أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

موت السياسة وإغماء الأحزاب

الثلاثاء، 05 مايو 2015 07:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعونا نقول إن ما يجرى فى الإعلام من مشاكل وحالة زعيق وشجار ورغبة فى الاستحواذ، ناتج من فراغ سياسى حاد، جعل الإعلام يدخل فى فراغات تركها غياب السياسة. كان هناك حديث دائم أيام مبارك عن «موت السياسة» يومها كان التفسير الأقرب هو أن الحزب الوطنى كان نتاجا مشوها للتنظيم الواحد، وأن غياب تداول السلطة أدى فى النهاية لفريقين لا ثالث لهما، هما الحزب الوطنى والإخوان، بينما تراجع اليسار واليمين بتنويعاته، ونفس من يقولون بموت السياسة، هم أنفسهم ميتون أو غائبون عن الشارع والوعى السياسى.

لكن إذا كان هذا هو الحال أيام مبارك، فلماذا استمر هذا الوضع طوال أربع سنوات منذ 25 يناير، حيث لا يزال من كانوا يقولون بموت السياسة يصرون على أنها لا تزال ميتة، من دون أن يفكر هؤلاء فى مدى مسؤوليتهم عن هذا الموت، فقد كانت التيارات السياسية المختلفة تتهم الحزب الوطنى بالاحتكار، لكن نفس التيارات تعجز عن الحلول مكان الحزب الذى اختفى تنظيميا منذ أربع سنوات، لكن نفس الأحزاب أعادت الحزب الوطنى، بإعلان الخوف منه، مع العلم بأن 25 يناير خلق حالة حراك فى الفئات التى عرفت بصمتها سابقا، خاصة بين الشباب، الذين كانت لديهم رغبة فى العمل العام أحبتطها غيبوبة سياسية وقنوط واكتئاب حزبى.

غابت السياسة وتراجعت الأحزاب، فدخل الإعلام، ليخلق حالة من السياسة الافتراضية النظرية، بينما الأحزاب القديمة مثل، الوفد والتجمع والناصرى وباقى التنوعات، تبدو كأنها ماتت مع الحزب الوطنى، بينما الأحزاب التى ولدت وترعرعت بعد 25 يناير، لا تزال عاجزة عن احتلال الفراغ الذى تركه الحزب الوطنى، مع العلم أن الأحزاب المسجلة فى قوائم الأحزاب تتجاوز المائة حزب، بينما حجم العضوية فى هذه الأحزاب لا يتجاوز عدة آلاف على أقصى تقدير، فى مجتمع تعداده يقارب التسعين مليونا.

والمفارقة أن الأحزاب تصر على استمرار خطابها الذى كان أيام مبارك والحزب الوطنى، تشكو وتعترض وتطالب الدولة، بينما تعجز عن تقديم خطاب مقنع لنفسها ولأعضائها قبل المجتمع.فالأحزاب انتقلت أخبارها من صفحات السياسة، على صفحات الحوادث، ولنتأمل حال حزب الوفد أحد أكبر الأحزاب القديمة، وحزب الدستور أحدثها، كلاهما لا يظهر بالصورة إلا عندما تدب الخلافات، ويدور صراع يبدو بلا مضمون، على اعتبار أن هذه الأحزاب لا تمتلك أمولا ولا فرصا ولا برامج، وربما إذا كانت هناك رغبة فى قراءة أسباب تدهور الحياة السياسية، على الأحزاب والسياسيين أن يتواضعوا ليعترفوا بأنهم غير قادرين على الخروج من حالات «الإغماء»، والتواكل، والبحث عن شماعات أو مبررات لضعفها.بينما هى فى الواقع أحزاب مصابة بالاكتئاب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

كل الأحزاب فى مصر يا وجاهه يا سبوبه

الجهل و النفاق هو من كان يطالب مبارك بترك الحزب الوطنى و هوه نفسه اللى بيطالب السيسى بعمل حزب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة