أكرم القصاص - علا الشافعي

نانى تركى تكتب: ما بين العقوق والبر شبهات

الخميس، 10 سبتمبر 2015 12:07 م
نانى تركى تكتب: ما بين العقوق والبر شبهات ورقه و قلم - أرشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأمور تختلط من يوم إلى يوم وليست متشابهة وما يجوز بالأمس لا يجوز اليوم والعكس أيضا ما لا يجوز بالأمس قد يجوز اليوم فالعقول اليوم أكثر تفتحا واستنارا، ولكن مازال المجتمع قيد كبير على تصرفاتنا وما يريحنا.

الغريب أن صديقة عرضت على مشكلة غريبة ولكن العادى أن نعانى من مشاكل مع آبائنا من تخطوا الستين عاماً، حكت لى صديقتى والكلام عن لسانها أصيغه بأسلوبى، أنا فى العقد الرابع من العمر لى من الأبناء اثنان ولى أخان أكبر منى سناً والدنا توفى ونحن فى مراحلنا الدراسية الثانوية والجامعية لا خلاف على أنها كانت هزة كبيرة لكيان أسرتنا برغم كبر عمرنا أنا وأخوتى نوعاً ما ولكن لم يكن أحد منا أكمل تعليمه واعتمد على نفسه بعد بل كنا فى مراحل حرجة لإنهاء مراحلنا الدراسية الأخيرة وتحديد مستقبلنا، فلا مجال لتعطيله أو التفكير بشىء غيره كالعمل ومساعدة أمى وكانت أمى العزيزة أول من رفضت ذلك، وكانت نعم الأم الصابرة ولكنها كانت شديدة وحادة فى أحيان أخرى ليس اعتراضاً على شىء وإنما كى لا يقول الناس عنا أننا فلتنا بعد موت أبينا وحتى وإن كانت مقتنعة هى نفسها بهذا الشىء أو كانت توافق عليه فى السابق وكأن المسؤولية التى وقعت على عاتقها جعلتها تضع الناس والمجتمع نصب أعينها ولو أتى ذلك على حساب راحتى أنا وأخوتى أو على حساب معنوياتنا التى كنا فى أمس الحاجة الى رفعها، ومرت الأيام بنا شيئاً فشيئاً وتخرجنا أنا وأخوتى وعملنا وتزوجنا جميعاً وأنجبنا الأطفال وصرنا كما يجب أن يكون المظهر الاجتماعى الرائع.

ارتاحت أمى من مسؤولياتها وأصبحت الوحدة تدق بابها كثيراً فمهما قامت بزيارات لى ولأخوتى لا تخفف من وحدتها فأنا مثلاً تعترض على أسرتى أننا فى سكوت دائم وأبنائى ما بين المذاكرة والأجهزة الإلكترونية الذكية وهو ما بات حال الجميع وليس أولادى فقط ومع ذلك تنتقد هذا وليست بيوت إخوانى أفضل حالاً منى فلا تجد فيها راحتها سوى زيارات لفترات قصيرة وتجلس فى بيتها لفترات أطول وحيدة وأنا وأخوتى نزورها من حين لآخر فالحياة كل ما تتقدم بنا تصبح طاحنة وقاسية أكثر.

فوجئنا بأمى تترجانا بقبول طلبها دعوت ربى ألا يكون زواجاً فتكون فضيحة كبرى أمام الناس لكنها طلبت منا ذهابها لدار مسنين وهو اكثر فضيحة من الزواج أصابنا الذهول أنا وإخوتى ليس لأن بيتها موجود وليس لأننا لم نعترض يوماً على إقامتها لدينا فى أى وقت ولكن لنظرة المجتع لينا وكيف سمحتى يا أمى أن تخطر هذه الفكرة برأسك ويرانا الجميع أبناء عاقين لماذا لمجرد أن تؤنسى وحدتك ؟! ألم تراعى نظرات الناس لنا ؟! ألم تكن تلك نظرتك فى الحياة نظرة الناس وكلام الناس فتستكثرينه الآن علينا !! ألم نتشبع به منك وكنت مرغمة غير مقتنعة فتركت الدراسة التى أحب وتركت الرجل الذى أحب إرضاء للناس وكلام الناس وضحيت على حساب سعادتى فلم لا تضحين أنت اليوم ؟! ما يؤرقنى حقاً هل ما أفعل هو بر لها لمنعا من الذهاب لدار مسنين أم هو عقوق ووقوف أمام ما يريحها ويسعدها.

ما زرعته الأم بالأمس تحصده الآن من نظرة المجتمع وكلام الناس الذى يقف حائلاً دائماً بيننا وبين رغباتنا، والمطالبة من الأبناء أكبر فهو ليس موضوع دراسة أو عريس ولكنه عقوق أمام الناس فماذا هم فاعلون ؟! أعانهم الله على الحل وإرضاء ست الكل بأى الطرق التى هى اليوم معنا غداً ليست معنا بعد ما أفنته من عمر وصحة من أجل أولادها أضعف الإيمان أن ترتاح وتلبى طلباتها الآن.. اختيار فعلاً صعب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة