أكرم القصاص - علا الشافعي

وفاء التلاوى تكتب: صلة الرحم والقرب من الله

الأحد، 03 مايو 2015 03:14 ص
وفاء التلاوى تكتب: صلة الرحم والقرب من الله                 ولد يقبل يد أمه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتهاون بعض الناس فى حقوق صلة الرحم، فهل يعرفون مدى عقوبة ذلك من الله؟ وما الثمرات التى يحصلون عليها إذا وصلوها؟ لو أدرك الناس عقوبة قاطع الرحم ما قطعوها أبدا وظلوا يحرصون عليها وعلى عدم قطعها فديننا دين الإسلام دين الرحمة يحثنا على الرحمة قال تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ) سورة النساء 1، فيأمرنا الله عز وجل فى هذه الآية الكريمة بتقواه أى بالخوف من عقابه بأداء أوامره واجتناب نواهيه، ويتبع ذلك بأمرنا بتقوى الأرحام أى بالخوف من قطيعة الأرحام وقد ربط الأمر بتقواه عز وجل وأعطاه مزيدا من العناية، فمن لا يصل أقاربه من الأرحام ويمد يده بالخير إليهم فهو أكيد لا يمد يده بالخير لغير قرابته من باب أولى، ويقول تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23 ) ) محمد 22، يقول ابن كثير فى تفسيره: (وهذا نهى عن الإفساد فى الأرض عموما وعن قطع الأرحام خصوصا وقد امرنا الله تعالى بالإصلاح فى الأرض وصلة الأرحام)، فهل نرى فى مجتمعنا الأن من يصل رحمه؟ وحريصا على عدم قطعها؟

فى الواقع نجد القلة فقط ممن يراعون ذلك وهم المتقون من يتقون الله ويحرصون على طاعته فقلوبهم معلقة بالرحمن لا يخشون غيره ولا يعملون إلا له، ويدركون معنى وقيمة الرحم عند الله عز وجل، وقد عرفنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) حقيقة صلة الرحم فقال: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخارى، ومن هذا الحديث يتبين لنا من هو الواصل؟ فالواصل هو من إذا قطعت رحمه وصلها، ونجد أن فى المكافأة نوع صله.

ولذلك فإن أن هناك ثلاث درجات (مواصل ومكافئ وقاطع) فالمواصل هو من يتفضل ولا يتفضل عليه والمكافئ الذى لا يزيد فى الإعطاء على ما يأخذ، والقاطع هو الذى يتفضل عليه ولا يتفضل وكما تقع المكافأة من الجانبين تقع بالمقاطعة من الجانبين، وقد حثنا الرسول الكريم على صلة الرحم وإن قوبلت بالإساءة، (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِى ذَوِى أَرْحَامٍ أَصِلُ وَيَقْطَعُونَ، وَأَعْفُو وَيَظْلِمُونَ، وَأُحْسِنُ وَيُسِيئُونَ، أَفَأُكَافِئُهُمْ؟ قَالَ: لَا إِذَنْ تَتْرُكُونَ جَمِيعًا، وَلَكِنْ جُدْ بِالْفَضْلِ، وَصِلْهُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالُ مَعَكَ ظَهِيرٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِك) رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

ومن عقوبات قاطع الرحم أنه لا يدخل الجنة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع) رواه البخارى. ومن العقوبات أيضا أنه تُعجل له العقوبة فى دنياه مع ما يدخر له من العذاب فى أخراه، وأنه لا يقبل منه ما يعمله من الصالحات روى البخارى فى الأدب المفرد من حديث أبى هريرة: أن أعمال بنى أدم تعرض كل عشية خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم، وأيضا من هذه العقوبات أن الرحمة لا تنزل على قوم يوجد بينهم، أى يوجد بينهم قاطع رحم، وأن الله يحرمه من إحسانه وعطفه.

و لكن لماذا يوصينا الله بصلة أرحامنا؟، فهى لها أهمية كبرى فى حياتنا وفيها صلاح لحياتنا كلها فيعرف كل منا حاجة الآخر فيساعد على الإصلاح لنا ولأسرنا وأيضا فى مجتمعاتنا فبمجرد زيارتك لأحد أقاربك من ذوى الأرحام تقضى الحوائج ويشملك أنت أيضا النفع الكبير لأنك ستكون قريبا منهم وفى ذلك مصلحة تقضى لك و للجميع، فلا نرى عاقا لوالديه ولا أم محرومة من رؤية أولادها فقد تركوها فى دار مسنين تعانى ألام الوحدة فتشكو لربها فيستجيب لها فيعاقب هو من الله فى الدنيا والآخرة ويحرم من رحمة الله وإحسانه ولا يدخل جنته ، وما أكثر الصور التى نراها نتيجة لقطع الأرحام فلا يزور الأخ أخته أو أمه أو خالته أو عمته ويتعرف على أقاربه و يعرف مشاكلهم وحوائجهم فيقضيها لهم و لا يتركهم للغرباء يقضونها لهم أم لا يقضونها ولهم الله وحده وهو يكفلهم برعايته وفضله وإحسانه.

فصلة الرحم تقربك من الله وتجعل بينك وبين أهلك وأقاربك صلة مودة وتراحم وعطف، فصلوا أرحامكم يصلكم رب العالمين وتكونوا جميعا فى معيته ويشملكم بعفوه وكرمه ومحبته وإحسانه.
من أحب جوار رسوله الله وصل رحمه.
تعاتبك الدنيا فتدير وجهك لها فكن أنت من يصلها وتمد يد الرحمة إلى من أساء إليك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة