دعوة فى فرنسا لعقد مؤتمر دولى يقدم المساعدة لمسيحيى الشرق الأوسط

وجه رجال دين وعلمانيون مشرقيون يعيشون فى فرنسا دعوة الجمعة إلى وزير الخارجية لوران فابيوس لعقد مؤتمر "فى أسرع وقت ممكن" يضم مانحين دوليين، لتمويل صندوق مساعدات دولى لمسيحيى الشرق الأوسط والأقليات الأخرى.

وقالت "تنسيقية مسيحيى الشرق فى خطر" فى بيان أن فابيوس "وافق على دعم انشاء صندوق دولى خاص لمساعدة مسيحيى الشرق والأقليات، يعمل على تمويل اعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات والكنائس" التى تهدمت فى مناطق عدة فى الشرق الأوسط.

وتابع بيان التنسيقية "نطلب من وزير الخارجية بالحاح أن يجسد سريعا التزامه بالدعوة الى عقد مؤتمر للمانحين لإنشاء هذا الصندوق"، وقال رئيس "تنسيقية مسيحيى الشرق فى خطر" باتريك كرم فى مؤتمر صحافى عقده فى باريس أن عقد المؤتمر سيوجه "إشارة قوية إلى مسيحيى الشرق الذين باتوا يخشون البقاء فى قراهم".

وشارك فى المؤتمر الصحافى إلى جانب باتريك كرم أكثر من عشرة أشخاص من رجال دين وعلمانيين بينهم أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى فرنسا الأنباء اثناسيوس، واسقف الأرمن الأرثوذكس فى فرنسا نورفان زاكاريان.

ودعا المشاركون التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الى "تكثيف الجهود لوضع حد للوحشية وهجرة المسيحيين والأقليات فى الشرق". كما دعوا فرنسا "إلى بذل كل ما هو ممكن" لكى يطالب مجلس الأمن المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة المسؤولين عن الجرائم بتهمتى "الابادة" وارتكاب "جرائم ضد الانسانية"، او على الاقل دعم الشكوى التى سبق أن قدمتها "تنسيقية مسيحيى الشرق فى خطر".

من ناحية أخرى أدان مسؤولون فرنسيون اليوم الجمعة الهجوم على شابة مسلمة كانت حاملا فى شهرها الثامن، وقالت وزارة الداخلية إنه جارى البحث عن المهاجمين.

وتعرضت الشابة 29 عاما للهجوم فى مدينة تولوز بجنوب فرنسا يوم الثلاثاء الماضى على يد مهاجمين اثنين انتقداها لارتدائها الحجاب، وذلك حسبما نقلت شبكة إى تيلى التليفزيونية الفرنسية عن مصادر الشرطة، وقال التقرير إنها نقلت للعلاج بإحدى المستشفيات وانها أمدت المحققين بمعلومات عن المهاجمين فى اليوم التالى.

وقال زوج الشابة لصحيفة لا ديبيش المحلية الذى عرفته الصحيفة باسم منير فقط :" كانت زوجتى قادمة بعد توصيلها ابنتاى للمدرسة، احداهما فى رياض الأطفال والأخرى فى المدرسة الابتدائية ، وعندما غادرت عبرت الطريق أمام شابين فأمسك أحدهما بشعرها وسحب حجابها، وهو يصرخ : "ليس هنا!".

ووصف وزير الداخلية برنار كازنوف الحادث بانه بمثابة "صدمة" وقال ان قوات انفاذ القانون تسعى للقبض على المهاجمين، وقال كازنوف فى بيان :"لا يجوز مهاجمة أو تهديد أى فرنسى على أساس أصله أو دينه"، وقد تم نشر نحو عشرة آلاف جندى فى جميع أنحاء فرنسا لحماية المواقع التى تعتبر حساسة ومن بينها المساجد والمعابد اليهودية - فى أعقاب موجة من حوادث القتل على مدى ثلاثة أيام فى باريس على يد مسلحين يزعمون انتماءهم لشبكات اسلامية دولية.