أكرم القصاص - علا الشافعي

إبراهيم داود

مطر

الثلاثاء، 03 مارس 2015 07:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت قصيدة الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفى مطر تبدو مغلقة‏، لأنه كان يسعى لإعادة إحياء مفردات فى اللغة لفظتها اللغة الاستهلاكية‏، وكان يجرب إيقاعات تبدو غير متسقة مع الإيقاع الذى فرضته الحضارة الحديثة على الشعراء‏، كان يرى أن الخيال الشعرى يقوم على حركتى هدم وبناء فى وقت واحد‏، كان يريد إزاحة التواطؤ والتوافق الضمنى بين الشاعر وبين المعتاد والعرفى حتى يتمكن الخيال من رؤية الطبيعة والأفكار فى جو من البراءة ‏، ثم إعادة الصياغة وتكوين العلاقات المفاجئة المدهشة فى كيان جديد‏، هو القصيدة‏، وعفيفى الناثر استفاد من عفيفى الشاعر فى إصابة الهدف‏، ولكن من أقصر طريق‏، فكتاب أوائل زيارات الدهشة الذى عدت لقراءته أخيرا تحرر فيه مطر من سطوة الشاعر الذى لم تتح له فرصة للارتجال خارج الشعر‏، ‏استعان بفطرته ليعيد قراءة حياته‏، الكتاب سفر بين مواقع الطفولة وأوائل الشباب‏، محطاته هى لحظات الدهشة التى أقلقته وحولت انتباهه وحددت بعض المعالم فى تكوين علاقته بالعالم‏، عفيفى كتب شعرا كبيرا بلغة كبيرة بروح كبيرة‏، وربما هنا يكمن الاختلاف معه‏، فهو يرى أن الشاعر بمكانته القديمة مازال قادرا على القيام بدوره القديم‏، بينما شعراء الزمن الجديد يرون أن اللغة شفرة بين اثنين‏، هو يتحدث إلى الأمة وهم يبحثون بالشعر عن أصدقاء‏، هو عليم بأسرار موضوعه‏، هم يكتشفون العالم بالكتابة‏، مطر الذى تجاهلته السلطة وعذبته فى الماضى ولم تلتفت إلى قيمته بعد الثورة، كان صاحب سيرة نقية‏، أخلص للشعر ولكرامة الشاعر‏، وتعامل مع السلطة وشعرائها باستعلاء محبب‏، أضره فى الحياة‏، ولكنه أنقذه‏..كشاعر‏.‏








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة