أكرم القصاص - علا الشافعي

بالفيديو .. قرى " الموت " فى بنى سويف تعيش وسط " المجارى "

الخميس، 26 مارس 2015 06:47 م
بالفيديو .. قرى " الموت " فى بنى سويف تعيش وسط " المجارى " الاهما فى بنى سويف
تحقيق آية نبيل و صفاء عاشور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار 10 قرى ، فى مختلف مراكز محافظة بنى سويف من الوسطى شمالا مرورا بناصر وبنى سويف واهناسيا وببا وأخيرا الفشن جنوبا، ترصد عدسة اليوم السابع فى هذا التحقيق ما آلت إليه «قرى الموت» من كوارث بسبب عدم توافر الصرف الصحى، والأمراض التى يعانيها الأهالى والأوبئة المستوطنة مثل الفشل الكبدى والكلوى والسرطان، متسائلين عن اللحظة التى سيلتزم فيها المسؤولون تجاههم بتوفير أبسط متطلبات الحياة لحل مشكلتهم مع الصرف الصحى.

20 قرية فقط من أصل 225 قرية فى محافظة بنى سويف تتمتع بشبكة للصرف الصحى، لتحتل بذلك المرتبة الأخيرة بين المحافظات فى التمتع بهذا الحق الانسانى. فما بين وعود انتخابية لم تنفذ وتصريحات وزارية لم تخرج عن نطاق الإعلام وأسماء المحافظين تعاقبوا، لم تطأ قدم أى منهم يوما أرض هذه القرى، لم يبق أمام المواطنين سوى التعامل مع الأمر بالحكم الذاتى، فبعضهم يلجأ إلى توصيل أنانيب خفية تصرف المياه من المنازل إلى أقرب الترع، حتى وإن كانت خاصة برى الأراضى الزراعية، وآخرون لم يعودوا يطيقوا أن يقفوا فى قائمة الانتظار الطويلة لمجلس المدينة، والتى تخصص عربة واحدة لأكثر من قرية، فلجأوا إلى سيارات الكسح الخاصة، والتى تتسلل ليلا لتلقى بحمولتها فى أقرب نقطة حتى وإن كان ترعة رى زراعية أيضاً.

هنا فى بنى سويف لم يعد أمام المواطنين، فى ظل غياب الدولة، إلا أن يتدخلوا بأنفسهم لحل مشاكلهم، فلجأ بعضهم لهدم منازلهم، التى غمرتها مياه المجارى، وإعادة بنائها بـ«البلوك»، وهو نوع من الأحجار البيضاء التى تتصدى لمياه الصرف فترة أطول من الطوب العادى، أما المنازل القديمة والتى تشبعت أرضياتها وجدرانها بالمياه، خصوصا مع ارتفاع مستوى الفقر والبطالة بين أهالى هذه القرى، وعدم قدرتهم على إعادة بنائها، فلم يبق أمامهم، إلا البقاء فيها، آملين فى الله ألا تسقط عليهم وهم نائمون داخلها. ا?حد الا?طفال يعبر فوق مياه الصرف الصحى التى غرقت فناء منزله و فى خلفيته مدرسة ولم يعد أيضاً أمام المواطنين إلا استخدام الحجارة فى تعلية الشوارع، ليستطيعوا العبور إلى منازلهم، وعليهم أيضاً فى حالة انسداد ترع الرى نتيجة تراكم المخلفات، أن يهبوا للنزول فيها بأرجلهم العارية لتسليكها، ولم يعد أمامهم أيضا إلا حمل أجسادهم المريضة وأطفالهم المصابين بالأوبئة، بسبب التلوث، والانتظار أمام المستشفيات، لعلاج من لا يصله الموت مبكرا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة