أكرم القصاص - علا الشافعي

إسلام الغزولى

سيناء

الخميس، 07 مايو 2015 06:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تابعت على مدى الأسبوع الماضى عددا من وسائل الإعلام المختلفة وما قامت به من تغطيات خاصة، احتفالا بالذكرى الثالثة والثلاثين لتحرير واسترداد سيناء تلك البقعة الغالية من تراب الوطن، وعند مراجعة ما كتب فى ذكرى تحرير سيناء على ما يزيد عن الثلاثين عاما الماضية، لم أجد ثمة اختلافا بين ما طرح فى السابق وما نتحدث عنه اليوم، لم يحدث أى جديد على أرض الواقع خلال ثلاثة وثلاثين عاما، تصورات وأحلام وتوصيات وآمال وتحذيرات وضرورات وفرص للظهور لبعض النخب بوسائل الإعلام المختلفة للتهانى والتحليل والتحذير فقط لا غير، تلك هى عادة كل عام فى مثل هذا الوقت لا أكثر ولا أقل، ويتوقف الأمر عند ذلك لنبدأ فى التحضير لمناسبة أخرى للحديث عنها واستغلالها من دون أى قيمة مضافة حقيقية على أرض الواقع لأبناء سيناء المباركة التى تجلى على أحد جبالها الله -سبحانه وتعالى- وبها الوادى المقدس طوى، سيناء التى دوما تعلمنا معنى الوطنية والعزة والكرامة، سيناء التى روت أرضها دماء زكية طاهرة لخير أبناء مصر وأشجعهم على الإطلاق .

إن ما تمر به سيناء من مخططات استهداف على مدى تاريخها الحديث وبخاصة خلال العشر سنوات الأخيرة توضح وبلا شك الأزمة الحقيقية التى تحاك بالدولة المصرية ككل فى ظل رؤية عالمية واضحة الملامح لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، ومع الأسف فإننا قد شاركنا فى تسريع تنفيذ تلك المخططات بترك سيناء وأبنائها صيدا سهلا لأعدائنا .

وكما نتحدث دائما عنها، فإن سيناء هى بوابة الشرقية لجمهورية مصر العربية والتى اعتيد على مر العصور الحرب على أرضها دفاعا عنها، كجزء لا يتجزأ من الدفاع عن الدولة المصرية بشكل عام، وفى ظل حالة الحرب الشرسة التى يخوضها رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل لدحر الإرهاب، فلا غنى اليوم عن العمل الفورى الجاد لتنمية سيناء بشكل علمى يعتمد على الدراسات الاجتماعية والاقتصادية الواقعية مع مراعاة البعدين الثقافى والبيئى لبناء مجتمع سليم ومتكامل يتضافر مع الجهود الرامية لبناء الدولة المصرية الحديثة على كافة الأصعدة ويكون داعما لها .

وفى اعتقادى أنه مع حزمة المشروعات المتكاملة التى طرحها كعهدنا به دائما السيد رئيس الجمهورية لتنمية سيناء وخصص لتنفيذها ميزانية تقدر بعشرة مليارات جنيه مصرى، فإن إنشاء كيان اعتبارى مستقل لتطوير سيناء بشكل متكامل "اقتصادى، اجتماعى، تعليمى، علمى، ثقافى، دينى، تنويرى"، وفق تنظيم مالى وقانونى حديث للبعد عن الروتين وبيرقراطية الأجهزة الحكومية يتخذ منها مركزه الرئيسى، يضمن ويدعم ترسيخ القيم النبيلة والأصيلة للمجتمع السيناوى، يعتمد على أبنائها الشرفاء وبخاصة الشباب والمرأة السيناوية الأصيلة لتشكيل نواته الأساسية بغرض تنمية وتطوير المجتمع السيناوى بشكل كامل من خلال معرفتهم بما يعانيه المجتمع من مشكلات وعقبات مع وضع حلول لها محددة التوقيتات، ويشرف على تنفيذها على أرض الواقع، ويشارك فى إنشاء تلك المشروعات الجديدة الاقتصادية، الاجتماعية، التعليمية، العلمية، الثقافية، الدينية، التنويرية شباب سيناوى يتم تدريبه وإعداده بغرض تغيير الواقع الحالى بخلق واقع جديد على أرض سيناء مما سيسهم مع العمليات النوعية للقوات المسلحة والشرطة على دحر الإرهاب الذى تتعرض له سيناء فى وقت سريع وصولا لتحقيق تنمية مستدامة للمواطن البسيط.

إننا جميعا اليوم مسئولون عن تحقيق آمال وطموحات المواطن البسيط على أرض الواقع، فلا بديل لنا جميعا غير النجاح.

إن الغاية والأمل هى بناء الدولة المصرية الحديثة وتحقيق الاستقرار لأبنائها، ولن نستطيع الوصول لذلك إلا من خلال العمل الجاد بسواعد جيل لا يعرف المستحيل.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة