أكرم القصاص - علا الشافعي

رواية "104 القاهرة".. ضحى عاصى تبحث عن الرضا النفسى لأبطالها

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016 07:00 ص
رواية "104 القاهرة".. ضحى عاصى تبحث عن الرضا النفسى لأبطالها غلاف الرواية
قرأت لك مع أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يخوض أبطال "104 القاهرة" للكاتبة "ضحى عاصى" "انشراح عويضة، منال الطشطوشى، الأسطى حسن كليشنكان، حتى شخصياتها الثانوية الشيخ رجب كوبرا، طريقا صعبا للبحث عن ذواتهم واستقرارهم النفسى المفقود فى المجتمع، ومكانيا الشخصيات تنتمى إلى منطقة الدرب الأحمر والمغربلين والبساتين وبعضهم من النازحين، ونفسيًا هم شخصيات مأزومة بسبب المجتمع المحيط بهم والذى يترك أثره الكبير على الجميع.
 
فى الرواية الصادرة عن "بيت الياسمين" تسير ضحى عاصى فى المنطقة المكانية التى سبقها إليها كبار كتاب الرواية فى مصر نجيب محفوظ وخيرى شلبى وإبراهيم أصلان، لكنها تقدم العالم من وجهة نظر جديدة ومختلفة.
 
فى الرواية لا تقدم "ضحى عاصى" إجابات ولا تنحاز لوجهة نظر بعينها وإنما تغوص فى العالم النفسى لشخوصها وتتحرك معهم من الواقع إلى الحلم ومن المرئى للا مرئى وخلال هذه الرحلة تتشابك الخيوط مع التغييرات السياسية والاقتصادية والفكرية التى تمر بها القاهرة من بداية الخمسينيات حتى نهاية العقد الأول من القرن الحالى فنجد كيف يؤثر العام على الخاص والعكس .
 
ورواية "104 القاهرة" مغامرة جديد فى اكتشاف الإنسان من خلال شخصيات عادية وبسيطة كما يراها المجتمع لكنها فى الواقع مركبة ولها أكثر من بعد وعمق شأنها شأن طبيعة الإنسان وربما كان هذا هو التحدى، لأنك ستجد فى العادى ما يثير الدهشة، وقد حاولت "ضحى" فى هذا العمل أن تعيد رؤية البشر من خلال إمكانياتهم الإنسانية وقدراتهم النفسية بعيدًا عن التصورات النمطية وفقًا للتقييم الطبقى والاجتماعى، فتكون انشراح عويضة مثلاً الفقيرة غير المتعلمة، هى الأكثر تماسكًا ووضوحًا مع عالمها وذاتها بل الأكثر قدرة على دعم ومساندة الكثيرين.
 
وبالرغم من القوة النفسية الفطرية التى تتميز بها انشراح، لكن كونها جزءًا من مجتمع متخبط أيديولوجيًا وسياسيًا لذا لم تصبح بمنأى عن أثار هذا التخبط لذا تظهر صراعاتها النفسية بين الواقع الذى لا يمنحها أى قوة بل بالعكس يكون ضاغطًا، وبين أحلامها التى تسعى لتحقيق أى جزء منها.
 
ومن جانبه أوضح الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد أن ضحى عاصى فى روايتها "104 القاهرة تمردت على كل أشكال الجمود، وأنها حررت السرد والبناء من البلاغة التقليدية، وذلك فى سبيل أن تبنى روايتها بناء رائعًا ومدهشًا سعيًا منها لمخاطبة أرواح البشر والمكان.
 
والرواية تعتبر عملاً إبداعيًا يتميز بحيوية السرد، فهى تجذب القارئ منذ صفحاتها الأولى ببساطة مدهشة، وتجعله يستغرق فى عالم مترابط من الشخصيات النابضة القريبة.
 
وبالمجمل تقدم ضحى عاصى لوحة اجتماعية شديدة التشابك والكثافة، تكشف وتحرك الحياة الاجتماعية المصرية منذ خمسينات القرن الماضى، وحتى العقد الأول من القرن الحالى، وتصهر ثقافات الأولياء والمتصوفة مع عالم الحكمة والفلسفة اليونانية، والغناء والحكى مع حضارات التبت ووصفات السحر الشعبى، تلك العوالم، التى من خلال تفاصيلها، تقودك إلى فلسفة الطبيعة الإنسانية الممزوجة حتما ما بين عالم الروحانيات وأرض الواقع.. ما بين المتمنى والمتاح."
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة