ابن الدولة يكتب: لماذا يرى الإعلام بعين واحدة فقط؟.. الإعلام يتجاهل توزيع ماشية للفقراء وتطوير دار السلام بالقاهرة ورفع التصنيف الاقتصادى ويركز فقط على أسعار البامية.. قليل من الموضوعية

نقلا عن اليومى..

من الطبيعى أن يهتم الإعلام ومواقع التواصل بما يجرى فى المجتمع عموما، وألا ينحاز لصورة واحدة وكلام واحد، يعنى الموضوعية تستدعى من الإعلام أن ينتقد ويوجه ويقدم اقتراحات، وأن يضع كل قضية فى نطاقها. وفى حالة حل مشكلة أو مواجهة مخطئ يفترض أن يتم نشر هذا وإعلانه للناس، لكن ما نراه هو أن الإعلام يرى بعين واحدة، يعنى يتم التركيز على انتهاكات رجال الشرطة لحقوق المواطنين، ويتم تجاهل تحويل المتهمين من رجال الشرطة للتحقيق. طبعا لا أحد يدافع عن المخطىء تحت أى ظرف، لكن أيضا لا يجب تجاهل عشرات الشهداء من رجال الشرطة والجيش والتعامل على أنه أمر طبيعى.

ومعروف أن الإعلام يركز على القضايا الأكثر إثارة ولفتا للنظر، ويتجاهل الردود أو الإجراءات التى يتم اتخاذها، لكن ما نراه اليوم على صفحات التواصل وبعض الفضائيات هو أمر متعمد لنشر الاكتئاب والضجر والغضب والتركيز على أن كل شىء أسود وأن شيئا لا يحدث، دعونا نؤكد مرة أخرى ليس المطلوب هو التطبيل والنفاق للسلطة والرئيس والحكومة، لكن على الأقل ذكر الأشياء الإيجابية، وقارنوا بين ما نشر حول الشرطة والأخطاء، مع ما نشر عن ارتفاع تصنيف مصر الاقتصادى فى المؤسسات الدولية.

كم واحد كتب عن توزيع 10000 رأس ماشية على الأسر الأكثر احتياجا؟ هل كان هناك من صور ونشر هذا أو حتى سمع عنه؟ هذه الصورة لم يركز أحد عليها، مثلما تم التركيز على سعر البامية البشاير. نقطة أخرى هل شاهد أحدكم ما تم من تطوير فى منطقة دار السلام بالقاهرة؟ ورفع القمامة والإشغالات وإعادة السيولة المرورية إلى الشوارع الرئيسية؟ كم واحد شاهد هذا؟ وعرف أن معجزة تمت فى دار السلام، لأن الشوارع بدت وكأنها تم اكتشافها، وإزالة الإشغالات وجبال القمامة وتنظيم المرور. من تابع ما جرى ويجرى فى وسط البلد ورمسيس بعد إخلائها وتنظيمها ومنع الركنات والإشغالات؟

سيقول لنا البعض إن هناك مناطق أخرى تحتاج للرعاية وأن عين شمس والمطرية يجب أن يكونا مثل دار السلام، ويأخذا نصيبا من مواجهة الإشغالات وتنظيم الشوارع ومواجهة الأخطاء، طبعا نحن نحتاج إلى التركيز على الأخطاء، لكن أيضا نحتاج إلى الكثير من الموضوعية لنرى بعينين، وليس بعين واحدة، ولن أقول انظروا لمشروع قناة السويس الجديدة ولا للجهود التى تبذل فى الطرق مثلما تركزون على الحوادث التى تقع بسبب أخطاء فردية، وأيضا أخطاء حكومية وإدارية.

القضية ليست نفاق السلطة أو مهاجمتها، لكن فقط بعض الموضوعية والكشف عن ميزات وإنجازات تتم يحسها المواطن العادى، ويفرح بها لكنه لا يجدها فى الإعلام ولا يسمع عنها، لأن هناك من لا يرى غير سعر القوطة والبامية والملوخية.