بالفيديو والصور.. شرطة إسرائيل استخدمت "قنابل الصدمة" فى الاشتباكات مع اليهود السود بتل أبيب أمس.. تأهب حاد أمام مقر نتانياهو خوفا من اندلاع احتجاجات جديدة.. والأمن يتهم "المنظمات الحقوقية" بالتحريض

ظهور "الملثمين" فى مظاهرات اليهود السود وخلال الاشتباكات

قائد الشرطة الإسرائيلية: المتظاهرون قاموا بأعمال بلطجة

نتانياهو يبحث فى اجتماع طارئ مظاهرات واشتباكات أمس

للمرة الثانية، خلال أقل من أسبوع، كشرت الشرطة الإسرائيلية عن أنيابها وعنصريتها تجاه اليهود السود من أبناء الجالية الأثيوبية، واستخدمت العنف الشرس ضدهم مساء أمس، فى تل أبيب، بعد خروجهم للتظاهر ضد التمييز العنصرى ضدهم، حيث استخدمت شرطة الاحتلال قنابل حديثة لتفريق المظاهرات من بينها "قنابل الصدمة" و"قنابل الصوت" بجانب إطلاق الرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع.




ونشرت جميع وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية مقاطع فيديو للاشتباكات التى دارت مساء أمس الأحد، خلال تفريق الشرطة الإسرائيلية لاعتصام "اليهود السود" فى "ميدان رابين" وسط تل أبيب والذى يعتبر أكبر الميادين الإسرائيلية وأشهرها.

المحرك الرئيسى لمظاهرات اليهود السود

وكان المحرك لتظاهرات اليهود السود من الأثيوبيين هذه المرة، اعتداء وصف بالوحشى، من قبل قوة من الشرطة على جندى من الجيش من أصل اثيوبى، الأسبوع الماضى، وبعد نشر الشريط الذى يوثق للاعتداء، تظاهر أبناء الجالية الأثيوبية فى القدس، مساء الخميس الماضي، وقامت الشرطة بالاعتداء عليهم وتفريقهم بالقوة، مما فاقم الأوضاع، وجعل الأثيوبيين ينظمون مظاهرة فى تل أبيب، أمس، سرعان ما تحولت إلى "ساحة حرب" حسب وصف الصحف العبرية، فيما حاولت الشرطة التنصل من عدوانها بادعاء إنها اضطرت إلى مواجهة المتظاهرين لأنه "تم تحريضهم من قبل منظمات حقوقية تنشط فى العمل الاجتماعى".

اعتقال وإصابة عشرات المتظاهرين

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن 50 شخصا أصيبوا خلال المواجهات، واعتقل 26 متظاهرا، مضيفة أن المتظاهرون حاولوا اقتحام بناية البلدية وقاموا بتخريب محلات تجارية ورشقوا الحجارة والخشب والزجاجات على قوات الشرطة، كما قاموا بقلب سيارة دورية.

بداية التصعيد

من جهتها أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، واستخدمت خراطيم المياه والخيالة، لتفريق المتظاهرين، وقد بدأت المظاهرة عند الساعة الرابعة بعد ظهر أمس قرب أبراج "كانيون عزرئيلي" الشهيرة بتل أبيب، بهدوء نسبى، وقام المتظاهرون بإغلاق شوارع لمدة ثلاث ساعات تقريبا، بينها شارع "إيالون" الذى يعتبر شريان مواصلات رئيسى، ورددوا الهتافات ضد الشرطة.




وانضم اليهم الكثير من المتظاهرين من غير أبناء الجالية، وعندما وصلت المظاهرة، حوالى الساعة الثامنة مساء، إلى ساحة ميدان رابين، بدأت المواجهات العنيفة التى امتدت حتى ساعة متأخرة من الليل.

تعقيب نتانياهو عن الأحداث الدامية

وفى أول تعقيب رسمى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مساء أمس، "إنه يجب دراسة كل الادعاءات، ولا مكان لمثل هذا العنف وخرق القانون".

قائد الشرطة الإسرائيلية يصف المظاهرات بالبلطجة

أما القائد العام للشرطة الإسرائيلية يوحنان دنينو، فاعتبر المتظاهرين "حفنة لا تخدم نضال الأثيوبيين"، وقال عن تظاهرتهم إنها "ليست احتجاجا مشروعا فى دولة ديموقراطية"، على حد قوله.

وأكد دانينو أنه لن يسمح بالتظاهر دون الحصول على ترخيص قائلا إن صبر الشرطة قد نفد بعد أن استغلت مجموعات عنيفة من المتظاهرين تحلى قوات الشرطة بضبط النفس وقامت بأعمال بلطجة.




وقال عدد من المتظاهرين إن النضال الذى بدأ احتجاجا على تعامل الشرطة مع الأثيوبيين واتسع إلى احتجاج على التمييز ضدهم فى كل مجالات الحياة، ليس جديدا، وإنما يعود إلى الشارع بقوة جديدة.

وقالت صحيفة "يسرائيل ها يوم" المقربة من نتانياهو، أن شرطة تل أبيب، ادعت بأنها اضطرت للتعامل مع جهات دخلت بين صفوف المتظاهرين الأثيوبيين، وقامت بتحريضهم وعملت على تصعيد الموقف.

وقال قائد الشرطة فى لواء تل أبيب، الضابط بينتسى ساو، للصحيفة العبرية: "إنه تم تحريض قسم من المتظاهرين من قبل فوضويين، ويمكن أن نرى بشكل واضح من يتواجد إلى جانب المتظاهرين".




فيما قال العميد يورام اوحيون، نائب القائد العام للواء تل أبيب، فى حديث لـ"يسرائيل هيوم": "إن بعض الناشطين الاجتماعيين، الذين ساروا مع المتظاهرين على الأقل عند مسار "إيالون" (الطريق السريع)، هم من أثروا على المتظاهرين، كى يغلقوا شارع "إيالون"، ولا توجد للمتظاهرين قيادة واضحة، لأننا نتحدث مع بعضهم، لكنهم لم ينجحوا حتى الآن بالتأثير عليهم، ويمكننى القول أن الشرطة أظهرت انضباطا كبيرًا خلال هذه المظاهرة"، على حد زعمه.

أعضاء بالكنيست شاركوا بالمظاهرات

وكان قد شارك فى المظاهرة عدد من نواب الكنيست بينهم رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، ودوف حنين، وميراف ميخائيلى وإيتسيك شموئيلى وستاف شفير وإيلان جلؤون والنائبة الأثيوبية السابقة فنينا تمنو شاطا.

وقال النائب العربى بالكنيست لصحيفة "هاآرتس": "كابن للجمهور العربى الذى يعانى من العنصرية وعنف الشرطة، كان من الطبيعى بالنسبة لى الانضمام إلى مظاهرة الجالية الأثيوبية، أعد بالوقوف والنضال إلى جانبهم حتى يقوم هنا مجتمع متساو وعادل".

تأهب بصفوف الشرطة الإسرائيلية أمام ديوان نتانياهو خوفا من تجدد الاحتجاجات

وفى السياق نفسه، قالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن الشرطة الإسرائيلية أغلقت عدة شوارع رئيسية فى محيط مجمع الدوائر الحكومية فى غرب القدس المحتلة تمهيدا للمظاهرة التى ينوى اليهود السود القيام بها مجددا اليوم أمام ديوان رئيس الوزراء.

وتتزامن المظاهرة مع الجلسة الخاصة التى يترأسها نتانياهو لمناقشة طريقة تعامل السلطات المختصة مع اليهود المنحدرين من أصل أثيوبى.

وفى تل أبيب طلبت الشرطة الإسرائيلية من المحكمة اليوم تمديد فترة اعتقال 19 شخصا تم اعتقالهم خلال المواجهات العنيفة التى وقعت فى المدينة الليلة الماضية بين قوات الشرطة ومئات المتظاهرين من اليهود الأثيوبيين، بتهمة الاخلال بالنظام العام والاعتداء على رجال شرطة.

الرئيس الإسرائيلى: مظاهرات اليهود السود كشفت عن جرح نازف بقلب المجتمع الإسرائيلى

فيما قال الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، صباح اليوم الاثنين، أن مظاهرات اليهود الأثيوبيين فى القدس وتل أبيب كشفت عن جرح نازف ومفتوح فى قلب المجتمع الإسرائيلى وهو جرح لجمهور يطلق صرخته بسبب شعوره بالتمييز والعنصرية وعدم الاستجابة لمطالبه.




وأضاف ريفلين أنه يتعين علينا أن ننظر إلى هذا الجرح ونقر بأخطائنا وبحقيقة عدم إصغائنا لأبناء الطائفة الأثيوبية، مؤكدا أنه يجب القول بكل وضوح أن التعبير عن الاحتجاج هو أداة حيوية فى النظام الديمقراطى غير أن العنف ليس الوسيلة وليس الحل.

نتانياهو يبحث تداعيات مظاهرات اليهود السود

وترأس نتانياهو اليوم جلسة خاصة لمناقشة تداعيات المظاهرات الصاخبة التى قام بها اليهود السود خلال الأيام الأخيرة وطريقة تعامل السلطات الأمنية معهم، وحضر الاجتماع مفتش الشرطة العام الجنرال يوحنان دانينو وممثلون عن وزارات الأمن الداخلى والرفاة الاجتماعى والاستيعاب والداخلية ومركز الحكم المحلى بالإضافة إلى ممثلى اليهود المنحدرين من أصل أثيوبى.







والتقى نتانياهو بالجندى من اليهود الاثيوبيين الذى تعرض مؤخرا للضرب على أيدى اثنين من رجال شرطة، ودعا إلى إعادة الهدوء إلى نصابه فى أعقاب المواجهات العنيفة التى شهدتها تل أبيب بين أفراد الشرطة ومئات المتظاهرين من اليهود الأثيوبيين.




الجدير بالذكر أن اليهود السود من أصل أثيوبى يعانون من التمييز العنصرى والاضطهاد منذ نقلهم عبر الأسطول الجوى فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى من أديس أبابا إلى إسرائيل خلال عمليتين سريتين أطلق عليهما "موشيه" و"شلومو".




وتفجر بركان الغضب وخرجت الأمور عن السيطرة أمس دون التغلب عليه بسبب تعامل الشرطة التمييزى ضد أبناء الجالية الأثيوبية الذين يعانون من العنف، والتمييز والإهمال منذ سنوات.

موضوعات متعلقة

- بالفيديو والصور.. الربيع العبرى يصل إسرائيل.. احتجاجات حاشدة لليهود السود بمشاركة جنود جيش الاحتلال.. إغلاق طرق تل أبيب الرئيسية والمحتجون يحتلون "ميدان رابين"

- ارتفاع عدد متظاهرى اليهود السود بإسرائيل للآلاف.. والشرطة تستعد لتفريقهم

- بالفيديو والصور.. مظاهرات عارمة لليهود السود تشل تل أبيب ضد عنصرية الشرطة

- بالصور.. استمرار اشتباكات ميدان رابين وإصابة 47 من الشرطة والمتظاهرين

- بالصور.. إصابة 27 جنديا إسرائيليا وتحطيم سيارات شرطة فى اشتباكات تل أبيب

- يديعوت: إصابة 5 من الشرطة الإسرائيلية فى اشتباكات مع اليهود السود

- المتظاهرون اليهود السود يحتلون ميدان رابين بتل أبيب ويشتبكون مع الشرطة