محمد فودة يكتب.. محمود طاهر يكتب تاريخا جديدا للنادى الأهلى

يبدو أن المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأهلى، قد اعتاد على أن يفاجئ عشاق القلعة الحمراء بالجديد والتجديد، وذلك فى إطار سعيه الدؤوب نحو إسعاد جمهور الأهلى حتى لو استلزم الأمر أن يسير فى الاتجاه المعاكس أو السباحة ضد التيار متحملًا المشقة والمعاناة طالما أنه فى نهاية المطاف سيقدم شيئًا جديدا لأعضاء الجمعية العمومية الذين منحوه ثقتهم واختاروه رئيسا للنادى، وأعتقد أن السر وراء ذلك هو إيمانه المطلق بالعمل وفق أفكار ورؤى خارج الصندوق وهو ما يترتب عنه تلك النتائج المبهرة واللافتة للنظر والجديرة بأن نقدره ونحترمه ونسانده فى خطواته التى نراها دائما تسير نحو هدف محدد، وهو الارتقاء بالخدمات التى يقدمها النادى الأهلى لأعضائه بصفة خاصة ولعشان وجمهور الفانلة الحمراء بصفة عامة فهم يمثلون الغالبية العظمى من الشعب المصرى.

وفى هذا الصدد فإننى لن أكون مبالغًا إن قلت إن انعقاد الجمعية العمومية للقلعة الحمراء اليوم سيكون يومًا تاريخيا ولحظة ميلاد حقيقية لمرحلة جديدة من العمل الجاد والمخلص من أجل إعلاء شأن النادى الأهلى، فهذه الجمعية العمومية تأتى فى أعقاب أحداث مهمة شهدها الأهلى وإنجازات كبرى تشكلت ملامحها بالجهود التى بذلها المهندس محمود طاهر ومعه أعضاء مجلس الإدارة.. فها هو فرع النادى الأهلى بالشيخ زايد والذى افتتحه منذ بضعة أيام المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء يضاف إلى مسيرة النادى نحو التطوير ليصبح بحق صرحًا رياضيًا يضاهى أهم وأبرز المنشآت الرياضية فى العالم، نعم إنه بحق صرح رياضى يفاخر به كل مصرى وليس أعضاء النادى الأهلى فقط، ففرع النادى وهو على هذا النحو من الروعة والجمال يفتح لنا الطريق للمضى قدما نحو المزيد من المنشآت الرياضية العالمية، خاصة حينما نعلم أن تصميم الفرع الجديد بالشيخ زايد تم على غرار أكبر الأندية الأوروبية، وأهمها على الإطلاق، وطبقا لأحدث ما وصل إليه العلم فى هذا المجال، وهذا ليس جديدًا على القلعة الحمراء، فالأهلى هو واحد من أكبر الأندية وهو دائما النادى الرائد فى مجال الإنشاءات الرياضية، مما يدفعنى إلى الشعور بالفخر والاعتزاز لانتمائى إليه.

ولأن المهندس محمود طاهر كان قد قطع على نفسه عهدًا منذ توليه رئاسة النادى بأن يبذل قصارى جهده من أجل دفع النادى إلى الأمام، فنجده يقوم حاليا بالتحضير لصرح رياضى جديد يتمثل فى إنشاء فرع الأهلى الرابع بالتجمع الخامس، حيث قام المكتب الاستشارى بإعداد الدراسات اللازمة لهذا الصرح بالفعل وهو المبنى الذى سيكون جديرًا بقيمة وتاريخ النادى الأهلى، هذا النادى الذى يستعد الآن لإنشاء استاد النادى الأهلى الجديد ليكون صرحا جديدا للرياضة المصرية، والذى يستعد أيضاً لإنشاء مدينة رياضية مصغرة ومنتجع لأعضاء الأهلى فى محافظة البحر الأحمر.

أعتقد أن الجمعية العمومية للنادى اليوم تزخر بالعديد من الأحداث التى تجعلها واحدة من أهم وأبرز اجتماعات الجمعية العامة للنادى فهى وإن جاز لى التعبير يمكن أن نطلق عليها جمعية "الإنجازات الكبرى" كما أنها مناسبة فى غاية الأهمية لأن يفخر كل عضو بالنادى بما تحقق على مدى عام كامل مضى، وهو ما نراه فى الميزانية التى سيتم مناقشتها اليوم فهى الميزانية الأكبر فى تاريخ النادى والتى بلغت 332 مليون جنيه وهو أمر غير مسبوق، حيث استطاع مجلس الإدارة برئاسة المهندس محمود طاهر من تحقيق المعادلة الصعبة فى تعظيم حجم الإيرادات وفى نفس الوقت الضغط الشديد فى حجم المصروفات إلى جانب توفير مصادر دخل عديدة مع نجاح الإدارة فى تحصيل الكثير من حقوق النادى لدى الجهات الأخرى والتى كان معظمها وللأسف الشديد بمثابة أموال ضائعة وصعبة التحصيل.

واللافت للنظر أن إنجازات المهندس محمود طاهر كانت بمثابة المفاجأة بالنسبة للكثيرين وخاصة الذين كانوا يرون أنه كان قد اختفى لعدة سنوات عن الساحة الرياضية قبل توليه رئاسة النادى، وأنه قد يستغرق وقتا طويلاً حتى يتمكن من تحقيق أى نجاح طوال فترة رئاسته للنادى، إلا أنه وبشكل مبهر قد خيب ظن هؤلاء المشككين، مؤكداً أنه حينما خاض المنافسة على رئاسة النادى لم يأتِ من أجل تحقيق أى مكتسبات شخصية وإنما عاد من أجل "رد الجميل" لهذا النادى صاحب التاريخ خاصة وأنه كان دائما يرى النادى فى حاجة لتغيير الوجوه والرؤى فى مُعالجة العديد من القضايا، التى تمر بها الساحة الرياضة على وجه العموم والقلعة الحمراء بصفة خاصة، مما دفعه إلى أن يرفع شعار "وسيبقى الأهلى فوق الجميع" على الرغم من علمه التام بأن "التركة" التى ورثها كانت "ثقيلة" للغاية ولكنه استطاع أن يحقق كل تلك الإنجازات لأنه لم يكن فى يوم من الأيام يقبل بأقل من النجاح فى المهمة الصعبة، فرأيناه وهو ينجز كل يوم عملا جديدا وعشنا معه وهو يخطو باستمرار نحو رسم مستقبل مشرق للنادى.

إننا اليوم ونحن نتابع اجتماع الجمعية العمومية للنادى الأهلى فإننا نعيش حالة خاصة جداً ونقترب من لحظة فارقة فى عمر النادى يكتب فيها المهندس محمود طاهر تاريخا جديدا للقلعة الحمراء.