أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد محمد السعيد عيسى يكتب: الجودة الشاملة فى عصر الموظفين

الإثنين، 04 مايو 2015 03:35 ص
محمد محمد السعيد عيسى يكتب: الجودة الشاملة فى عصر الموظفين عمال مجتهدون فى مصنع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثرة الموظفين، هذا باختصار هو السبب الرئيسى للتراجع الاقتصادى الذى تمر به البلاد منذ قرابة الثلاثة عقود وأكثر، فالرواتب والحوافز والزيادات تأكل أى حركة تقوم بها الحكومات لكى تنهض بالبلاد وتقيم مشروعات، والعجيب أن الجميع تقريبا يشتكى من سوء الخدمة وغياب الموظفين، فلماذا لا توجد أفكار لحل هذه المشكلة؟

فى أربعينيات القرن الماضى كان هناك رجل اسمه ويليام إدوارد ديمنغ يعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية، أدرك ويليام أن السر وراء النهضة يوجد خلف هذا الجبل الهائل من الموظفين فى كافة القطاعات الحكومية والخاصة، وأنه لو فكر فى طريقة لضبط العمل الوظيفى وتطويره سيكون ذلك سببا فى تطوير الدولة بشكل عام. وبالفعل عرض أفكاره ونماذجه على الحكومة الأمريكية التى رفضت أفكاره ولم تعرها أى انتباه.

ولكن على الجانب الآخر كانت اليابان تعانى من ويلات الضربة النووية التى أصابتها فى هيروشيما ونجازاكى، وحكماء اليابان كانوا يبحثون عن مخرج من أزمتهم الكبرى التى أخرجتهم من التاريخ بضربة واحدة، فتوصلوا إلى ضرورة البحث عن أفكار جديدة من خارج الصندوق وبالفعل تم التواصل والاتفاق مع ويليام ديمنغ الأمريكى ليأتى إلى اليابان، وينفذ أفكاره التى أصبحت فيما بعد أساسيات لعلم الجودة الشاملة وأصبح ديمنغ يلقب بأبو الجودة الشاملة.

وبحلول عام 1951 تم تدشين جائزة سنوية تسمى جائزة دمينغ للأداء المتميز فى اليابان تمنح للشركات التى تميزت فى تجويد عملها وفقا للقواعد التى وضعها دمينغ، لقد أدركت اليابان أن الجودة الأعلى تعنى التكلفة الأقل ولهذا حرصوا على تقديم أفضل خدمة ممكنة للعميل من أول مرة وفى كل مرة وكان هذا هو السر الحقيقى وراء النهضة الكبرى للصناعة اليابانية التى كانت هى القاطرة التى وضعت اليابان من جديد فى صدارة دول العالم المتقدم.

إن تطبيق الجودة الشاملة التى يتحدث عنها ديمنغ لا يمكن أبدا أن يتم فى بيئة عمل تفتقد إلى الاستقرار الوظيفى، فحتى تطبق الجودة وتأتى بثمارها فإن الأمر يتطلب شعور الموظفين على كافه المستويات الإدارية بالأمان والاستقرار، وهذا العامل متوافر بقوة فى بلادنا التى تحمى حقوق الموظف طيلة عمله وحتى خروجه على المعاش، كما لا تنجح الجودة إلا عند تطبيقها فى مؤسسة تعتمد العمل الجماعى وتبتعد على التنافسية الفردية وهذا ما نحتاجه بشكل كبير فالعمل الجماعى يجب أن يكون أسلوب حياة نتعلمه ونمارسه فى المدارس وحتى التخرج.

إن بناء البلاد مسئولية الجميع والاصطفاف فى هذه الظروف العصيبة يتطلب التضحية والعمل من الجميع، فلن يستطيع شخص واحد أن يحقق كل شىء بل يستطيع شعب واحد أن يصنع المعجزات، عاشت مصر الحبيبة، عاشت الأمة العربية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة