أكرم القصاص - علا الشافعي

حسام سالم يكنب: الوجه الآخر

الخميس، 05 مارس 2015 10:16 م
حسام سالم يكنب:  الوجه الآخر داعش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا آفة على العلوم وأهلها أضرُّ من الدُّخلاء فيها وهم مِن غير أهلها؛ فإنّهم يجهلون ويظنُّون أنهم يعلمون، ويُفسدون ويقدرون أنهم يصلحون (ابن حزم).

تذكرت ابن حزم وأنا أشاهد الفتاوى الإسلامية تتناثر هنا وهناك سواء فتاوى تحلل حرق وذبح من جماعة داعش أو فتاوى تخدم مصالح وأهداف سياسية من جماعة الإخوان. حتى القنبلة تجد من يبررها بفتوى إسلامية. ومع عبارة ابن حزم الشهيرة مر بذاكرتى علماء الأمة الإسلامية (ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، الفرابى وابن سينا فى الفلسفة، يعقوب بن إسحق الكندى فى الفلك والكمياء، الإدريسى فى الجغرافيا، ابن النفيس فى الطب وغيرهم الكثير.

القارئ للتاريخ الإسلامى يجد ارتباطا وثيقا بين الدين والعلم فمنذ اليوم الأول يعلمنا رسول الله قيمة العلم فاختيار مكان بدر أو حفر الخندق لم يكن وحى، بل هو العلم. الانسحاب الاستراتيجى لخالد بن الوليد بغزوة مؤتة يدرس إلى الآن بالعلوم العسكرية، حتى عندما نذهب إلى القرآن الكريم نجد الكثير من الأوامر التى تحثنا على العلم وليس أبلغ من (قل سيروا فى الأرض فنظروا كيف بدأ الخلق) فماذا حدث لنا؟

إنه الخطاب الدينى الذى حصر وحبس المسلمين بكهف من الأفكار والفتاوى دون غيرها، فبمجرد دخولك ستجد حائط الكهف ملىء بإسلامية، وكأننا نعيش فى دولة مجوسية، الشريعة والشرعية، بالرغم من الكثير المطبق وكيف نطبقها بالكامل قبل أن نعلم الفرد العادى ما المقصود منها، ستجد عبارة عذاب القبر وبحثت كثيرا بالحائط فلم أجد نعيم القبر، ستجد خطابا كبيرا عن حسنات وفضل صلاة الجمعة خطاب جميل جدا ولكنه بدأ وانتهى عند صلاة الجمعة، فماذا بعدها لن تجد شيئا يحدثك عن فقه المعاملات عند خروجك من صلاة الجمعة كيف تبيع كيف تشترى كيف تعامل أخيك وجارك وإن وجدت ستجده بخط لا تستطيع قراءته من صغر الحجم. ومررت بالحائط أبحث عن خطاب واحد يعلمنى من هو ابن النفيس... ابن الهيثم ... أو أى من علمائنا لعنا نحذو حذوهم فلم أجد.

العجيب أنك تجد المسلمين بالكهف يقفون جماعات وليس جماعة واحدة بالرغم من أنه دين واحد وللأسف كل جماعة منهم تكفر الجماعات الأخرى فهذه داعش وهذه النصرة، وهذه بيت المقدس وهؤلاء إخوان لا اعرف إذا كانوا مسلمين أو لا ولكن كيف يكونوا مسلمين والقنابل بأيديهم يلقونها هنا وهناك.

وهذا شاب لم يجد قدوة من العلماء على حائط الكهف فأخذ يقضى الوقت بتقصير الجلباب لعله يصل إلى الجلباب الشرعى ولست هنا لا عيب على الجلباب ولكن أين وقت العلم والعمل اليس أجدى.

وهذا شاب آخر يتعرف ويأخذ اسلامه من خلال مواقع التواصل الاجتماعى فيقرأ الآية الكريمة التى آخرها من فضلك اضغط ليك واعمل شير تأتيك الحسنات. وفى إحدى جوانب الكهف وجدت مجموعة من شباب جامعة الأزهر يصرخون ويحطمون كل ما يقابلهم وفى أيديهم زجاجات من اللهب مستعدة للحرق فاقتربت وسألت أحدهم عن البيرونى (العالم الإسلامى وأول من أثبت أن الأرض تدور حول محورها) فنظر إلى نظرة تقول إنى من كوكب آخر وأدار وجهه واستمر فى الصراخ والحرق والتدمير وكأننا بهذا نثبت للعالم قوة الدين الإسلامى.

قررت الخروج من الكهف إلى النور نور الإسلام الحق (الوجه الآخر) الذى يأمرنى بغرس حبه والقيامة فى طريقها للقيام وهو أبلغ معنى على العمل والصدق والعلم، وأرجوا من أصدقائى أن يتبعونى خارج الكهف فلسنا بحاجة إلى جماعات لم ينص عليها حديث أو آية قرآنية، لسنا بحاجة لجماعات فالإسلام لجميع المسلمين ومظلته تسع أيضا أبناء الدين الآخر.

ولعلنا عند خروجنا نستطيع معا إلى أن نصل إلى ما وصلت إليه الأمم الأخرى ونثبت للعالم قوة الدين الإسلامى بالعلم والإيمان معا. لعلنا نعلم المسلم أن ديننا يأمرنا بنظافة الجسد فكيف نترك شارعنا بهذا القدر من القمامة، يأمرنا بإعطاء الطريق حقه فما هذه العشوائية بطرقنا. الوجه الآخر الذى أطبق من خلاله إسلامية على يومى بالكامل وعلى معاملاتى مع الآخر وليس وقت المظاهرات فقط، الوجه الآخر الذى من خلاله أطبق الشريعة أولا على تصرفاتى اليومية قبل أن أطالب بتطبيقها على الآخرين، الوجه الآخر ليس به مرشد يسلب رأيى ويحد من تفكيرى وعقلى ليس به مرشد يأمر فأطيع فأنا أخذ أمرى من الله و رسوله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة