أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود المملوك

أمل كلونى.. صدمة فصل الدولة عن السياسة

الإثنين، 31 أغسطس 2015 06:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجواء ما قبل الحفلة


لست بحاجة للتأكيد على حرية متهمى «خلية الماريوت» وأن الصحافة ليست جريمة لكننا للأسف فى دولة بيروقراطية يحكمها تصريح «شوارع» وترخيص «بث» بـ3 قروش لكنه يستغرق شهورا من الانتظار.
ارتدت الأبيض وهيأت نفسها للحفلة.. حفلة البراءة أو هكذا تصورت المحامية البريطانية أمل علم الدين، وعندما نطق القاضى بالسجن المشدد طالبت الرئيس السيسى بالتدخل، تعتقد أن ما يفسده القاضى يصلحه السياسى لكن خاب ظنها على الأقل فى هذه القضية.. هذه محاولة للفهم لا للهجوم.. قبلت أمل كلونى الدعوة – التى رفضتها سابقاً خوفاً من الاعتقال كما قال لها أصدقاؤها - بعد أن سرب لها محمد فهمى وأسرته أنباء على صدور حكم بالبراءة أو على الأقل حكم بوقف الإدانة بناء على تخمينات من دوائر اعتبرها هو قريبة الصلة من السلطة وواسعة الاطلاع.

القضايا لا تدار بـ«الشو»


فهمى اعتبر أن شهور من الشو الإعلامى – مهاجمة قناة الجزيرة والمزايدة عليها فى مؤتمرات فندقية وفضح سياستها تجاه الإخوان والإشادة بالرئيس السيسى والتبرع لصندوق تحيا مصر- كفيلة بحصوله على البراءة وغسل يده من التهمة، التى أرفضها وأتعاطف معهه فيها بالكامل، لكن للمحكمة حسابات أخرى.. متهم الخلية الأشهر، بنا سيناريو الحكم بناء على اتصالات اعتبرها هو من شخصيات نافذة لكنها ظهرت عكس ذلك، مسؤول فى جهاز سيادى قال له تنازل عن جنسيتك وبعدها من الممكن أن تستردها بالطرق القانونية.. عاش منتظراً البراءة وعلى أمل أن يسترد جنسيته المصرية فيما بعد لذلك لم يطلب الترحيل رغم أنه حاصل على الجنسية الكندية.

المتهم الذى يتغنى ليل نهار بحبه للوطن، لجأ للخطة B بعد حكم الإدانة، فكشفت محاميته صراحة إنها فى مصر لعقد عدد من الاجتماعات مع المسؤولين الحكوميين ولتقديم طلب للعفو عنه وترحيله لكندا، لأن المحاكمة صورية تهدف تصفية الحسابات السياسية بين مصر وقطر على حساب الصحفيين.. إذًا فهمى لا يرغب فى البقاء فى مصر خلف الأسوار لكنه سيكون سعيداً فيها لو كان حراً طليقاً.. كذلك دفاعه يرى أن المحاكمة سياسية إذا حكمت بالإدانة وفى الوقت نفسه يطالب السيسى بالتدخل.. «السيسى حلو بس القاضى لا».

أمل تطلب والرئاسة لا تجيب


زوجة الممثل الأشهر، ترى أن السيسى لا يستطيع التدخل فى شؤون القضاء، ولكن عند الانتهاء من المسار بإمكانه ممارسة سلطته والعفو عن الصحفيين، وأكدت: «لذا حان الوقت أن تنهى الرئاسة هذه المشكلة».. أمل تطلب الرئاسة والرئاسة لا تجيب.. الحسنة الوحيدة فى هذا الأمر هى التأكد أن الرئاسة لم تتدخل فى هذه القضية أو هكذا يبدو.

قضايا أمل لا تعرف المشاعر


ترافعت المحامية البريطانية أمل علم الدين فى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، باعتبارها تمثل مصالح أرمينيا، التى تطالب تركيا بالاعتراف بـ«المذابح التى ارتكبتها فى حق الأرمن».. الدافع يبدو للوهلة الأولى إنسانياً لكنه يتلاشى حين تعرف أنها تترافع فى الوقت نفسه عن رئيس جهاز المخابرات الليبى الأسبق عبدالله السنوسى، والسنوسى، أحد رموز نظام القذافى البارزة الذى يواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الثورة التى أطاحت بالرئيس الليبى 2011.
محامية حقوق الإنسان تبدى الاستشارات القانونية لمن يدفع، فتوجهت إلى العاصمة اليونانية أثينا، أكتوبر الماضى لتقدم النصح للحكومة هناك فى معركتها لاستعادة منحوتات رخامية قديمة من بريطانيا أرسلت إلى لندن بعد نزعها من معبد الأكروبول فى أثينا، عندما كانت أثينا تحت الاحتلال العثمانى فى القرن التاسع عشر.. عليك أن تعرف أيضاً أن قائمة عملاء كلونى ضمت شخصيات منهم جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، ويوليا تيموشينكو، رئيسة الوزراء السابقة فى أوكرانيا.

أمل أيضاً ساعدت فى تقديم النصح للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى عنان بشأن الصراع فى سوريا.. طبعاً نحن لسنا بحاجة لمعرفة ما هى هذه النصائح لأن النتيجة النهائية هى أنه لم يعد هناك سوريا من الأساس.. الخلاصة لم نرَ مذكرة أو دفوع قدمتها أمل فى قضية خلية الماريوت حتى تحصل على البراءة فقط سمعنا اسمها وشاهدناها مُحاصرة بالكاميرات والميكروفونات داخل الجلسة فقط.. القاضى استقر فى وجدانه بعد اعتراف المتهمين أنهم لم يحصلوا على التراخيص اللازمة للبث وأدخلوا عليها تعديلات بناء على رغبة الجزيرة فحكم بالسجن المشدد.

وصلت عصر أمس أمل علم الدين، مقر مجلس الوزراء للقاء المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، لبحث قضية محمد فهمى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة