أكرم القصاص - علا الشافعي

جمال أسعد

الإعلام والحرب ضد الإرهاب

الثلاثاء، 07 يوليو 2015 11:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للحروب أثمان وأهداف ويهون الثمن أياً كان حجمه فى سبيل تحقيق الهدف. والانتصار هو تحقيق الهدف والعكس هو الهزيمة بعينها. منذ هبة 30 يونيو والوطن والشعب يواجه تحديات جسام وعلى كل المستويات الداخلية والخارجية وهى تحديات تصل مواجهتها إلى مستوى الحرب. ناهيك عن الحرب الحقيقية والفعلية فى مواجهة الإرهاب تلك التى أطلق عليها السيسى بأنها حرب وجود. فهل النظام والحكومة والشعب وكل المؤسسات والأحزاب والمنظمات تعيش فعلاً بل تشعر وتستشعر حالة الحرب تلك؟ أعتقد أن الجواب بالسلب. والدليل هذه الحالة التعيسة التى عاشها المصريون طوال يوم الأربعاء الماضى وحتى إعلان البيان العسكرى عن العملية الإرهابية التى اجتاحت مواقع عسكرية وشرطية فى سيناء. فإعلامنا المبجل بكل تنويعاته أخذ أخباره من كل المصادر الخارجية المنحازة وغير الموضوعية بل كانت أهم مصادره هى مواقع أنصار بيت المقدس. فصعقنا بأخبار الاستيلاء على مواقع وذهلنا بأسر جنود والحصول على أسلحة إضافة إلى إصابة طائرات. فكان البيان العسكرى هو طوق النجاة للخروج من هذه الحالة.

حسناً فعلت «اليوم السابع» استشعاراً بالخطأ وهذا سلوك حضارى راق عندما أعلنت مبادرتها بعدم نشر أى أخبار تخص تلك الجماعات خاصة المعلنة على مواقعهم حيث أن هذا يعتبر نوعاً من النشر والمساعدة فى الانتشار والمساهمة فى التسويق لما يريدون وهذا لا علاقة له بمواجهة تلك الحرب التى باتت تهدد سلامة الوطن والمواطن. فهل وبعد زيارة السيسى لسيناء بزيه العسكرى السبت الماضى يمكن أن تعيش الدولة وتشعر الحكومة حالة الحرب بما تعنى الكلمة بالفعل وفى المقدمة الإعلام؟ نعم نحن فى أشد الاحتياج فى مثل هذه الظروف للاصطفاف الوطنى. والاصطفاف هنا هو التوافق والتوحد بمواجهة خطر حال وداهم لن يستثنى أحداً. بينما الخلاف فى مثل هذه الحالة لا يخدم سوى الذين لا يعنيهم الوطن ولا اعتبار لديهم للوطنية وهذا بعيداً عن توزيع صكوك الخيانة. فالاختلاف واجب ومشروع فى القضايا السياسية والتوجهات الاقتصادية وغير ذلك. ولكن هل يمكن الخلاف فيما يخص أمن ووجود الوطن؟ كما أن حالة الحرب هذه لا تعنى الاستمساك بالشكل دون المضمون. والمضمون هنا هو الاستعداد لتحمل ثمن هذه الحرب وتلك المواجهة اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً وثقافياً. فلا البيانات الورقية تكفى ولا الشعارات النظرية تشفع. ولكن نحتاج إلى المواقف العملية التى تنطلق من استشعار الخطر مع تحديد وتخصيص الإمكانات الكافية لمواجهة هذا الخطر. على الإعلام أن يوازن بين التنبية والحشد لمواجهة هذا الموقف وبين أن يعيش المواطن حياته بشكل لا يسيطر عليه التوتر والخوف بل اليقين والثقة. لنمارس النقد ولنقوى المعارضة التى تختلف فى إطار البناء والتعمير وليس الهدم والتدمير. فمثلاً لا أعلم ماذا يريد هذا المذيع من استضافة لاعب كرة مغمور كتب على صفحته أن السيسى فاشل فى مواجهة الإرهاب فى سيناء. نعم فلتكن هذه حرية شخصية على الفيس بوك مثل ملايين لا يعرفهم أحد ولا هم ذات مصداقية أو قيمة حقيقية. ولكن أن يأتى به وينشر هذا الرأى ويسوقة وتأخذة القنوات والمواقع إياها فما علاقة هذا بالحرية فهذا ليس إعلاماً ولا علاقة له بوطن ولا بمواجهة. الأمور صعبة والموقف جاد والوطن فى خطر والمواجهة حتمية ولن يكون الوطن للجميع بغير سواعد الجميع لكى تحمى الوطن. حمى الله مصر وشعبها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د اديب عطا الله

الي من يهمة الامر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة