أكرم القصاص - علا الشافعي

عمرو النحاس يكتب: تنابلة السلطان

الأحد، 26 أبريل 2015 10:00 م
عمرو النحاس يكتب: تنابلة السلطان المستريح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المستريح كلمة يتداولها المصريون دائمًا للإشارة إلى الشخص القادر ماديًا، وحديثًا أصبحت الاسم المتداول لأحد أكثر النصابين شهرة فى مجال توظيف الأموال. "المستريح" هو شخص أدرك بذكائه أن هناك أموالاً لدى البعض لا يجيدون استثمارها وأنهم لا يزالون يحلمون بتحقيق مكسب سريع ودون تعب، فذهب البعض منهم لبيع أرضه الزراعية والبعض الآخر لبيع كل ممتلكاته وتقديم "تحويشة العمر" على طبق من فضة لمن أعطى لهم وعدًا لم يجدوه فى مكان آخر.

حتى يأتى ذلك اليوم الذى يستيقظ فيه الجميع على خبر اختفاء من قدموا له أموالهم متوهمين أنه سوف يحقق لهم مكسب سريع ومضمون ودون الحاجة إلى بذل أى مجهود، القضية وإن كانت لا تزل تحت قيد التحقيق إلا أنها تتكرر دوريًا وبأشكال مختلفة، توظيف أموال وشركات وهمية لبيع الأراضى ومشروعات تجارية وصناعية اتفقت جميعها على هدف واحد وهو "تقليب الزبون".

القضية أيها السادة لا يجب أن تتوقف عند مجرد كونها عملية نصب لا يلام عنها فى النهاية -تحت مبدأ أن القانون لا يحمى المغفلين- سوى الضحايا ممن قدموا أموالهم دون ضمانات لشخص مجهول طمعًا منهم فى تحقيق مكسب سريع دون تعب، الأمر يحمل فى طياته معانى أكثر من ذلك!

أين دور الحكومة فى توفير فرص ومشروعات استثمارية والتى لا يشترط كونها دائمًا مشروعات عملاقة فقط، بل أحيانًا قد تكون مشروعات صغيرة أو متوسطة يمكنها أن تساعد فى استغلال تلك الأموال المتاحة يوميًا لمحترفى النصب، فضلاً عن توفير فرص عمل لعدد كبير من الشباب والعاطلين.

أين دور البنوك المصرية (الوطنية) فى توفير الثقة الغائبة لدى المواطن لاستثمار أمواله بتلك البنوك؟ مشروع قناة السويس استطاع أن يجمع ما يقرب من 61 مليار جنيه خلال ثمانية أيام فقط، وبلغت مساهمة الأفراد بالمشروع ما يقرب من 90% والنسبة الباقية (10%) كانت للمؤسسات والشركات المصرية، وبالتالى فلا يزل هناك فائض ضخم من الأموال لم تنتبه البنوك المصرية بعد لكيفية جذبه أو استغلاله!

أين هى البورصة المصرية؟ الحاضر الغائب فى هذا المشهد، ولنصارح أنفسنا كم منا يعلم شيئًا عن البورصة أو حتى كيفية الاستثمار بها! يجب أن يكون هناك دور واضح للحكومة ممثلة فى هيئة الرقابة المالية لتشجيع الاستثمار فى البورصة وتدعيمها فضلاً عن ضرورة تواجد دور حقيقى للتعليم (الجامعات) وأساتذة الاقتصاد فى توضيح أهمية البورصة كوسيلة هامة لاستثمار ذلك الفائض من الأموال.

أين هى خريطة التنمية؟ "المستريح" وأصدقائه غالبًا ما تتوارد قصصهم من العشوائيات والأقاليم كصعيد مصر، وكلاهما لا يزال يحتاج إلى مزيد من التنمية ونظرة الحكومة إليه بعين الاستثمار وليس بعين العطف فقط!

وفى النهاية دعونا نعترف بأننا جميعًا قد اشتركنا بشكل مباشر أو غير مباشر فى خلق تلك الظاهرة، والتى يجب أن نتكاتف جميعًا لحلها، دون إلقاء اللوم على طرف واحد، ودون أن يكون الملام فى النهاية دائمًا هم تنابلة السلطان.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة