د. محمد فكرى قطامش يكتب: الدولة الوهمية

أندهش عندما تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية عما تسميه (الدولة الإسلامية بالعراق والشام) أو داعش.. فالمعروف أن مفهوم الدولة وفقا للقانون الدولى هو وجود أرض وعليها شعب، ومن هذا الشعب تخرج حكومته- وإذا طبق هذا المفهوم على داعش فلا توجد أرض محددة الحدود ولا أفراد يمثلون مجتمعا محددا ولاحكومة تدير– ومن ثم فإن الإصرار على إطلاق اسم دولة على تلك المجموعات البشرية المسلحة من قبل دول حلف الناتو، وعلى رأسهم أمريكا، هى محاولة لوضع العالم أمام دولة وهمية، وكأن قطعة من العراق تجمعت مع قطعة من سوريا، أنشأت دولة جديدة وليدة، وعلى هذا الأساس يقبل المجتمع الدولى هذا الأمر الواقع، تمهيدا لتقسيم الدول العربية إلى دويلات وهو الهدف النهائى للفوضى الخلاقة، والتى أول من نطقها اللسان الأمريكى على يد وزير خارجيتها السابقة كونداليزا رايس، التى قامت بتجميلها باسم الربيع العربى بحجة تطبيق الديمقراطية – فلو كانت بهدف الحرية والديمقراطية فلماذا لم تسمها مثلا (بالربيع الديمقراطى)؟

ثم يأتى رفض أوباما تسليم الأردن طائرات بدون طيار لضرب داعش لأخذ ثأر الطيار العربى الكساسبة، وأخيرا يأتى اعتراض أوباما على قيام مصر بضرب قواعد داعش بليبيا لأخذ ثار 21 مصريًا المذبوحين على يد داعش- بل وصلت المؤامرة إلى طلب واشنطن إجراء تحقيق لمقتل مدنيين ليبيين من هذا الضرب، وهو ما نفاه تمامًا رئيس الوزراء الليبى، فى زيارته الأخيرة لمصر- يكشف المؤامرة الكبرى، التى تحيق بالدول العربية، وهى التى تنقسم على نفسها لما يحدث بالشرق العربى– لذا داعش هى صناعة المدرسة الشيطانية الأمريكية.