أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

رسالة المصريين فى 25 يناير.. «بالملايين مش نازلين»!

الأربعاء، 27 يناير 2016 06:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رسالة 25 يناير 2016 هى: الملايين الذين عادوا إلى منازلهم لن ينزلوا مرة ثانية، لأن الإجهاد الذى حل بالدولة انعكس عليهم، وهم الذين دفعوا ثمنه وتحملوا خسائره، والسؤال الأكثر واقعية: لماذا ينزلون وقد عاشوا بأنفسهم سنوات عصيبة من الفوضى والضياع؟ وتنفس الناس الصعداء بعودة الهدوء والاستقرار، ولسان حالهم يقول «الحمدلله نحن أحسن حالا من الدول الشقيقة المجاورة التى عصف بها الجحيم العربى».

لم ينزل الملايين إلى الشوارع فى الذكرى الخامسة لـ25 يناير، لأنهم إذا نزلوا كانوا سيحتفلون بمصر ورئيسها والجيش والشرطة، وعندما طلبت منهم الدولة عدم النزول استجابوا لها، حماية للمنشآت والأرواح، وحتى تتفرغ قوات الأمن لتأمين المنشآت والمرافق الحيوية، ولا تنشغل بالتظاهرات التى يصعب السيطرة عليها، والرسالة الواضحة هى أن الأسباب التى أدت إلى خروج الملايين، فى 25 يناير و30 يونيو لم تعد موجودة، رغم آراء بعض النخبة والسياسيين التى تصر على أن أسباب الغضب ما زالت تحت الرماد.

وبمناسبة النخبة فهم الذين عكروا صفو هدوء يوم الاحتفال بالذكرى، بإصرار بعض الفضائيات على استضافتهم، والنبش فى قبور الخلاف والصراع واستدعاء الأشباح، دون مراعاة لمشاعر المصريين حزنا إلى شهداء الوطن، وكأننا أمام ثورتين إحداهما شعبية والأخرى مضادة، أو ثورة جاءت بالخراب والإخوان، وأخرى استردت البلاد من براثن الإخوان، وتحول مثل هذا الإعلام إلى شوكة فى ظهر صانعيه، بعد أن ملّ الناس الرقص على الأنقاض.

لم ينزل الملايين إلى الشوارع، لأن الخريطة الجماهيرية أصبحت أكثر وضوحا، وملامحها تقول إن الرأى العام كله أصبح ضد الإخوان، إلا أعضاء جماعة الإخوان أنفسهم ومؤيديهم والمتعاطفين معهم، ولم ينل من قوة رفض الناس للإخوان الصراع الدائر، بين فريقى النخبة حول يناير ويونيه، وهل هى ثورة أم مؤامرة، لأن الجميع اكتشف أن الخطر الأكبر على البلاد هو الإخوان، وكان استمرارهم يعنى إقصاء من لا ينتمى إلى الأهل والعشيرة خارج منظومة الحياة السياسية، وأولهم نخبة إشعال الفتن والصراعات.

الرسالة: هى أن الدولة المصرية تحقق نجاحات يجب أن تبنى عليها، وأهمها الرضا الشعبى العام عن نظام الحكم، بعد فترات من الغضب أخذت فى طريقها نظامى حكم مبارك والإخوان، ويؤدى هذا الأمر إلى تسهيل مهمة الدولة فى الخطط الإصلاحية، شرط توصيلها للرأى العام، مشفوعة بما تحققه من نتائج تصب فى مصلحة الفقراء قبل الأغنياء، ومحدودى الدخل قبل القادرين، فهؤلاء هم الاحتياطى الاستراتيجى للدولة والحكم، والمواطن الأبيض الذى ينقذ البلاد فى اليوم الأسود.

والرسالة الجوهرية: هى سقوط مشروع الدولة الدينية، فقد آمن الناس بعد أن ذاقوا الأمرين، إن وطنا آمنا يحتويهم يستحق أن نحميه من مخاطر جماعة مغامرة تهددهم، وأن مصر بالفعل لا تصلح «ولاية لجماعة» وإنما «وطن للجميع».

المؤشرات تشير إلى أن الإخوان لم يفيقوا من هلوسة «المعزول والشرعية»، وأنهم لن يجدوا سبيلا لإثبات أنهم مازالوا على قيد الحياة، إلا بسيناريوهات تزيد عزلتهم والإقصاء الشعبى لهم، مثل تصعيد العمليات الإرهابية وتركيزها فى الداخل، بتفجيرات يائسة تستهدف عناصر الشرطة والأماكن المزدحمة، أو تصعيد الحرب الإعلامية وبث الأكاذيب، مثلما صرح المتحدث الإعلامى باسم الجماعة، بأن فعاليات «استرداد الثورة» شهدت خروج 370 تظاهرة شارك فيها 700 ألف مواطن، دون أن يرى أحد هذا الخروج.

رسالة المصريين فى ذكرى 25 يناير «بالملايين مش نازلين»، وحمد لله ع السلامة يا مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة