أكرم القصاص - علا الشافعي

عمرو جاد

لتصبح ثرياً فى خطوة واحدة

الإثنين، 17 أغسطس 2015 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مات أبى منذ أكثر من عامين، وحتى الآن لم تتوقف الرسائل التى تأتى على هاتفى لتخبرنى أن أبى- رحمه الله- وجد قطعا من الآثار أو حفنة من الذهب، ويريد منى أن «أنزل البلد عشان أتصرف فيها»، فكرت مرتين أن أرد على صاحب الرسالة وأخبره أنه لم يعزنى فى أبى، أحدهم قال لى ربما يكون وراء الرسالة كنز حقيقى قد يغير حياتى، مستشهدا بقول الأمريكى ريتشارد تمبلر فى كتابه الشهير قواعد الثراء: «لنكن صرحاء.. جميعنا يرغب فى أن يكون أفضل حالا.. نحن نعلم أن الثروة تجعلنا سعداء».

يمتلئ العالم العربى الآن بالكثير ممن يحملون أرصدة تزيد على الثمانية أصفار، وأكثر منهم من يحلمون بصفرين لا أكثر، وبينهما ضاعت قيمة العمل وفضيلة الرزق المباح، فهذا يفسد بثرائه وذاك ينحرف بعلة فقره، بينما يدفع الشاب الأمريكى أموالا لكى يعمل لمدة 3 أشهر فقط فى المطاعم و يحصل على خبرة تؤهله للبحث عن عمل جاد.

وتقول كل الوقائع إن الدولة التى تعتمد على المؤسسات الاجتماعية والأعمال الخيرية والتبرعات الرمضانية والعطف بالوظائف على المتعطلين رأفة بأسرهم لا تضمن مستقبلا لأبنائها، وكما فشلت الاشتراكية من قبل فى الصمود أمام نجاح المد الرأسمالى فى التشغيل واستثمار البشر سيسقط مجتمع «الشؤون الاجتماعية» مع أول اختبار حقيقى لقدرة أفراده على الإنتاج أكثر مما يستهلكون.. ويزداد الأمر صعوبة كلما زادت عند الشباب أحلام الثراء السهل دون مبرر.. لا نقول «الثراء السريع» فهو متاح لكل مبدع فى عمله، كما فعل الفتى الصينى «جاك ما» حامل المليارات وصاحب «على بابا» الذى بدأ مدرسا فلم يستسلم بمهنته وامتهن ما يحب فأصبح اليوم غنيا يجلس ليلقى على الأمريكيين الحِكَم والنصائح: «كان أمرا رائعا حين كنت أكسب 20 دولارا فى الشهر.. وعندما تصبح ثروتك مليونا فأنت محظوظ، لكن حين تصبح 10 ملايين عندها تبدأ المتاعب».

للأسف نحن العرب أكثر من يدوّن هذه النصائح ولا يعمل بها، فانجرف كثير من المتابعين وراء الرسائل التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى تدعو الناس للمشاركة فى صفحة تنسب نفسها للملياردير السعودى الوليد بن طلال، والجائزة مليون دولار، هكذا ببساطة دون أن تتعب حتى فى كتابة تعليق للرجل تشكره على هذه الفرصة، فإن لم تكسب فهناك صفحة منسوبة للشيخة مهرة بنت محمد بن راشد تعدك أيضا بجائزة مثلها، فقط لا تحاول أن تتذاكى وتسأل نفسك عن السبب، فأنت مهيأ نفسيا لهذا ومقتنع أن المليون دولار لن ينقص من ثروته إلا كما تنقص الإبرة من ماء البحر، وتقتنع أيضا بأنك بذلت كل ما يجعلك ثريا ولم يتبق سوى تلك الخطوة.. الحظ.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة