طارق عبد المجيد كامل يكتب: التعليم أساس التقدم

تعتبر مسابقة تعيين الـ30 ألف معلم التى أعلن عن نتيجتها النهائية خلال العام الحالى 2015 من أفضل المسابقات من حيث كفاءة الخريجين على الإطلاق؛ ذلك لأن من تم اختيارهم بواسطة الحاسب الآلى طبقاً لتقديراتهم الجامعية ودراساتهم العليا ودرجات اختبارات الكفاءة التربوية والتخصص واللغتين العربية والإنجليزية، وهو ما يثبت أن تلك الدفعة من أفضل دفعات تعيينات المعلمين على مستوى تاريخ التعليم؛ فقد كانت تقديرات 90% من المقبولين تتراوح بين ممتاز أو جيد جداً فى الشهادة الجامعية، علاوة على الكم الهائل من الدرجات العلمية كالماجستير والدكتوراه وهو ما نستبشر به خيراً فى تحسين مستوى العاملين بقطاع التعليم كونهم كلهم من أكفأ الخريجين، فضلاً عن ارتفاع نسب القبول بكليات التربية التى تتطلب مجموعاً لا يقل عن 90% بالثانوية العامة.

جدير بالذكر أنه رغم اختيار تلك الكفاءات إلا أنهم لن يحصلوا على ما يحصل عليه نظرائهم بالوظائف الأخرى (الشرطة والضرائب والبترول والصحة)، رغم صعوبة عمل المعلم ودوره الفعال فى تعليم النشء وتنمية شخصيتهم إلا أن المعلم لا يحصل على أى مقابل مادى أو معنوى سوى الكادر الذى أصبح يتساوى مع ما يحصل عليه الموظف العادى غير المتخصص.

إن وطننا يحتاج لإحداث طفرة تعليمية تؤهله للسير فى ركب التقدم والحضارة العالمية والنهوض به من كبوته الاقتصادية، وكل ذلك لن يتحقق إلا بالاهتمام بالتعليم الذى هو أساس تقدم وازدهار أى دولة ولن يتقدم تعليمنا بدون الاهتمام بأهم عناصره وهو المعلم والطالب اللذان يحتاجان لمزيد من الدعم والتمويل والاهتمام أسوة - إن لم يكن أكثر - من أى فئة أخرى.