أكرم القصاص - علا الشافعي

ماذا يحدث فى لبنان؟

الأربعاء، 02 سبتمبر 2015 10:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى لبنان يعتبرون حالهم مرآة للواقع العربى، فمن يريد أن يعرف إلى أين يسير العرب، ومن يتحكم فى مصائرهم، وهل العرب أقوياء أم ضعفاء، فلينظر إلى لبنان ليقرأ الخريطة العربية.

فعلى الأراضى اللبنانية تقسيمات سياسية وطائفية ودينية وتدخلات إقليمية ودولية قلما تجدها فى دولة بالعالم، فهى نموذج للتعدد.. التعدد فى كل شىء حتى فى التدخلات الخارجية. فلا عجب إذا رأيت فصيلا سياسيا لا يتحرك خطوة إلا بإشارة من الخارج، بل إن أحد هذه الفصائل وضع نفسه رهينة وتحت تصرف دول خارجية ينفذ لها ما تريده، حتى وإن كان ذلك ضد المصلحة اللبنانية، فلبنان ليست أولاً لدى فصائل لبنانية ليست قليلة، لأن هذه الفصائل تنظر لإيران أولاً وأخيراً.

على مدى أسبوعين تعيش لبنان حراكا اجتماعيا يتصدره شعار «طلعت ريحتكم»، بعد انتشار القمامة فى شوارع بيروت، بسبب مشاكل مع الشركة المكلفة بجمع القمامة هناك، لكن مع مرور الأيام تحولت هذه الانتفاضة اللبنانية ضد القمامة لتأخذ الطابع السياسى بامتياز، فظهر التيار العونى الذى كما يقولون فى مصر «ركب المظاهرات»، وهدد بالبقاء فى الشوارع، لحين انتخاب رئيس للبنان التى تعانى من فراغ رئاسى امتد لأكثر من عام، وهذا التصرف من تيار عون ليس بغريب، بل إنه كان متوقعا فى ظل التغييرات التى شهدتها المنطقة الشهور الماضية.

التركيبة السياسية فى لبنان بدأت تأخذ منحى جديدا، كدليل على أنها تتأثر سلباً وإيجاباً بما يحدث فى محيطها الإقليمى، فتيار عون المتحالف مع حزب الله بعدما كان يعانى الغرق بدأ فى استنشاق الهواء الإيرانى الذى يخالط أجواء المنطقة بعد التوقيع على الاتفاق النووى مع الدول الستة الكبرى، فعون وحلفاؤه ومن خلفهم حزب الله شعروا بالقوة من هذه الاتفاق الذى اعترف بإيران دولة إقليمية قوية فى المنطقة وصاحبة نفوذ، وهو ما منح حلفاء طهران قبلة الحياة سواء فى بيروت أو دمشق أو بغداد، خاصة أن هذا التحول جرى فى وقت انشغلت فيه بقية العواصم العربية، إما بمشاكلها الداخلية أو انخراطها فى الأزمات الإقليمية التى تهدد أمن الإقليم مثل ما حدث فى اليمن التى شهدت تحديدا مباشرا من الحوثيين المدعومين من إيران، ليس فقط لليمن وإنما لدول الخليج ومصر.

ما يحدث فى لبنان فى الوقت الراهن مرشح للتزايد، خاصة مع شعور حلفاء إيران بالقوة، وانشغال التيار الآخر بمتابعة ما يحدث فى المنطقة وسوريا دون أن يكون له تصور لمواجهة هذه التغييرات، خاصة التى ظهرت بوادرها بتقارب سعودى مع نظام بشار الأسد، عقب لقاء على مملوك مسؤول المخابرات السورية مع مسؤولين سعوديين بالرياض.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة