محمد عطية العبد يكتب: لا ترهقوا أنفسكم مع الإعلام الغربى

بعد أى زيارة للسيد رئيس الجمهورية أو لأى مسئول مصرى لأى دولة أوروبية وذهاب بعض الوفود (إعلامية – صحفية – فنية....) لهذه الدول لإظهار أن ما حدث فى مصر فى 30/ 6 كانت إرادة شعبية حقيقية وليست كما يسميها الإخوان انقلاباً عسكرياً. نجد الإعلام والصحافة لدينا تقول إن الصورة وصلت مغلوطة لدى الإعلام والمواطن الغربى وأن الطرف الآخر قام بتصوير الأمر على خلاف حقيقته وانهم – الإعلام الغربى – ينددون بما حدث فى مصر وفقاً للتصور الذى وصلهم من أن مصر عادت لما قبل ثورة 25 يناير من اعتقال معارضين وقمع حريات...الخ وأننا فى الإعلام المصرى مقصرون فى توصيل الصورة الحقيقية لما حدث بالتالى يجب علينا بذل المزيد من الجهد لإيصال ان ما حدث فى مصر فى 30/6 كانت إرادة شعبية حقيقية ورغبة فعلية من الشعب المصرى لإنهاء حكم الإخوان.

ما سبق يجعل العديد من التساؤلات تتبادر للذهن، أليست وكالات الانباء العالمية (أمريكية – ألمانية – بريطانية – فرنسية...) لديها مكاتب إخبارية ومراسلين متواجدون على الأراضى المصرية ؟ ألم يقوموا بالنزول فى الشوارع فترة 30/6 وما بعدها ونقل ما حدث أم اكتفوا بالجلوس فى المكاتب ؟ ألم تنقل بعض الصحف الاجنبية صوراً للمتظاهرين فى الشوارع فى هذه الفترة ؟

ألم تكتب بعض الصحف الامريكية مقالات وانتقادات لقمع الحريات فى مصر فى فترة حكم الإخوان ؟ ألم يقوم صحفيين أجانب والذين بالتاكيد لديهم علاقات بمؤسسات ومنظمات مجتمعية مصرية بحوارات ومناقشات ادركوا وأيقنوا منها ان غالبية الشعب كاره لحكم الإخوان وانه راغب بشدة فى التغيير بعدما خالفوا كل وعودهم وظهر وجوههم الحقيقى للشعب وأنهم راغبو سلطة ليس أكثر؟

بالتأكيد كل التساؤلات السابقة الإجابة عنها معروفة وواضح بدون لبس أو غموض ولكن الإعلام الغربى والذى تسيطر عليه السياسات المرسومة لصنع القرار وتشكيل الرأى العام بشكل معين - والذى كان الإخوان جزء من هذه الصورة وجزء من هذا الاتفاق مع صانع القرار الأجنبى - فلا ينقل غير ما يرغب فيرى ان القاء القبض على احد المتهمين من جماعة الإخوان هو اعتقال للمعارضة فى حين انه لا يرى ابداً اى اعمال ارهابية يقوم بها افراد الإخوان أو انصارهم داخل اراضى الدولة المصرية ويركز فقط على ان احكام الاعدام - لما يطلقون عليهم فى الإعلام الغربى المعارضين مع انهم يحاكموا بتهم جنائية - تخالف مبادئ حقوق الإنسان على الرغم من ان احكام الاعدام موجودة فى مصر منذ سنوات وسنوات ولم نسمعهم فى الإعلام الغربى ينددون بأى حكم اعدام سابق.

كلمة أخيرة إننا نرهق أنفسنا بالالتفات إلى أخبار وتقارير إعلامية غربية – تخالف الحقيقة فى كثير من الأحيان فلنحاول حل مشاكلنا وتخطى العقبات التى تواجهنا للتقدم والبناء وساعتها سيجد الإعلام الغربى نفسه مرغماً على الاعتراف بحقيقة ما حدث فى مصر.