شيماء منير علام تكتب: يفتح الله لكم بابا فبابًا

"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكل شخص عمل يقوم به وعليه أن يتقنه مهما كانت طبيعة العمل، ولكن اليوم من له عمل لا يقوم به أساسًا ولا يؤدى واجبه.. فإن اليوم المدير والناظر والمدرِّس هى فقط مسمَّيات وما من ممارسة ولا تطبيق عملى.

فى إحدى مدارس الثانوية العامة بمحافظة البحيرة.. منذ بدء نصف العام الدراسى الثانى والطلاب لا يذهبون للمدرسة ومع ذلك لا غياب يُسجل وما من إنذارات تُبعث للطلاب ولا تعليق لمسئول فى المدرسة سوى أن يقول لأى طالب إن ذهب إلى المدرسة "أنت ايه اللى جابك" !!!!! اللى جابه يا أستاذى الفاضل حقه الطبيعى فى التعليم . لأنه يحاول أن ينتزع حقه وحلمه فى أن يحيا مستقبلا ناجحا من براثن الحاضر الفاسدة المنعدمة الضمير، جاء لينال حقه فى التعليم المجانى الذى تمنحه لنا الدولة، ولكن لم يعد لهذا الحق وجود بعد أن أصبح المصدر الوحيد للتعلُّم هو الدروس الخصوصية وانطمس مصطلح المدرسة بين طيات الاستهتار وانعدام الأخلاق.
وفى موعد اختبارات الـ mid term ذهب قلة قليلة من الطلبة الذين مازالوا يستوعبون المعنى الفعلى للمدرسة ليسألوا عن جدول الاختبارات، ولكن لا جدول، فالطالب يعرف الجدول يوم بيوم وأحيانا يذهب ولا يجد اختبارات يعنى كله حسب التساهيل.. وها هو اختبار الجبر، تم جمع كل الطلبة فى فصل واحد والذين لا يتعدى عددهم 60 طالبا وسط حالة من الهرج، لا انضباط.. لا هدوء..لا رهبة.. الطلاب يتحادثون ويفتحون الكتب والمراقب كتَّر خيره يقف أول الفصل (بيتعب بصراحة).

أما اختبار التاريخ فقد كان فى الهواء الطلق فى الطرقة أمام الكانتين إذ أن الطلاب وجدوا جميع الفصول مغلقة لماذا وكيف لا جواااااب.

فماذا نريد أن ننمى بهؤلاء الشباب؟؟؟ الاستهتار أم انعدام الضمير أم عدم احترام القواعد أم اللاتقدير لأى شىء، أليس هم براعم المستقبل؟؟ فبدلا من أن نرعاهم ونساعدهم ليكونوا رجال المستقبل الذين يأخذون بأيدى مصر إلى بر الأمان إلى مستقبل أفضل وبدلا من أن نربى بهم حب الوطن والطموح.. نقتل فيهم العزيمة والأمانة والضمير نقتل فيهم الأمل.

فلو أن كل عامل قام بعمله وأتقنه لصلُحت ونهضت مصر، لو بعث المدير بالإنذارات للطلبة المتغيبين لخافوا وتراجعوا وحرصوا على الحضور واحترام كيان المدرسة. ولو أن المعلِّم قام بعمله شرح للطالب وعلَّمه وربَّاه ما لجأ للدروس الخصوصية وما غاب عن المدرسة وما تعلم الاستهتار.

فلنزرع فيهم الخير والالتزام والطموح والحب لنجده فى غدِنا، فلنخاف على مستقبل مصرنا، فلنخاف على مستقبل أولادنا، فلنتقى الله ونتقن أعمالنا كل منَّا فى مجاله حتى نرقى ونرتقى.

أيها العمال أفنوا العمر كدا واكتسابا
واعمروا الأرض فلولا سعيكم أمست يبابا
اتقنوا يحببكم الله ويرفعكم جنابا
إن للمتقن عند الله والناس الثوابا
أرضيتم أن ترى مصر من الفن خرابا
بعد أن كانت سماء للصناعات وغابا
اطلبوا الحق برفق واجعلوا الواجب دابا
واستقيموا يفتح الله لكم باب فبابا