أكرم القصاص - علا الشافعي

تاريخ التحالفات العسكرية العربية.. التحالف المساند لمصر 1973 يقصم ظهر إسرائيل.. وتحالف 1990 يكسر غرور صدام وينجح فى تحرير الكويت.. وفى 2015 العرب يلبون نداء السلطة الشرعية باليمن لإنقاذها من الحوثيين

الخميس، 26 مارس 2015 06:38 م
تاريخ التحالفات العسكرية العربية.. التحالف المساند لمصر 1973 يقصم ظهر إسرائيل.. وتحالف 1990 يكسر غرور صدام وينجح فى تحرير الكويت.. وفى 2015 العرب يلبون نداء السلطة الشرعية باليمن لإنقاذها من الحوثيين العمليات العسكرية ضد الحوثيين باليمن
كتبت سمر سلامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت المنطقة العربية على أعتاب تحالف عسكرى عربى جديد، من أجل مجابهة التهديدات التى تواجه المنطقة، ولعل آخرها القضاء على انقلاب الحوثيين فى اليمن، وذلك بعد عدد من المحطات المهمة فى تاريخ التحالفات العسكرية العربية، التى تعددت أهدافها بداية من محاولات استعادة الأراضى العربية المحتلة من قبل القوات الإسرائيلية، أو للدفاع عن دولة عربية تعرضت للاعتداء.

التحالف العربى ضد إسرائيل فى حرب فلسطين 1948


وفى البداية، تمثل حرب فلسطين 1948، المحطة الأولى من تاريخ التحالفات العربية العسكرية، والأولى فى تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية، وعلى الرغم من الهزيمة التى لحقت بالجيوش العربية بسبب الانقسام والتفكك ولكنها تظل المحطة الأهم فى تاريخ التحالفات العسكرية العربية بكل ما تحمله من دروس.

فقد افتقد التحالف وجود خطة استراتيجية عربية متفق عليها لإدارة تلك الحرب؛ بالإضافة إلى أن الجيوش العربية لم تكن مهيأة وغير مجهزة بالمعدات لاستمرار الحرب لمدة طويلة، كما أن معظم القادة العسكريين العرب كانوا غير أكفاء، الأمر الذى أدى إلى ضياع فلسطين وتحول 750 ألف فلسطينى إلى لاجئين يبحثون حتى الآن عن حق العودة إلى أراضيهم المحتلة مرة أخرى.

وشهدت حرب فلسطين مشاركة عدد كبير من الدول العربية تنفيذًا لقرار اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية الذى نص على ضرورة إحباط مشروع التقسيم والحيلولة دون قيام الدولة الإسرائيلية على الفلسطينية.

وكانت خطة التحالف العربى وقتها أن يزحف الجيش اللبنانى من رأس النافورة نحو الساحل الفلسطينى باتجاه عكا، وأن يقوم جيش الإنقاذ بقيادة فوزى القاوقجى بغارات على منطقة حيفا التى كانت تحت سيطرة اليهود.

وأن يزحف الجيش السورى من مرتفعات بانياس وبنت جبيل نحو صفد والناصرة والعفولة، وأن يزحف الجيش العراقى عن طريق جسر اللنبى على نهر الأردن باتجاه غور بيسان فالعفولة، وأن تزحف بعض قطاعات الجيش الأردنى من جسر دامية وجسر الشيخ حسين على النهر نفسه باتجاه جنوب بيسان فشمال جنين إلى العفولة، وأن تزحف نحو الساحل فتحتل منطقتى الخضيرة وناتانيا اليهوديين وبذلك تشطر اليهود إلى شطرين شطر فى الشمال حيفا وصفد وطبريا وبيسان وشطر فى الجنوب تل أبيب وملبس وديران.

وكان على الجيش المصرى أن يجتاز الحدود الفلسطينية عند رفح والعوجا ثم يزحف فى محاذاة غزة ومجدل عسقلان وبهذا يشطر اليهود هناك إلى شطرين شطر عند دير البلح والمستعمرات المجاورة لها وشطر فى أقصى الجنوب عند القطاع المسمى بالنقب، وكان على المتطوعين المصريين أن يصلوا عن طريق الخليل وبيت لحم إلى القدس فيطوقوها من الناحية القبلية.

حرب أكتوبر 1973


وتظل حرب 6 أكتوبر 1973 المحطة الثانية من تاريخ التحالفات العربية رمزًا للانتصار العربى ووحدة الدول العربية ضد الاحتلال الإسرائيلى فعلى الرغم من تصدر مصر وسوريا للمشهد، إلا أن ذلك لم يمنع وجود تحالف عربى داعم لمصر وسوريا، من خلال المساهمات العسكرية حسبما ورد فى مذكرات الفريق سعد الدّين الشاذلى، حيث ضم التحالف كلا من (العراق، الجزائر، ليبيا، الأردن، المغرب، السعودية، السودان، الكويت، تونس، كوريا الشمالية).

وأرسلت العراق فرقتين مدرعتين، و3 ألوية مشاة، وأسراب طائرات إلى الجبهة السورية، وشاركت الجزائر على الجبهة المصرية بالفوج الثامن للمشاة الميكانيكية، كما أرسلت ليبيا لواءً مدرعًا إلى مصر إضافة إلى سربين من الطائرات عددها 54 طائرة ميراج ليكونوا سربين واحد بطيارين مصريين وآخر بطيارين ليبيين.

كما شاركت القوات الأردنية فى الحرب على الجبهة السورية بإرسال اللواء المدرع 40، واللواء المدرع 90، إلى الجبهة السورية.

وكانت القيادة الأردنية قد وضعت الجيش فى درجة الاستعداد القصوى، وصدرت الأوامر لجميع الوحدات والتشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة، وكان على القوات الأردنية أن تؤمن الحماية ضد أى اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية والالتفاف على القوات السورية من الخلف، كما كان عليها الاستعداد للتحرك إلى الأراضى السورية أو التعرض غرب النهر لاستعادة الأراضى المحتلة فى حال استعادة الجولان وسيناء من قبل القوات السورية والمصرية.

وشاركت المغرب بلواء مدرع على الجبهة السورية ووصل قبل بداية الحرب بأسابيع قليلة، كما شاركت بلواء مشاة على الجبهة المصرية ووصل إلى مصر بعد بداية الحرب إرسال سرب إف 5 قبل بداية الحرب إلى مصر، كما قدمت القوات المسلحة السعودية والكويتية والتونسية والسودانية الدعم للجبهتين المصرية والسورية.

كما أعلنت الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية حظرًا على النفط يستهدف الولايات المتحدة وهولندا خاصةً بسبب دعمهما لإسرائيل، وجرى تخفيض إنتاج النفط بنحو 340 مليون برميل اعتبارًا من أكتوبر حتى ديسمبر 1973، فقفزت أسعار النفط من 3 دولارات إلى 11 دولارًا للبرميل بسبب الاندفاع إلى تخزين النفط إضافةً إلى النقص الفعلى، وكان النفط المباع إلى البلدان الأوروبية يأخذ طريقه فى النهاية إلى الولايات المتحدة وهولندا، لكن خطوط الإمداد بالمحروقات صارت طويلة وصارت الأسعار تزداد من يومٍ لآخر، استمر هذا الحظر حتى مارس 1974، وقد عزز الفكرة القائلة بأن الدول العربية قادرة على ممارسة ضغط سياسى من خلال التحكم بالإمدادات النفطية.

وقد أدت هذه الإجراءات إلى إرباك القوات الإسرائيلية حيث تعد الجبهة الأردنية من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلى هذا الأمر دفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب من قواتها تحسبًا لتطور الموقف على الواجهة الأردنية.

حرب تحرير الكويت 1990


ثم جاءت المحطة الثالثة من خلال الحرب التى شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة، بتفويض من الأمم المتحدة ضد العراق ردًا على الحرب التى شنتها على دولة الكويت لضمها فى الحرب التى أطلق عليها اسم "عملية عاصفة الصحراء".

كان فى استقبال غزو الكويت من قبل القوات العراقية التى بدأت فى 2 أغسطس 1990 الإدانة الدولية، وتوقيع عقوبات اقتصادية فورية ضد العراق على أيدى أفراد من الأمم المتحدة مجلس الأمن، نشر الرئيس الأمريكى جورج بوش الأب قوات الولايات المتحدة بالمملكة العربية السعودية، وحثت الدول الأخرى لإرسال قواتهم إلى مكان الحادث.

وكانت المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة ومصر من أبرز الدول العربية التى شكلت التحالف لرد الغزو العراقى عن الكويت حيث دفعت المملكة العربية السعودية حوالى 36 مليار دولار من تكلفة 60 مليار دولار أمريكى.

وبدأ الصراع الأول لطرد القوات العراقية من الكويت مع القصف الجوى يوم 17 يناير 1991، الذى أعقب ذلك الهجوم البرى فى 24 فبراير، وكان هذا نصرًا حاسمًا لقوات الائتلاف، الذين حرروا الكويت وكسروا غرور الرئيس العراقى آنذاك صدام حسين.

تحالف عربى جديد لمواجهة الحوثيين فى اليمن


ومؤخرًا ظهر تحالف عربى جديد مكون من 10 دول عربية، خلال العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، ضد الحوثيين والرئيس اليمنى المخلوع على عبدالله صالح، شملت قصف مواقع عسكرية بصنعاء، إضافة إلى مطار العاصمة، وتدمير 4 طائرات للحوثيين.

كما استهدفت الغارات مخازن للأسلحة فى صنعاء، ومقر قيادة قوات الاحتياط فى جنوب صنعاء، ومقر المكتب السياسى للحوثيين.

وشمل القصف أيضًا غرفة العمليات المشتركة للقوات الجوية فى صنعاء، ومعسكر ريمة حميد بمنطقة سنحان، معقل على صالح جنوب صنعاء، وقاعدة الدليمى الجوية المحاذية للمطار بالعاصمة، وقاعدة العند الجوية شمال عدن.

ووفقا لتقارير فإن المشاركين والداعمين وحجم القوات فى "عاصفة الحزم" بعد نحو 7 ساعات على انطلاقها، تتكون من دول عربية وإسلامية شاركت أو دعمت أو أبدت استعدادها للدعم وهى كل من الإمارات والكويت والبحرين وقطر والأردن والمغرب والسودان المشاركة بقوات جوية فى العملية، ومصر وباكستان والأردن والسودان أبدت استعدادهم للمشاركة البرية فى العملية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة