادتكم او من تنيبه باعتبار ان اصحاب هذه الاسئلة هم ايضا اصحاب المصلحة الاولى فى هذا الوطن ام اننا غير ذلك وبرضه مش فاهمين - هل ستنشر ياسابع اتمنى

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر

رقم5

أحسنت..خاصة عدم وجود أحكام رادعة للمتاجرين بقوتنا..ا.محمد الدسوقي نرجو منك حملة صحفية بخصوص هذا الموضوع *المستفز* ومتابعته

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل صقر

هم رجال مصر

رحم اللة هؤلاء الابطال لقد ضحوا بحياتهم وارواحهم من اجل هذا الوطن الغالى علينا جميعا نعم ان الحزن والالم يعتصرنا لفقدانهم ولكن عزؤنا انهم شهداء احياء عند ربهم يرزقون

عدد الردود 0

بواسطة:

hamid

أيوه كده ، أرجع لبلدك ولجيش بلدك وشعب بلدك ، بعدما كنت تحاربهم بقلمك

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

شمس الدين

شهداء الوطن وكارهي الوطن

اولا رحم الله شهدائنا وصبر اهلهم ثانيا انتم لم بتغلطوا في خبر ما او غيره ومحدش معصوم من الخطا بيتعمل عليكم سكرين شوت وبيتجاروا باخطائكم احنا دلوقتي تويتر والفيس ماثرين علي الشعب , ليه مبتعملوش حمله علي اللي عندهم الملايين متابعين وبيكرهوا الشعب فالبلد والجيش وبيشجعوا الشباب محد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة