أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

بيت الكمان أصبح حقيقة

السبت، 15 أكتوبر 2016 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فرق كبير بين الأرض الطيبة والأراضى البور، فالأرض الطيبة تحول البذرة الصالحة إلى شجرة بها نستظل ومن ثمارها نأكل وبخضارها نتجمل، أما الأرض البور فلا تكاد تصلح لشىء إلا لجرح أعيننا بمظهرها المجدب المقيت، تذكرت هذه المفارقة، أمس الأول، أثناء الاحتفال بتدشين «بيت الكمان العربى» بقيادة المايسترو «عبده داغر» أحد أنجب الموسيقيين المصريين وأحد أهم عازفى الكمان فى تاريخ مصر، وقد نشأت هذه الفكرة فى البداية من هذا المكان، فى أحد الأعمدة التى كتبتها منذ سنوات، لكنها رأت النور أخيرا فضل «الأرض الطيبة» الفنانة الكبيرة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية التى، ما إن تحدثت معها بشأن تلك الفكرة حتى أنجزتها فى «دقائق معدودات» فاتفقت مع الموسيقار الموسيقار الكبير، وجهزت القاعات المخصصة لهذا المشروع الوليد فى معهد الموسيقى العربية، وافتتحت الدورة الأولى لعمل هذا البيت يوم الخميس الماضى، بحضور عشرات الراغبين فى تعلم الكمان على يد الفنان العالمى «عبده داغر».
 
لا تسعفنى كلمات الإشادة والفخر بالفنانة المخلصة إيناس عبد الدايم التى أثبتت أن الإيجابية هى أول ملكات المسؤول الناجح، وأن الإنجاز عند المخلصين «عقيدة» وليس ترفا أو استثناء، وكذلك لا تسعنى الفرحة برؤية الفنان العالمى عبده داغر وهو يعود إلى بيته فى دار الأوبرا المصرية كأحد المعلمين الكبار بعد غياب عشرات السنين، فداغر باختصار هو أيقونة بلاغة الجملة الموسيقية الشرقية، وأحد وجوهنا المشرفة فى العالم كله، وأتوقع خلال أشهر قليلة أن يتحول «بيت الكمان العربى» إلى قبلة يقصدها جميع محبى الكمان فى مصر والعالم العربى والعالم الغربى أيضا، وذلك لأن شهرة داغر تسبقه وإنجازه الموسيقى يضاهى إنجاز كبار الموسيقيين العالميين، ومن هنا تأتى أهمية أن يتحول داغر إلى «رمز» يجتذب مئات الموسيقيين فى واحد من مشاريع وزارة الثقافة المصرية التى بدأت فى استعادة بريقها.
 
أتعشم بعد افتتاح هذا البيت الوليد أن تضع دار الأوبرا المصرية خطة طموحة لجعل هذا المكان منبرا حقيقيا لاجتذاب محبى الموسيقى فى مصر والعالم، كما أتعشم أن يصبح له أفرع فى الإسكندرية والدلتا والصعيد، فكما قال «عبده داغر» لى بعد افتتاح بيت الكمان، قديما كانت «الملاجئ» منبرا يخرج كبار الموسيقيين مثل عبد الحليم حافظ وأحمد فؤاد حسن وعلى إسماعيل، أما الآن فحالنا كما ترى والسبب ابتعادنا عن الرقى وغرقنا فى التفاهات، ولهذا فإنه علينا أن نحارب القبح فى كل مكان مادام فى مصر أمثال «عبده داغر» وإيناس عبد الدايم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عبد العال

فلنحارب الظلام بالتنوير والثقافة

حين نهمل الرياضيات والفيزياء نتأخر تكنولوجيا ، ولكن حين نهمل الفنون نقع فريسة سهلة للجهل والظلام وقسوة القلب وعقم الفكر ، هذا اكبر تكريم للفنان الكبير عم عبده داغر وامثاله ان نعطيه الفرصة لتخريج تلاميذ ونكسر دائرة العقم !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة