أكرم القصاص - علا الشافعي

محـمد شـوارب يكتب: الشيوخ والشباب وشئون الحياة

الأحد، 24 مايو 2015 08:00 م
محـمد شـوارب يكتب: الشيوخ والشباب وشئون الحياة شباب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد ينكر عليكم أيها الشباب أن شبابكم أعظم قوة وحيوية ونشاط، وأقوى عزيمة من أى شيخوخة مضت أو أتت، وبلا شك أن أيدى الشيخوخة الشاحبة لا تستطيع أن تصل إلى ما تصل إليه أيديكم الفتية المقتدرة والمستطاعة، لقد أصبحت آراءكم وأفكاركم وجميع تصوراتكم وآمالكم أكثر حدة وحرارة وسرعة التحكم والحكم على الأشياء، والعجز عن إحكام الصلة بالزمان الذى يتمثل فى الماضى والحاضر والمستقبل. فعندما ننظر إلى الماضى الجميل وشيوخه فإن الصورة تختلف تماماً عن الحاضر، فالشباب يتصور أنه قدرة جسد وفناء غريزة، على العكس أن الشباب لابد أن توثب فيه الروح واستنارة الفكر وطفرة الأمل وصلابة العزيمة. إن فترة الشباب فى حياة كل إنسان مليئة بالمشاعر الحارة والعواطف الفائرة، لكنها ليست عهد قوة وعافية مكتملة فى جسم الإنسان الناضج، بل إنها كذلك نزعات نفيسة جياشة، يمدها الخيال الخصب والرجاء البعيد.

الصورة اليوم لابد أن تكتمل بكل الأحاديث والنصائح من الشيوخ والدعاة إلى الشباب، فهم حجر الأساس والبنية فى كل جهاز ناجح، وذلك لما لهم من عناصر عقلية ونصيحة تستجيب لها الشباب ويعمل بها فى مقتبل حياته ويسير على نهج صحيح سوى يستفيد منه ويفيد المجتمع.

الآن هو عصر الفكر المتحرك، ولا أمل فى مواجهة ثورة الشباب إلا بوضعها فى إطار من الفكر والعقل والحكمة والجوهر والنصيحة، فالشباب اليوم يمشى غير آبه بالقوانين والأحكام، وخصوصا إذا كان خالى البال لا يشغله واجب أو عمل محدد، أما إذا كان فى سباق مهم مع شباب مثله قادرين أو خصوم قاهرين، فإنه يحث ويجمع العزم ويتجاوز كل العقبات من شبابه إلى شيخوخته ملما بكل النصائح التى تؤثر به وفيه.

أيها الشيوخ والدعاة.. إن الدنيا دوائر وحلقات وأزمان.. فلابد لكل جيل أن يمد يده للجيل الذى يليه، فإذا تم ذلك فى أمة أو وطن، فقد صح كيانها واستقامت تماماً مثل الجسم العافى السليم الذى يتماسك بسلسلته الفقرية المترابطة والمتماسكة.

الشباب اليوم وفى هذه الدنيا مضطر إلى العمل، فلابد وأن يغير من وجه الأرض التى يسكنها وينتصر على الطبيعة، كما أن العمل يدعو إلى الاقتصاد والتوفير وهى فضيلة من الفضائل الكبرى التى يتوقف عليها مدار العمران الحالى، وكذلك يدعو الاقتصاد فى الأفراد إلى الاستقامة والاستقلال فى الفكر والحزم فى العمل.

أيها الشباب.. لقد قسوت عليكم فيما أكتب، ولكنه الحب والصدق لك والخوف عليك من لسعات الغرب وتقاليد وعادات الغرب التى تريد من شبابنا الهدم. فابتعدوا عن وسائل الإثارة، واحرصوا دائماً على وسائل الحصانة واستثمار أوقاتكم فى عمل مفيد ويفيد.

أيها الشباب.. فتش عن نفسك وفتش فى أصحابك واحذر رفقة السوء، فإنهم لا يقر لهم قرار ولا يهدأ لهم بال حتى تكون مثلهم وأداة طيّعة فى أيديهم، فلماذا تحرم نفسك من ثمرات الاستقامة وثمرات الإصلاح والكفاح لما فيه الخير لك ولأمتك ووطنك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة