أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد عطية العبد يكتب: النظر للمستقبل أهم من البكاء على إنجازات الماضى

الإثنين، 03 أغسطس 2015 08:15 م
محمد عطية العبد يكتب: النظر للمستقبل أهم من البكاء على إنجازات الماضى حفر قناة السويس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثير من الدول التى واجهت كبوات وعثرات فى طريق تقدمها ورقيها تسجل تاريخها لتدرسه وتتدبره وتستفيد مما سبق ووقعت فيه من أخطاء ولكنها لا تقف كثيرًا أمام عظمة تاريخها القديم متباهية بأنها كانت أول دولة فى صناعة كذا أو أول دولة علمت العالم الفنون والآداب ولكنها تتباهى بتاريخها ليكون عامل تحفيز للجيل الحالى والأجيال التالية للتطوير والنهوض بالدول أكثر وأكثر.

بل أن بعض هذه الدول تصنع تحديات لأنفسها لكى لا تجعل شعبها يتراخى ويتكاسل عن العمل والإنتاج بعد أن وصلت إلى مصاف الدول المتقدمة وهى دول تعى دائمًا أن النظر للخلف بشكل دائم يعمى أعينها عن المستقبل وما به من مخاطر وتحديات ويصنع أجيالًا غير مواكبة للتطور والتكنولوجيا غير قادرين على احداث تغيير فى الفكر والعمل والإبداع والابتكار.. بل أنها تمزج تاريخها وحضارتها السابقة بآمالها وتطلعاتها للاستمرار فى التقدم والنهوض والمحافظة على الريادة.

ولكننا لدينا الأية معكوسة تماماً فتجدنا نتباهى ونتفاخر بعظمتنا وريادتنا فى فترات معينة من تاريخ الدولة المصرية. تجدنا نتباهى بدور الأزهر الشريف كجامع وجامعة وصاحب اليد الأولى فى العالم الإسلامى بالكامل لنقل الفكر الوسطى المستنير، نتباهى بالمصانع التى كانت تعمل وتنتج بكافة طاقتها سلع ومنتجات تضاهى السلع الأجنبية بل وتتفوق عليها أحيانًا.

نتباهى بالقطن المصرى طويل التيلة والذى كانت له بورصة عالمية يترقبها العالم كله من الموسم للموسم. نتباهى بريادتنا الثقافية والأدبية والفنية وبفنانينا وأدباءنا الذين كان يتم استقبالهم استقبال الملوك والرؤساء فى كافة الدول. نتباهى بمستوى التعليم والجامعة المصرية والتى كان ترتيبها محجوز دائمًا داخل قائمة أفضل جامعات العالم.

ولكننا للأسف ظللنا نتباهى ونتباهى ونتباهى على انجازاتنا وثقافتنا وريادتنا ولم ندرك أن العالم حولنا يتحرك بأسرع مما نتخيل نحو التقدم والازدهار ولكننا بيقنا مكاننا مصرين على التفاخر دون أن نحاول تطوير ما لدينا من انجازات حتى تحولت إلى ذكريات وأصبح تفاخرنا بها مثل البكاء على الاطلال فوقفنا مكاننا ولم نحاول التقدم خطوة للأمام. لم ندرك أن تراخينا وتكاسلنا سيجعل غيرنا يسبقنا. اعتقدنا أن ما وصلنا اليه كان نهاية المطاف وأننا سنظل وسنبقى أصحاب الريادة مدى الحياة.

فأين دور الأزهر الآن؟ وأين القطن المصرى طوى التيلة الآن؟ وأين الجامعة المصرية الآن؟ وأين المصانع والشركات الآن؟ وأين الفن والأدب الآن؟ إننا فى هذا العصر نحتاج إلى من ينظر إلى المستقبل إلى من يأخذ يدنا إلى الامام ولا نحتاج إلى من يذكرنا فقط بما كنا فيه من تقدم ورخاء فيبكينا على احوالنا دون أن نتحرك خطوة للأمام.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

بيشوي اميل

تحية جميلة للكاتب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة