أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

غزوة الرقص الهندى

السبت، 04 أبريل 2015 08:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تمر إلا أٍيام قليلة منذ بداية انتشار فيديو «مصرية ترقص هندى» على مواقع التواصل الاجتماعى حتى تداول رواد الفيس بوك فيديو آخر يصور مئات البنات وهن يتعلمن الرقص الهندى فى ساحة مكشوفة.

بنات تملؤهن الفرحة وتفعل فيهن الموسيقى فعل السحر، يرددن كلمات لا يفهمنها، ويدربن أجسادهم على حركات غير معتادة، مشهد لا تراه إلا فى مباريات كرة القدم الكبرى، واتفاق فى التحركات والإشارات والإيماءات لا تجده إلا عند جموع «الألتراس» أو «تظاهرات الإخوان».

نجح مهرجان «الهند على ضفاف النيل» فى أن يخلق للثقافة الهندية حيزا كبيرا من اهتمام المصريين، وأصبحت السفارة الهندية مقصدا لمئات بل آلاف المصريين الذين يرون فى الهند بلدا متميزا صاحب ثقافة متميزة جديرة بأن تتعرف إليها وتنهل منها وتستمتع بما تضيفه إلى حياتك من طرائق جمالية خاصة للتعامل مع الحياة، فإلى جانب ما تقدمه السفارة من تعليم اللغة الهندية، تقدم أيضا دروسا فى تعليم «اليوجا» ومؤخرا تعليم «الرقص» وهكذا تتسرب ثقافة الهند إلى الشعب المصرى عبر إتاحة منجزها الروحى والمعرفى والحياتى للجمهور المصرى فيما يشبه «الغزو الثقافى».

لست من أنصار الانغلاق ولا من محبى التوجيه المباشر للجماهير، ولا أخفى عنك أننى سعدت حينما رأيت هذا التجاوب الجماهيرى مع مهرجان «الهندى على ضفاف النيل» لكنى أتمنى أن تغزو الثقافة المصرية جموع المصريين مثلما تغزو الثقافات الأجنبية عقولنا وقلوبنا، فلا تقل الثقافة المصرية بتنوعها وحيويتها عن الثقافات الأخرى بأى شكل، بل على العكس تماما فقد منح تنوع مصر الجغرافى والبيئى لثقافتنا أشكالا رائعة من أشكال الاحتفال بالحياة، وإذا ما استثمرت وزارة الثقافة ما تتمتع به مصر من غنى ثقافى مبهر فإنها بذلك سوف تضخم من رأس المال الرمزى للثقافة المصرية بدلا من مضاعفتها لرأس المال الرمزى للثقافات الأخرى بتقاعسها وتخاذلها.

فى كل محافظة مناسبة وطنية، وفى كل حى مقام أو مولد، ومازلت أذكر احتفال أهل بورسعيد بنضالهم وهم يمشون فى «زفة الليمبى» ليعيدوا إلى أذهان أبنائهم ذكريات طرد الاحتلال، ومازلت أذكر أيضا زفة «مولد المطراوى» فى حى المطرية الذى نشأت فيه وهى تجوب شوارعنا ومياديننا، فلماذا لا تحصر وزارة الثقافة مناسباتنا الوطنية والشعبية وتحتفل بها فى الشارع مثلما كنا نفعل قديما، وماذا لا تطور هذه الاحتفالات لما يتناسب مع روح العصر كما طور الهنود من رقصاتهم وجعلوها قريبة من الرقص الحديث إذا ما كان هذا الأمر سيعود بالنفع على انتشار الفن، ولماذا لا يصمم المخرجون والاستعراضيون مهرجانات تحكى تاريخ مصر ووقائعها المشهودة ليتم عرضها فى الشوارع والميادين مثلما تفعل كل الدول؟

أعتقد أن مشروع كهذا سيعود بالنفع على «ثقافة مصر» التى تضيع كل يوم بالإرهاب مرة والتخاذل مرات.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة