أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد على طه يكتب: تجديد الخطاب الدينى بين علوم الدين وعلوم الدنيا

السبت، 29 أغسطس 2015 10:00 م
محمد على طه يكتب: تجديد الخطاب الدينى بين علوم الدين وعلوم الدنيا الأزهر الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سعدنا جميعاً بتبنى الرئيس عبد الفتاح السيسى الدعوة لتجديد الخطاب الدينى فقد أصبحت الضرورة ملحة لذلك، فعلى مدار سنوات عديدة ونحن ندرس ونسمع فقط عن أعلام الإسلام من الصحابة والمسلمين الأوائل فى مجال الدين فقط وكأن العلم فى الاسلام هو دراسة علوم الدين دون غيرها.

حتى على المستوى القومى لم تهتم وزارة التربية والتعليم بعمل قصة أو كتاب واحد لتلاميذ المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية يحكى قصة كفاح العلماء المسلمين الذين قاموا بإسهامات عديدة فى العلم فى مختلف المجالات على فترات متعاقبة من الزمن وساعدوا على تقدم العالم العربى والإسلامى فى وقت عمت أوربا فيه عصور الظلام، فقد قدم ابن سينا كتاب القانون فى الطب الذى أضحى مرجعاً أساسياً فى الطب لفترات طويلة، كما أن ابن خلدون هو أول من تكلم عن علم العمران، ويعتبر بذلك مؤسس علم الاجتماع الحديث وابن الهيثم فيعتبر المؤسس الأول لعلم المناظر ومن رواد المنهج العلمى.

كما عرض الخوارزمى فى كتابه (حساب الجبر والمقابلة) أول حل منهجى للمعادلات الخطية والتربيعية، ويعتبر مؤسس علم الجبر . كما برز الإدريسى فى الجغرافيا ورسم الخرائط، وقد برز غيرهم الكثير اللذين تمت ترجمة مؤلفاتهم إلى اللاتينية واللغات الأجنبية الأخرى.

وكان لتجاهل دراسة هؤلاء العلماء المسلمين فى العلوم الدنيوية هو ظهور المتأسلمين الجدد وكيف أنّهم لا يفقهون علوم الدّين الصّحيح، مع أنهم يزعمون أنّهم حماته والمدافعون عنه، فهم لا يميزون بين علوم الدّين، وبين علوم، فيزعمون أنّ كلّ العلوم موجودة فى القرآن والسّنة، ولا يعتبرون من قول الرسول صلى الله عليه وسلم فى حادثة تلقيح النخيل الشهيرة: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم". ومع أن فى القرآن الكريم آيات تدعو إلى التفكير والعلم، والأحاديث النبوية حثت على طلب العلم" اطلبوا العلم ولو فى الصّين" إلا أنّ طلب العلوم الدّنيوية ليس فى واردهم.

لقد أدهشنى أن تقوم منظمة اليونسكو خلال احتفالها بالسنة العالمية للضوء بالاحتفال بـأعمال العالم العربى ابن الهيثم الذى عاش فى القرن العاشر الذى حقق إنجازات كبيرة فى مجالات البصريات والرياضيات وعلم الفلك، وساعد على وضع أسس المنهج التجريبى العلمى المعروف اليوم.

وما أروع قول الدكتور محمود حمدى زقزوق وتأكيده أن "الحضارة فريضة إسلامية" فمن غير الممكن أن يكون الإنسان مسلما صالحا إلا إذا كان متحضرا راقى الحضارة، لأن الحضارة الراقية هى الإسلام، والإسلام هو الحضارة الراقية. وعلى هذا فأى تقصير حضارى هو خصم من قيمة إسلام الشحص مهما زعم المزاعم وظن أنه يحسن صنعا، إذ ليس الإيمان بالتمنى، ولكن ما وَقَر فى القلب وصدّقه العمل، أى ما تحول إلى أفكار وأقوال وتصرفات وأخلاق حضارية.
تجديد الخطاب الدينى ليس فقط فى الخطابة على المنابر بل فى التعليم وبرامج الإذاعة والتلفزيون فيجب أن يعرف الجيل الحالى والأجيال القادمة تاريخ علماء المسلمين فى مجال الدنيا والدين وكيف نهضوا بالأمة وسادوا العالم بالعلم وليس بالدين فقط.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة