أكرم القصاص - علا الشافعي

مدحت مصباح جميل يكتب: الحياة بقى لونها "أصفر"

السبت، 02 مايو 2015 12:00 ص
مدحت مصباح جميل يكتب: الحياة بقى لونها "أصفر" صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتبر اللون الأصفر من أشد الألوان فرحًا، حيث يمثل قمة التوهج والإشراق ويعد أكثر الألوان سطوعًا ونورانية، لأنه لون الشمس مصدر الضوء واهبة الحرارة والحياة والنشاط والبهجة.. واستخدمه المصريون القدماء رمزًا لآلهة الشمس وللوقاية من المرض.. كمـا أنه فى الغرب رمز للثراء والذهب والنشاط.

لكن لهذا اللون دلالة أخرى تناقض الأولى تمامًا.. فالأصفر دلالة على الحزن والهم والذبول والكسل والموت والفناء وربما الدلالة هذه ترتبط بلون الجو فى الخريف أو موت وذبول النباتات أو الصحارى المقفرة أوصفرة وجوه المرضى.

إن حديثى اليوم كرهـًا وحـبًا فـى الأصـفـر.. ولعل البعض سيندهش عندما يقرأ تلك الجملة "أتمنى أن تتحول حياتنا من الأصفر إلى الأصفر "..

إن حياتنا التى نعيشها اليوم يعمها الأصفر بدلالاته السلبية فأصبحت حياتنا صفراء.. نفوسٌ صفراءٌ.. قلوبٌ صفراءٌ.. ابتساماتٌ صفراءٌ.. نظراتٌ صـفراءٌ.. كلماتٌ صـفراءٌ.. وجـوهٌ صفراءٌ.. أعـمالٌ صفراءٌ .

أنا لا أنـفى وجود خيرية البشر التى فطر اللهُ الناسَ عليها لكن الوجود لا يعنى الكثرة لأن ندرة الشئ لا تنفى وجوده.

أصبح بعض البشر يكذبون كما يتنفسون حتى أمسى الصادق يصارع أمواج الكذب فى بحر الخديعة والنفاق وحينما يتمسك بالصدق كمنجاةٍ ما تلبثُ سرعة تيار الغش والرياء فى جـرفه بعيدًا عن طـوق النجاة .

ينافق المرؤوس رؤساءه لينال أكثر مما يستحق جشعًا منه حين غابت القناعة.. وربما لينال حقه حين غابت عدالة التقييم.. ويبتسم صاحب المصلحة ابتسامة صفراء فى وجه من بيده قضاء مصلحته حتى تنتهى حين غاب إتقان العمل.. ويغش التاجر زبائنه حين غاب الضمير.. ويرائى الناس بعضهم بعضًا حين غاب الحُب.. ويكذب الناس على بعضهم حين غاب الصدق.. ويخدع الساسة والقادة والمسئولون جماهيرهم حين غـابت الشفافية.. ويكذب الإعلاميون والخطباء وقادة الرأى على متابعيهم حين غابت الأمانة.. ويخون الناس أهلهم وأوطانهم وضمائرهم حين غاب الشرف.. ويرتدى الناس ثوب المثالية والكمال على أجسادٍ وقلوبٍ ونفوسٍ منحطةٍ حين غابت فضيلة تقوى الله.

لا أريد أن أستفيض فى الأصفر السلبى الذى يحيطنا من كل مكان فلعل ما ذكرته يقدر على إيصال فكرتى ولعل من يقرأ يعرف جيدًا كيف الصفار محيط به وربما يكون هو نفسه ممن جُـرِف مع التيار.
أتمنى أن يستبدل الناس الأصفر السلبى بالأصفر الإيجابى.. فبدلًا من القلب الأصفر من النفاق ليكن القلب الأصفر من الوضوح والضوء والمكاشفة.. وبدلًا من الضحكات الصفراء من الرياء أو الغل والحقد الكامن فى النفوس فلتكن ضحكات صفراء من البهجة والإشراق والدفئ النابع من النفوس..
" سيكون الناس بخيرٍ إذا حولوا الأصفر لأصفر ".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة