أكرم القصاص - علا الشافعي

دكتور غريب فاوى يكتب: مرض الصرع وصحة العظام

الجمعة، 28 أغسطس 2015 08:09 ص
دكتور غريب فاوى يكتب: مرض الصرع وصحة العظام دكتور غريب فاوى رئيس قسم المخ والأعصاب فى جامعة سوهاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك الكثير من البحوث الآن تشير لوجود علاقة بين الأدوية المعالجة للصرع وأمراض العظام، فقد وجد أن احتمالية حدوث كسور العظام تتعدى من الضعف إلى ستة أضعاف احتمال حدوثها فى الأشخاص العاديين وقد عزى ذلك لما لوحظ من تغيرات فى كثافة العظام وما قد يصاحبه من احتمال حدوث الكسور فى أولئك الذين يستعملون أدوية الصرع.

وعلى الرغم من الكم المتنامى من البحوث والمنشورات إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الأطباء ليسوا على دراية كافية بتلك العلاقة حيث وجد أن أقل من ثلث أخصائى الأمراض العصبية فقط يتابعون أولئك المرضى الذين يعالجون بأدوية الصرع لاكتشاف ما قد يصاحب من أمراض العظام بانتظام وأن أقل من عشرة بالمائة فقط منهم يصفون أملاح الكالسيوم وفيتامين "د" كعلاج وقائى.

ولا يزال وصف العلاج المناسب لهذه المشكلة غير واضح لأنه وعلى الرغم من توفر العلاج لأمراض العظام إلا أن قلة من الدراسات هى التى بحثت التأثير العلاجى.

والهدف من هذه الدراسة:

هو بحث مدى التغيرات والتأثيرات المصاحبة لاستخدام أدوية الصرع على سلامة العظام بالنسبة للفئات العمرية المختلفة ودراسة عوامل الخطورة الأخرى التى ترتبط بحدوث تغيرات فى العظام فى أولئك الذين يستعملون أدوية الصرع.

وقد أجريت هذه الدراسة على 160 حالة من المترددين على عيادات الأمراض العصبية بكلية طب سوهاج - من كلا الجنسين ومن فئات عمرية مختلفة.

بعد استبعاد أى حالة يعرف عنها أو يُشك فى كونها قد تعرضت لأى أسباب معروفة أو يُشك بأن لها تأثيرا سلبيا على صحة العظام ونموها الطبيعى.
وقد تم تقسيم هذه الحالات فى بحثنا هذا إلى مجموعتين أساسيتين:

المجموعة الأولى:

تشمل الحالات التى تتعاطى أدوية الصرع وعدد الحالات فيها 124 حالة، تشمل مجموعتين مصغرتين من المرضى حسب دواعى الاستعمال:
1- مرضى الصرع وتشمل (82) مريضا متوسط أعمارهم (29.8) سنة منهم(39) إناث.
2- حالات تستعمل أدوية الصرع لأسباب ودواع أخرى خلاف الصرع (42) حالة منها (22) إناث بمتوسط أعمارهم (37) سنة.

المجموعة الثانية:

تشمل حالات التحكم (الأفرادأ الصحاح ولا يستعملون أدوية الصرع) وعدد الحالات فيها 36 حالة منه (24) إناث، متوسط عمارهم (32) سنة.

وقد تم اجراء الفحوص الإكلينيكية والمعملية وبعض الاختبارات التالية لكل مريض:

• الفحص الاكلينيكى الشامل مع الاهتمام الخاص بالكشف الاكلينيكى للجهاز العصبى والعظمى
• قياس كثافة العظام لكل الحالات
• دراسات كهروفسيولوجية مثل:
o رسم المخ الكهربائى.
• أشعة مقطعية على المخ
• الاختبارات المعملية مثل:
• وظائف كبد ووظائف كلى وسكر عشوائى
- تحديد نسبة الكالسيوم بالدم ونسبة هرمون الغدة جار الدرقية وأنزيم الفوسفاتيز القلوى

ولقد أظهرت النتائج الحقائق التالية:

• زيادة نسبة الحالات المصابة بتغير مرضى فى كثافة العظام بدلالات احصائية واضحة فى الحالات الى تستعمل أدوية الصرع (مرضى الصرع وغيرهم) مقارنة بالأشخاص الأصحاء فى الدراسة.
• ارتفاع نسبة الكسور بين الحالات الى تستعمل أدوية الصرع (مرضى الصرع وغيرهم) مقارنة بالأشخاص الأصحاء فى الدراسة (8% : 2%).
• تبين أن كلا من الإصابة بانخفاض كثافة العظام ونسبة الأصابة بالكسور كانت أكثر بين حالات الصرع مقارنة بالحالات الأخرى التى تستعمل أدوية الصرع لأسباب أخرى.
• أن النساء المصابات بالصرع أكثر عرضة للإصابة بانخفاض كثافة العظام عن الرجال.
• وجد أن طول مدة العلاج واستعمال أدوية متعددة هما عاملا الخطر المرتبطين إحصائيا مع كل من زيادة حدوث انخفاض كثافة العظام وزيادة نسبة الكسور فى أولئك الذين يستعملون أدوية الصرع.
• استعمال تقنية قياس كثافة العظام أكثر حساسية عن قياس الدلالات الكيميائية فى تقييم التغيرات التى تحدث فى العظام مع استعمال أدوية الصرع.
• وجد أن أنزيم "الألكالين فوسفاتيز" هو الدلالة الكيميائية الوحيدة ذات الاختلاف الإحصائى بين الحالات المستعملة لأدوية الصرع والأشخاص الأصحاء والمرتبطة إحصائيا بتغيرات العظام فى الحالات المستعملة لأدوية الصرع.

نستخلص من هذه الدراسة أن مرضى الصرع وغيرهم ممن يستعملون أدوية الصرع عرضة لانخفاض كثافة العظام عندهم وبالتالى أكثر عرضة لحدوث الكسور ومضاعفاتها عن غيرهم.
من بين هؤلاء – وُجد أن الفئات:
• التى تستعمل العلاج لفترة أكثر من عامين
• والذين يستعملون أدوية متعددة على التوازى
• صغارسن (>20 سنة) كالأطفال وكبار السن (< 40="" سنة)="">
• والإناث دون الذكور.
• وأولئك الذين يعانون من نوبات صريعة كبرى أو شاملة
هم أكثر عرضة لتلك المخاطر ويحتاجون إلى متابعة وانتباه أكثر من غيرهم.

وينصح بتقنين اختبار كشف كثافة العظام كجزء روتينى فى تقييم حالات الصرع، وأن يتم المتابعة دوريا لتقييم حالة العظام وكثافتها فى أولئك المرضى خاصة إذا طالت فترة العلاج أو كان المريض تحت العلاج بأكثر من دواء للصرع.

وأن يتم زيادة التوعية بالآثار السيئة على العظام لأدوية الصرع بنشر ذلك خاصة للأطباء الذين يتعاملون مع حالات الصرع مثل أطباء الأمراض العصبية والنفسية وأطباء الأطفال.
وأن يصرف وعلى التوازى مع ادوية الصرع أملاح الكالسيوم وفيتامين "د" كإجراء وقائى خاصة مع وجود عوامل خطورة أخرى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة